الدفاع الفرنسية تعاقب كولونيل كشف أخطاء “التحالف الدولي” في سوريا
يمانيون |
أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي في تصريح نشر، أمس الأربعاء أنّها تريد معاقبة كولونيل في الجيش الفرنسي لأنّه “ارتكب خطأ” بنشره مقالاً صحافياً انتقد فيه عمليات “التحالف الدولي” في سوريا.
وكان الكولونيل فرنسوا ريجي ليغرييه، قائد قوة المدفعية الفرنسية في التحالف بين أكتوبر وفبراير، نشر مقالاً كشف فيه أنّ تحقيق النصر على التكفيريين في جيب هجين بشرق سوريا في نهاية 2018 تمّ “ببطء شديد وبكلفة باهظة جداً وبدمار كبير”.
وأكد الكولونيل ليغرييه “أن ألف مقاتل يملكون خبرة الحرب كانوا سيكفون “لتسوية مصير جيب هجين في أسابيع وتجنيب السكان أشهراً من الحرب”.
وأضاف أن الحملة “احتاجت لخمسة أشهر وتراكم في الدمار للقضاء على ألفي مقاتل لا يملكون دعماً جوياً ولا وسائل حرب الكترونية ولا قوات خاصة ولا أقماراً اصطناعية”.
وقال الكولونيل الفرنسي “خلال ستة أشهر، سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربعة كانت نتيجتها الرئيسية تدمير بنى تحتية” من مستشفيات وطرق وجسور ومساكن.
ويومها عبّرت هيئة أركان الجيوش الفرنسية عن اعتراضها “في الشكل والمضمون” على ما كتبه الكولونيل ليغرييه، معتبرة “أنّها ليست قضية حرية تعبير، بل مسألة واجب التحفّظ والسريّة المرتبط بالعمليات”.
وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية في تصريحات أدلت بها أمام لجنة الشؤون الخارجة والدفاع في مجلس الشيوخ في 20 فبراير الجاري ونشرت الأربعاء إنّ الكولونيل “إذا لم يكن موافقاً على ما تقوم به فرنسا فكان عليه أن يطلب إعفاءه من القيادة”.
وأضافت “من هنا، أرى في تصرفه بعض الخطأ وافتقاراً إلى الشجاعة”، مذكّرة بأنّها زارت في 9 فبراير الجاري كتيبة المدفعية التي كان يقودها الكولونيل في غرب العراق على الحدود مع سوريا والتقته شخصياً ولكنه لم ينبس يومها أمامها ببنت شفة عمّا يجول في خاطره.
وأكّدت الوزيرة خلال جلسة الاستماع النيابية أنّ “قيادته ستّتخذ تالياً الإجراءات الواجبة وستذكّر بالقواعد الأساسية التي تنطبق على الجميع”.
وزعمت بارلي أنّ الضابط “ارتكب خطأ لأنه من المحتمل أن يكون قد عرّض رجاله للخطر بالمعلومات التي كشف عنها في المقال”.
وقالت “أنا أؤيّد بشدّة حرية التعبير ولكن هذه الحرية تقف عند حدود الأخلاق المهنية التي تنطبق على جميع المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم العسكريون”.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا غير شرعي بزعم محاربة جماعة “داعش” التكفيرية في سوريا في حين استهدفت معظم غارات هذا التحالف منذ تشكله خارج مجلس الأمن في أغسطس 2014 السكان المدنيين وتسببت بعشرات المجازر وتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية كما تسبب هذا التحالف بتدمير مدينة الرقة بشكل شبه كامل.