لننتصر لليمن .. افتتاحية 26 سبتمبر
يمانيون | كتابات
إثارة النعرات المناطقية والطائفية والمذهبية والسلالية هي أحد المكونات الأساسية في مخططات مشاريع أعداء الأمة لضرب بعضهم, وبما يعمق الأحقاد والتعصب الأعمى الملغي للعقل المستبدل للوعي الجامع دينياً ووطنياً وقومياً وترك الغرائز الحمقاء الغبية المتوحشة هي المعبرة عن مسارات مصير المجتمعات التي تقع في براثن الدعوات والشعارات التي تحمل عناوين عنصرية لتصبح الصراعات والحروب عبثية عدمية لا غاية لها ولا هدف سوى نشر ثقافة الكراهية للكراهية والدمار للدمار والقتل للقتل, فيؤدي ذلك إلى تفكيك الأوطان- شعوباً ومجتمعات- إلى مكونات متناحرة قابلة للتلاشي والاضمحلال..
وهذا ما تعرضت وتتعرض له شعوب هذه الأمة العظيمة بعقيدتها التي إن توحدت امتلكت عنصر القوة التي تمنحها أحقية أن تكون خير أمة بمسمياتها وقيمها المجسدة للرحمة والعدالة والخير للبشرية كلها..
ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان يشنه تحالف إقليمي ودولي تجمعت فيه كل قوى الشر الهمجية التي استخدمت ليس فقط وسائل القتل والدمار العسكرية الفتاكة, بل وأقذر أشكال الحرب السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية ليكون أحد أدواتها النيل من وحدة الشعب اليمني الوطنية بمرتكزاتها التي لم يعرفها اليمنيون إلا في فترات انطلاق المشاريع الاستعمارية الجديدة المؤسسة على ما يسمى بالجيل الرابع من حروب الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية, والتي تقوم على ضرب العرب والمسلمين بعضهم البعض تحت مسميات متعددة أكثرها إجراماً تلك التي تقوم على العصبيات العنصرية المذهبية والطائفية والعرقية والسلالية..
وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الاستعمار الغربي والصهيونية والفاشية والنازية استمدت مبررات وجودها وشرعيتها على خرافات عنصرية لتهيمن على الشعوب الأخرى فتحتل أرضهم وتنهب ثرواتهم, بل وتذهب إلى ما هو أبعد وهو إبادة شعوب واستعبادها, وتاريخ أمريكا والغرب عموماً وهيمنة العرق الأبيض والدم الأزرق وخرافة شعب «الله المختار» اليهودية التلمودية التي قامت عليها الصهيونية وبها برر الاستعمار لها إقامة كيان عدواني على أرض فلسطين العربية لتكون قاعدة وغدة سرطانية توسعية مزعزعة للاستقرار بالتحالف مع الأنظمة التي صنعها الاستعمار في الجزيرة العربية والخليج, والتي بها استكملت السيطرة على مقدسات الأمة وثرواتها واستخدامها في تدميرها بالمال النفطي والفكر الوهابي التكفيري الإرهابي, وبها تنفذ مشروع التقسيم الجغرافي على أساس طائفي ومذهبي وعرقي ومناطقي..
من هذا المنحى جرى احتلال وتدمير العراق, وشنت حرب كونية على سوريا جُيش لها كل أوباش الأرض من العصابات الإجرامية الإرهابية التكفيرية, لكن هذه المشاريع فشلت وهي في طريقها للهزيمة..
في هذا السياق شنت الحرب العدوانية الوحشية القذرة والشاملة المستمرة على اليمن للعام الخامس على التوالي من قبل ذات التحالف الدولي والأنظمة العميلة الخائنة لشعوبها وأمتها وعلى رأسها نظام بني سعود وأولاد زايد..
لقد راهن تحالف العدوان على إخضاع الشعب اليمني لفتنة الصراع المناطقي والمذهبي والطائفي والسلالي والذي رفع عناوينه من قبل بعض الأطراف اليمنية لتبرير خيانتها لوطنها وشعبها واستثمارها لتطويل ارتزاقها, ولكن صمود الشعب اليمني طوال أربع سنوات قد كشف حقيقة هذا العدوان وعرى الخونة والمرتزقة, ومع ذلك وفي مواجهة الفشل والهزائم التي يُمنى بها المعتدون نجدهم يصرون على اللعب بهذه الورقة علهم ينجحون في ما فشلت فيه أسلحتهم ومرتزقتهم في ميدان المواجهة التي يخوض الشعب اليمني غمارها دفاعاً عن سيادته ووحدته واستقلاله الذي هو دفاع عن حاضر اليمن ومستقبل أجياله..
واليوم لا ينبغي السكوت عن المروجين لدعوات الفتنة والفرقة والتمزق, خاصةً من أولئك الذين يُحسبون أنهم ضد العدوان ويخدمونه برفع الشعارات الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية لأن خطر هؤلاء أصبح أشد من ترويج عصابات الارتزاق لها, فالتعجيل بالانتصار على هذا العدوان يستوجب- بعد أن كشفت كل الأوراق- العمل على توحيد الصف الوطني وتوجيه كل الطاقات المادية والبشرية إلى جبهات المواجهة..
فالوحدة هي التي ستسرع بالنصر وتحرير الأرض وبلوغ الغايات التي من أجلها قدمت أعلى وأعظم التضحيات من أجل أن يعيش هذا الشعب مستقلاً ومتحرراً من كل أشكال الهيمنة والوصاية الخارجية يعيش أبناؤه في ظل دولة لكل اليمنيين يسودها النظام والقانون والمواطنة المتساوية المبنية على روح الولاء والانتماء للوطن وهذا الشعب العظيم.