بريطانيا والحنين إلى الماضي.. بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
يمانيون | كتابات
بعد أن ظلت تتآمر وتلعب من تحت الطاولة ، هاهي بريطانيا تلعب فوق الطاولة وعلى المكشوف ، وتكشف دورها الخبيث في اليمن ، ومشاركتها الفاعلة في العدوان ، ودعمها اللامحدود للسعودية والإمارات من خلال تزويدهما ومرتزقتهما بالأسلحة ، في البداية كانت التحركات والمواقف البريطانية تجاه الملف اليمني منوطة ومقتصرة على سفيرها لدى اليمن مايكل آرون والذي أظهر للجميع بأن بلاده صاحبة أهداف ومشاريع خاصة في اليمن وبالتحديد جنوب اليمن ، فكانت تصريحات آرون منحازة لقوى العدوان ومتحاملة على القوى الوطنية رغم كل التنازلات التي قدمتها من أجل الدفع بالأوضاع نحو الإنفراج ، طمعا في التخفيف من معاناة السواد الأعظم من اليمنيين الذين باتوا الضحية بين مطرقة العدوان وسندان الحصار .
تصريحات السفير البريطاني ومواقفه المرتهنة للمحتل السعودي والإماراتي ومواقف بلاده داخل مجلس الأمن المتماهية مع المواقف السعودية والإماراتية جعلته يجاهر بحقيقة الموقف الرسمي البريطاني الداعم والمساند للعدوان ، وتهديده بأن فشل اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة سيعيد الأوضاع إلى المربع الأول ناقص عدد يعكس الرغبة البريطانية التي تتلاقى مع رغبات مماثلة أمريكية إسرائيلية سعودية إماراتية بإفشال الإتفاق وإيجاد ذريعة للهجوم الدولي على الحديدة بحجة عدم تنفيذ الأطراف اليمنية الإتفاق ، رغم أنهم يدركون جيدا من هي الأطراف المعرقلة ، ولكن التعميم يأتي من أجل تبرير المواقف المرتقبة والتي تصب في خدمة قوى العدوان ومرتزقتهم .
ولأن بريطانيا قررت أن تتصدر المشهد اليمني في عدن والحديدة جاءت زيارة وزير خارجيتها جيرمي هنت لميناء عدن بصحبة الحاكم بأمره الإماراتي ومن على ميناء عدن أدلى بتصريحات استفزازية لمشاعر اليمنيين حملت في طياتها تهديدا مبطنا للقوى الوطنية بالقبول بالشروط والمطالب السعودية الإماراتية بشأن تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة وهي الشروط التي لا تتماشى مع ما تم التوافق عليه خلال المشاورات ، والهدف من طرحها الآن عرقلة تنفيذ الإتفاق والذهاب نحو خيار التصعيد والذي تلوح بريطانيا عبر وزير خارجيتها بأنه سيكون كبيرا وخطيرا ، ظنا منه بأن اليمنيين سترتعد فرائصهم فور سماع ذلك ، وهو لا يدرك بأننا منذ اللحظات الأولى لشن العدوان على بلادنا ندرك بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ثالوث الشر في العالم هم أصحاب الضوء الأخضر لشنه ، والحضور البريطاني كان ولا يزال حاضرا إلى جانب قوى العدوان ، ولها أجندة خاصة بها تسعى لتحقيقها عبر أداتها في المنطقة المتمثلة بالمحتل الإماراتي .
بالمختصر المفيد، نحن في اليمن أصحاب قضية عادلة ، ومظلومية العالم بأسره على معرفة بها وإطلاع عليها ، وقد فرض الأعداء علينا الحرب للدفاع عن وطننا وسيادتنا وأرضنا وعرضنا ، وبعد أربع سنوات من العدوان ، وبعد كل هذه الخسائر الباهظة وبعد كل هذا العدد الكبير من الشهداء وبعد كل هذا الخراب والدمار ، يأتي من يهددنا لإجبارنا على الاستسلام تحت مسمى السلام ، صحيح نحن مددنا أيدينا للسلام وما تزال ممدودة للسلام المشرف الذي لا يتجاوز تضحيات الشهداء وصبر ومعاناة أبناء الشعب الأوفياء ، ولا يعني أننا عندما نقدم تنازلات تثبت حسن نوايانا ورغبتنا الصادقة في تحقيق السلام في الحديدة خاصة وفي عموم أرجاء الوطن عامة أنها دليل ضعف أو خوف ، ولكنها أخلاقنا وثوابتنا ، التي تترجمها قيادتنا الحكيمة الثورية والسياسية من خلال مبادراتها الوطنية الشجاعة ، وعلى البريطانيين أن يدركوا جيدا بأن الحنين إلى ماضي الاستعمار والاحتلال سيكلفهم الكثير ، ولن يحصدوا غير ذات الحصاد الذي حصل عليه بعران السعودية والإمارات ومن تحالف معهم ، وللتذكير فقط نقول لهم : اليمن كانت وستظل وستبقى بإذن الله وتأييده مقبرة للغزاة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .