بداية النهاية .. نهاية البداية
العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل *
• كل يوم تتبلور الأحداث عن مخرجات جديدة تنبئ بكتابة تاريخ جديد – مستقبلي للجزيرة العربية والعالم الإسلامي ودول العالم الثالث، ويمكن القول أيضاً بالنسبة للخريطة التي ستكون في القريب العاجل للشرق الأوسط، بمعطياتها ومخرجاتها التي ستدفع العالم الثالث في طريقٍ يكتب تغييراً جذرياً في جميع مناحي الحياة، لأن هذا هو المنطق للأيام، تتداولها الأمم والشعوب .. وليس في هذا شك أن من أخذ حصته – في القرنين السالفين – لم يعد له مكان في القرن الحادي والعشرين.
• إن من الواضح الذي لا شك فيه أن أمريكا وحلفاءَها لن يستطيعوا أن يخوضوا حرباً في هذه المنطقة بالأخص، وفي الجزيرة العربية، وستوجه إليهم صفعات مؤلمة تدعهم ينكصون على وجوههم صاغرين أذلاء، خارجين من المنطقة في شكل يوجب الرثاء لهم ولكبريائهم الخبيثة التي كانت في سالف الأيام ( تتمخطر ) بين الشعوب كالطاؤوس بين الطيور بريش مختلف الألوان، ولكنها أصبحت جيفة قذرة، حتى أن من ينظر إلى هيكلها الظاهري يرى ( العفانة ) على الوجوه والأجساد ظاهرة.
• هنا نقول إننا في نهاية حرب ضروس، إذا استمرت فسيكون المد العكسي لهذه الحرب على نطاق مشعليها، وهذا ما تفسره كثرة المهاجمين بطريقة أو بأخرى.
• إننا لا نقول هذا تهديداً ولا هراءً لامبراطوريات ثلاث ( أميركا، بريطانيا، فرنسا) والإمبراطورية الرابعة التي تملك حق المصير وهي المالكة للثلاث وما حولهن مما يسمى بقوة التحالف.
( الجولة الأخيرة .. والنفس الأخير )
• إن هذه الأيام التي نمر بها، والتي تراها – بعين جاحظة – الإمبراطورياتُ الأربع، إذ ترى أمامها في الحلبة من يتحداها بقوة إيمانه وصموده بهيكل كالخيال، ينظر إليه الجالسون حول الحلقة بنظرة استغراب وإعجاب، وفي الوقت نفسه ينظر إلى الهياكل الأربعة نظرة استخفاف وازدراء، ويتمنى كل واحد من الحاضرين أن يكون ذلك الهيكل الذي يدور حول الأربعة وحلفائها، فينال المحبة والإعجاب ممن حوله، كما هو في نفسه يشفي غليلاً يتلظى من الحقد والكراهية.
• إن هذا هو الواقع دون إدخال أي (ديكور) في وسط الحقيقة .. فما عليهم إلا أن يعوا ذلك ويجعلوه في عين الاعتبار؛ لأن هلاكهم وحدهم هو الذي سيكون، وليس هلاك العالم… والدليل على ذلك أن المقاومة في المنطقة ككل لم تكن هي التي أطلقت الصواريخ الثلاثة على “تل أبيب”، ولم يُعلم مكان الإطلاق لهذه الصواريخ، وسيكثر التفخيخ لمثل هذه الإطلاقات، ليس على إسرائيل فقط، وإنما على غير إسرائيل، دون أن يُعلَمَ مكانُ إطلاقها ..
* مفتي محافظة تعز