” تقرير ” خطابات السيد عبدالملك خلال العدوان.. جبهة متكاملة
مثّلت مرشداً نظرياً للشعب في صمودِه وللأبطال في جبهاتهم وفضحت تضليل الغازي الأمريكي وبني سعود
(62) خطاباً هي مجموعُ خطابات قائد الثورة خلال أربعة أعوامٍ من الصمود في وجه العدوان على اليمن، رسَمَ خلالها الخطوطَ العريضةَ للمسارين العسكري والسياسي في مراحله المختلفة، ومثّلت تلك الخطابات جبهةً إعلاميةً متكاملةً استطاعت أن تلقفَ ما تأفك به قوى العُـدْوَان بماكينتها الإعلامية الهائلة من الأكاذيب والافتراءات والتضليل لتبرير العُـدْوَان، كما مثّلت مرشداً نظرياً استعان به الشعبُ في صمودِه ومقاومتِه ومواجهته لطغيان الاستعباد والاستعمارِ بزعامة أمريكا وبني سعود.
وبات واضحاً أن ما بدا بوجهٍ سافرٍ منذ غارات لطيران عدوٍّ غادر لم يكن البداية؛ لأنَّ العدوانَ بدأ حقاً – تهيئَةً من عملاء الداخل، وتخطيطاً وإعداداً وتنسيقاً لدن دول تعدّدت لقاءاتُ مسؤوليها تآمراً على اليمن- بأحداث مهولة ظهرت فيما بعدُ أنها كانت بمثابة توطئةٍ، كانت الأولى جريمةُ اغتيال الصحفي المناضل عبدالكريم الخيواني، ورُصِدَ حينها تصريحٌ للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي وقتئذ، يعربُ فيه خلالَ محاضرة في لندن عن استعدادِ مملكته دعم أزلامها في الـيَـمَـن مالياً وسياسياً وحتى عسكرياً.
كان صدورُ التصريح متزامناً مع وقوع جريمة الاغتيال وما تلاها ليس صدفة!.
وبعد يومَين كان الزلزالُ (الصدمة) وكانت تفجيراتُ المسجدَين (بدر والحشوش) التي استهدفت أمنَ البلاد، وسكينة المجتمع، وكرامة الإنسان، وقداسةَ الدين في جُمعة عامرة بالمصلين، إذا بهم بعد تسبيحاتهم يَسبحون في دمائهم.
وفي الثانية بعد منتصف ليل الخميس المشؤوم 26 مارس 2015م أيقظت اليمنيين غاراتٌ شنّها طيرانُ دول التحالف في عُـدْوَان سافر الوجه، بعد أن كان يتزّيا الاغتيالات وتصفية الشخصيات والتفجيرات ونسف المساجد والطرقات.. هذه المرة أتى صاحبُ المشروع بشخصه ليستهدفَ الـيَـمَـنَ أرضاً وإنْسَـاناً وحضارةً، وقد وصلت الإحصائياتُ التقديريةُ من أَرْوَاح البشر منذ بدأ العُـدْوَان إلَـى أَكْثَـرَ من أربعين ألفاً وتسعِمائةٍ وواحدٍ وستين شهيداً وجريحاً، أَغلبهم من النساء والأَطْفَال، وعمدَ إلَـى تدمير مئات آلاف المنازل وهدْمها على ساكنيها، وكذلك هدم كُلّ مقومات الحياة من مدارسَ، ومصانعَ ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية وفي مقدمتها النفط.
عُـدْوَانٌ في صورةٍ وحشيةٍ لم يشهد له التأريخُ مثيلاً.. ويكفي دليلاً أن عددَ الغارات الجوية التي تم تنفيذُها على الـيَـمَـن وما تزالُ، بلغت حسبَ اعترافاتهم (مئات الآلاف)، متجاوزةً ما تم تنفيذُه في الحرب العالمية الثانية، مستخدماً فيها كُلّ أَنْوَاع الأسلحة المحرّمة دولياً ومنها العنقودية والانشطارية وقنابل الدخان الخانق، ليجعلوا من اليمن حقلَ تجارب لأسلحتهم حديثة الصنع.
خطاباتٌ في مسار منطقي واحد: على الدوام صدقٌ وثبات
وما يظل دامغاً في الإدراك الجمعي لليمنيين وكل المتابعين لخطابات السيد في العالَم والبالغة 62 خطاباً، أنها تسيرُ بمسار منطقي واحد وفي خطٍّ رسالي واحد، وأيضاً ذلك الثبات مع كل خطاب، الذي يتحلّى به الرجل الاستثنائي في هذا العصر، وهزيمة الواثق بالله والشامخ رغم التكالب الكبير على اليمن، والصدق وعدم التناقض الذي قلما تجدُه في خطابات الزعماء والقادة.. وهناك جملةٌ ملازمة لذهنية كل المتابعين لخطابات السيد، تلك مثّلت غايةَ الإقدام والرافع لمنسوب المعنويات لدى الشعب اليمني، وكان لها وقعُــها الكبيرُ لدى العدو قبل الصديق.
رسالتان وبيان
الرسائلُ الموجّهة طباعةً والمرسَلة عبر مكتبه لم تجانبِ المضمونَ الراقيَ في الخطابات المتلفزة، إذ حظيت بذات الصدى والتأثير وزعم أنه لم تمضِ إلا أربعةُ أيام على خطاب مجلجلٍ بالذكرى الأولى للصمود أمام جبروت قاتل النساء في بيوتهن وأعراسهن، وجّه قائدُ الثورة رسالةً مطلعَ السنة الثانية من الصمود، الثلاثاء 20 / جمادى الآخرة / 1437هـ، 29 مارس 2016م، إِلَـى حرائرِ اليمن في ذكرى ميلاد فاطمة الزهراء (اليوم العالمي للـمَـرْأَةِ المسلمةِ) وأبرز ما قال فيها: إن المرأةَ اليمنية شاهدةٌ على مظلومية شعبها – حيث استشهد مئات النساء في العدوان الجائر – وشاهدةٌ على زيف وخداع الغرب فيما يدّعيه عن حقوق المرأة وحقوق الطفل.
والرسالةُ الأخرى للسَّـيِّـد عبدالملك الحوثي كانت بمناسبة عيد الجلاء الـ49 لذِكْـرَى الثلاثين من نوفمبر، بتأريخ: 29/ صفر/ 1438ه الموافق 29/ نوفمبر/2016م والتي عَـدّها “واحدةً من المحطات التأريخية والإنجازات الكُبْرى لشعبنا العزيز في مواجَهة الغزو الأجنبي والاحتلال الخارجي”، وأنه بالرغم من معاضَدَة المحتل ومناصَرته من قِبل بعض الخونة آنذاك إلا أن أَحْـــرَارَ البلد بصبرِهم، وتضحياتِهم وعزمهم وإصرارهم على التحرُّر وطرد المستعمر نجحوا بإذن الله تعالى من إجبارِ البريطاني على الجلاء وطرده من ربوع البلد.
ومما جاء فيها أن شعبَنا العزيزَ بحاجة إلى الاستفادة من هذه الذِّكْـرَى وهو يواجه قوى الغزو والاحتلال، التي تعتدي عليه اليوم تحت المظلة الأمريكية والمباركة الإسرائيلية، وبإسهام واضح من البريطاني بأشكال متعددة، وبدور أَسَــاسي لجار السوء (قرن الشيطان).
أما البيانُ الفريدُ للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ففي يوم الجمعة 10/ جمادى الآخرة /1440هــ حول مؤتمر وارسو الذي اعتبره محطةً من محطات كثيرة حيكت فيها المؤامراتُ على الأُمَّـة، وأن ما يميّزُه عن سابقاته من المحطات الكثيرة هو الظهور في العلن لما كان يجري في الخفاء، وما حصل في ذلك الاجتماع الذي انعقد بتوجيه وإشراف أمريكي من ظهور ممثّل الخَـوَنَة المرتزِقة إلى جانب نتنياهو رئيس وزراء كيان العدوّ الإسرائيلي الغاصب، ودعا إلى الخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة للتأكيد على براءة شعبنا المسلم من أولئك الخَـوَنَة المنافقين وعلى ثباته على مواقفه المبدئية الإيْمَانية وصموده المستمرّ في التصدّي للعدوان، وهو حصل بالفعل، إذ احتشدت الجماهيرُ في أكثرَ من محافظة وفي عديدِ ساحاتٍ بآنٍ واحد في ذلك الأحد المشهود 13/ جمادى الآخرة /1440هــ وما تلاه من أيام.
أطول الخطابات وأقصرُها وخطابان في يوم واحد
فيما تراوحُ جُــلُّ خطابات السيد بين 4500 كلمة و6000 كلمة.. كان الخطابُ الأطولُ على الإطلاق الذي ألقاه في جمعة رجب ذِكْـرَى دخول اليمنيين الإسْلَام.. الساعة الـ4 عصر الجمعة، 6 رجب 1439هـ، 23 مارس 2018م، إذ بلغت كلماتُه: 9582 كلمة.
وعلى النقيض من ذلك، 699 كلمة بالتحديد.. هي قوامُ خطاب السيد عبدالملك الحوثي في استشهاد الرئيس صالح الصمّـاد.. مساء الاثنين 7 شعبان 1439.. 23 أبريل 2018؛ لذا لن يجدَ المتابعُ أقصرَ منه خطاباً، منذ بدأ العدوان وما قبله أيضاً.
أما الخطابات اللذان ألقاهما السيد في يوم واحد، فهما الأول: خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على خلفية اعتداءات مليشيات طارق عفاش ألقاه صباح السبت 14 ربيع الأول 1439هـ 2 ديسمبر 2017م.. والآخر في مساء اليوم عينِه على خلفية انضمام علي عبدالله صالح لقوى العدوان علَناً ودعوته للفتنة.
قضايا طرقها السيدُ في مجملِ خطاباته
بعدَ مباشرة هذه الحرب العُـدْوَانية التي أعلنها السفيرُ السعوديُّ لدى أمريكا حينها عادل الجبير من واشنطن ألقى السيدُ عبدُالملك الحوثي- قائد الثورة، خطاباً مساء ذات اليوم أوضح فيه أن العُـدْوَانَ الإجرامي الظالمَ الذي لا مبررَ له، وأن النظامَ السعودي إنما ينفّذ الإرادة الأمريكية والرغبة الإسرائيلية، ولم يقفْ عند حدود التفسير بل انتقل إلى العمل ودعوة الشعب إلى تشكيل الجبهات لمواجَهة العُـدْوَان كما رسمتها قيادته: جبهة داخلية وجبهة خارجية، تتكوّن الداخلية من خمسة اتجاهات، الأول أمني، والثاني: للإمداد والتموين، والثالث إعلامي والرابع: تعبوي، والخامس: سياسي.
وخاطب شعوبَ العالم بأن عليها التضامُنَ مع الشعب الـيَـمَـني الذي تكالبت عليه قوى الشر، كما طالب الإعلاميين الشرفاءَ للتضامن مع الشعب الـيَـمَـني إعلامياً، معتبراً أن الشعبَ الـيَـمَـني وكل الأحرار في العالم يواجهون قوى الشر الواحدة المتمثلة بأمريكا وإسرائيل وأدواتها بالمنطقة كالنظام السعودي، وهم الخطرُ الأول على العالم، والمنطقة العربية بالمقدمة.
وموقفُ مجلس الأمن، مجلسُ القوى الكبرى لتقاسُمِ النفوذ والهيمنة، وفلسطين شاهدة على تأريخه، ولم يكن قراراه 2216 مفاجئاً؛ لأن هذا المجلس لم يقف يوماً من الأيام مع الحق والعدالة ومع الشعوب والدول المستضعفة في العالم!!.
على المستوى السياسي أوضح السيد عبدالملك الحوثي في جميع خطاباته أن الحلَّ متاحٌ، وأن الحوارَ السياسيَّ كان قائماً برعاية أممية وأن العُـدْوَان الأمريكي السعودي هو من أعاقَ الحلَّ السياسي، وهو ما أكّده المبعوث الأممي بن عُمَرَ أثناء إحاطته أمام مجلس الأمن.
ودعا السيِّـدُ عبدالملك الحوثي، في معظم خطاباته، مكوّناتِ الشعب للقيامِ بمسؤوليتها الوطنية، معلناً عن الاتجاه نحو خياراتٍ استراتيجيةٍ وكبيرة، وهو ما تجسّدَ وما زال واقعاً على الأرض في العُمق السعودي وما زال درعُ اليمن يدُه على الزناد يُفرِضُ سيطرتَه على مُدُن ومناطقَ استراتيجية، بما كسَرَ صَلَفَ وغطرسة آل سعود وأوصل سُمعةَ مملكتهم أمام العالم إلى الحضيضِ بعد أن كانت تحيطُها بهالةٍ من الهيبة والمكانة، حين أظهرها أبطالُ اليمن لا تعدو أن تكونَ نمراً من ورق.
غُـــــــرَّةُ الخطابات.. خطابُ توزيع المهام عشية العدوان
لم تمضِ إلا ساعاتٌ مذ بدأ تحالف الشر الأمريكي عدوانه، حتى أطل السيد، عشاءَ الخميس 26 مارس 2015م، 6 جمادى الثانية 1436هـ، بأول خطاب رد على العدوان، وكان حقيقاً بأن يُطلق عليه (خطاب توزيع المهام) أو (خطاب امتصاص الصدمة)، إذ وجّه نداءً للشعب بالتحرك من خلال تشكيل جبهتين، ونداء لشعوب العالم الحرة، ورسالة للمعتدين..، وتالياً أبرز النقاط التي طرقها السيد في غُـــــــرَّةِ الخطابات، نوردها نصاً لأهمية التذكير بها:
(أتوجَّهُ إلى شعبنا الـيَـمَـني العظيم للتَحَـرُّك الجاد المسئول في مواجهة هذه الهجمة، الهجمة الظالمة والغَشُومة والبشعة وذلك من خلال تشكيل جبهتين:-
ــ الجبهة الأولى داخلية:- وتُعنَى بالوضع الداخلي في هذا البلد.
ــ والجبهة الأخرى هي الجبهة التي تتصدى للغزو وتحاولُ وتسعى وستنتصرُ بالله تعالى إلى منع أي غزو لهذا البلد أو احتلال لأرضه.
هذه الجبهة الداخلية التي تُعنَى بالوضع الداخلي يكون لها خمسة اتجاهات:
1- الاتجاه الأول أمني:- ويعنى بمواجَهة كُلّ المجرمين وكل الاختلالات الأمنية، وكل ما يمكنُ أن يسعى إليه الأعداء من إثارة جرائمَ أو فتن داخلية لتسهيل مهمة غزوهم لهذا البلد من الخارج، فليتوجهَ مئات الآلاف من أبناء شعبنا الـيَـمَـني العظيم لهذه الجبهة، الجبهة الأمنية، ليحفظوا أمن هذا البلد من داخله، وتماسُكه من داخله، واستقراره من داخله، بالطبع مع القوة الأمنية الرسمية.
2- والاتجاه الثاني هو اتجاه الإمداد والتموين:- ليتعاون الجميعُ وفي تعاونهم البركة، التجار وغير التجار، كُلٌّ بوسعه، كُلٌّ بإمكانه، كُلٌّ بعفوه بما يتيسر له، ليتعاون الجميع وبشكل مستمر، مما مَنَّ الله به عليهم، وبشكل مستمر، في تمويل كُلّ عمليات التصدي لهذه الهجمة، على المستوى الأمني، وعلى المستوى العسكري.
الجبهة الثانية: جبهة إعلامية، والجبهة الإعلامية مهمتُها في كلتا الجهتين في الجبهة الداخلية وجبهة التصدي للغزو الخارجي، مهمتها أن تتَحَـرّك بشكل فاعل لإبراز مظلومية شعبنا من جانب، وإبراز الصمود وإباء وثبات هذا الشَّعْـب من جانب آخر، وللتصدي لكل الحملات الإعلامية التي يشنها العدوُّ الخارجي والمجرم الخارجي المستهدف للبلد، وكذلك بعض عملائه الخَوَنَة وأذيالهم المحسوبين على الداخل، الجبهة الإعلامية في غاية الأهمية ومأمولٌ من كُلِّ الإعلاميين الشرفاء الأحرار أن يتَحَـرّكوا في هذه الجبهة كما هو مأمولٌ من كُلّ فئات هذا الشَّعْـب أن يتَحَـرّكوا كُلٌّ في جبهة.
أَيْضاً الجبهة الرابعة الجبهة التعبوية:- التي تُعْنَى بالتوعية والتعبئة المعنوية للشعب وللجيش وللأمن، هذه هي جبهة العلماء وجبهة المثقفين وجبهة الخطباء، فليتَحَـرّكوا في هذا الاتجاه بين الجيش وبين الشَّعْـب طبعاً في مواجهة جبهة المرجفين والمصفّقين والمتخاذلين والمدجنين للأمة، ليجعلوا منها خاضعةً ومستسلمةً وخانعةً وفريسة سهلة لأعدائها..
الجبهة الخامسة هي الجبهة السياسية: ومأمول هنا أَيْضاً من كُلّ السياسيين الصادقين في هذا البلد الأوفياء مع أنفسهم ومع بلدهم، من ينطلق بدافع المسئولية الوطنية أو بدافع المسئولية الدينية من الجميع أن يتَحَـرّكوا في الاتجاه السياسي:
أولاً: لملء الفراغ الذي يضر بالبلد على مستوى السلطة.
ثانياً: للنشاط السياسي والتصدي لكل أشكال العداء والنشاط السياسي المعادي الذي يستهدف هذا البلد، والتواصل على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي مع القوى الحرة والشريفة والمنصفة والعادلة هذا على مستوى واقعنا الداخلي.
أما المطلوبُ من كُلّ الأحرار في العالم، من الشعوب الحُرة فهو التضامُنُ مع هذا الشَّعْـب الذي تكالبت عليه عددٌ من الأنظمة، البعضُ مسحورٌ بالمال ورخيصٌ يرخصُ جيشَه بالمال، يرخص موقفَه حينما يجعله رهيناً بقليل من المال ثم يرتكب جريمة كهذه بحق شعب كالـيَـمَـن).
أبرز القضايا في خطاب السيد عبدالملك الحوثي عشية الذكرى الأولى للصمود بوجه العدوان:
خلال السنة الأولى من الصمود في وجه العدوان على اليمن ألقى قائد الثورة (12) خطاباً، وختم العام الصمودي الأول في يوم الجمعة 25 مارس 2016م، 16 جمادى الثانية 1437ه، بخطاب بمناسبة مرور عام على العُـدْوَان السُّعُـوْديّ الأَمريكي على الـيَـمَـن.. وهذه أبرز النقاط التي تحدث عنها في الخطاب:
– البصمة الإجرامية والطابع الوحشي للضربات الأولى ظهرت من واشنطن، حيث أعلن سفير النظام السعودي لدى أمريكا العدوان، وباركه قادةُ الصهاينة في تل أبيب.
– بأي حق غدر بشعبنا اليمني المظلوم الذي لم يكن آنذاك في أي صراع عسكري مع جبهة أجنبية، أَوْ نزاع يُنذِرُ بحرب مع جيرانه ومحيطه.
– فيما شعبنا اليمني يلملمُ جراحَ تفجيرات المساجد ومذابح الجنود ويدفع القوى السياسية في موفمبيك نحو الوفاق وعلى وشك الخروج بصيغة نهائية فوجئ بالعدوان الغادر الذي اتسم بالإجرام من لحظاته الأولى.
– العدوان مَثّل فرصةً للصهاينة لإخراج ما كان في الخفاء من روابط التعاون والتآمر على أمتنا العربية والإسلامية.
– هَنْدَسَ لهذا العدوان أكابرُ مجرمي العالم ليكونَ بقرار وتوجيه ومشارَكة فعلية أمريكية من خلال أقمارِ التجسّس والطيران المقاتل والبوارج الحربية وعلى الأرض عصابات بلاك ووتر، ومن خلال العسكريين المنتدبين في غرف القيادة في السعودية.
– بُني لهذا العدوان تحالُفٌ على رأسه أمريكا ومن ورائه إسرائيل وضمن حلقاته المستعمر البريطاني، وبتمويل وتنفيذ مباشر من النظام السعودي الذي ارتضى لنفسه أن يكونَ حلقةً ضمن حلقات العدوان، واشترى بفلوسه جيوشَ ومرتزقةَ العالم.
– العدوانُ اعتمد في استراتيجيته على الاستباحةِ لكل شيء، وبالأسلحة المحرّمة دولياً، مطمئناً بالحماية السياسية والإعلامية الغربية.
– فرض العدوانُ حصاراً مطبقاً وقيوداً جائرةً على حركة التجارة والسفر المشروعة، وتضييقاً على الشعب في لقمة عيشه، واحتياجاته الإنسانية.
– العدوان استند إلى حماية سياسية من مجلس الأمن والأمم المتحدة، بما يخالفُ مواثيقَ الأمم المتحدة، مقرّرات المنظمات التي يقال بأنها إنسانية وحقوقية.
– تحت عناوين الدين يتحرك بعضُ المحسوبين على أنهم علماءُ دين، ليتخذوا الموقفَ الذي اتخذه نتنياهو، الموقف الذي اتخذه الإسرائيلي والأمريكي على شعبنا المظلوم.
– أزيلت عن العدوان القيودُ القانونية، فلم نعد نسمعُ عن حقوق الدول وسيادتها، واليمن دولة مستقلة لها سيادة وحُرمة، ولشعبها كرامة، رُمي بكل هذا عرض الحائط، وأزيلت حتى القوانين الإنسانية فأصبحت جرائمُ الإبادة الجماعية، وكأنها عملٌ طبيعي وعادي في الحرب.
– هدف أمريكا وإسرائيل من هذا العدوان هوَ نفس الهدف في المنطقة، تدمير بلدنا وتدمير وتقويض كل الكيانات القائمة في المنطقة، إثارة النزاعات وإغراق شعوبنا بها، والاستئثار بخيرات بلادنا وسائر البلدان، والسيطرة عليها السيطرة المباشرة الكلية.
– سوّلوا للنظام السعودي من خلال هذا العدوان بأنه سيبرز كزعيم الإقليم، إن هذا الدور بطبيعته الإجرامية والعدوانية خسيس ودنيء، ويقدمهم كمجرمين من مجرمي العالم.
– كانت قليلةً المواقف الحرة والمتضامنة مع شعبنا بقلة الأحرار المتحررين من أطماع الترغيب ومخاوف الترهيب، وكان الصوت الأقوى والموقف الإنساني الإيماني للصادقين الذين واجهوا هجمات إسرائيل وعدوانها وأطماعها، رغم تخاذل المحيط العربي، أولَئك هم حزب الله بقيادة السيد المجاهد حسن نصر الله.
– بلدنا قبل هذا العدوان لم يكن به دولة مستقلة ومؤسسة عسكرية تعيش جهورية عالية للدفاع عن البلاد، إلا أن شعبَنا بعون الله وتوفيقه وقف موقف الثبات المشرّف النابع من انتمائه وهويته وقيمه الأصيلة.
– الأحرارُ الأوفياءُ من أبناء الجيش والأحرار الأوفياء من أبناء الشعب في اللجان الشعبية، بادروا إلى ميادين الشرف والبطولة، بكل إخلاصٍ وثبات وبسالة وتضحية، من خلفهم صفوة العلماء الأحرار الشرفاء من كل المذاهب، الذين قالوا كلمة الحق في وجه الطُّغاة المعتدين، واستنهضوا الشعبَ للدفاع عن نفسه وحريته واستقلاله وأرضه وعرضه.
– القبائلُ الحرة العزيزة حافظت على رصيدها عبر التأريخ، رصيد يعبر عن أصالتها وقيمها حيث مدّت الجبهات بالرجال والمال والقوافل الغذائية وما زالت حتى اليوم رغم الظروف المعيشية الصعبة.
– القوة الصاروخية ظهرت متميزة وكانت اليد الطولى لحقت بالأعداء حيث ما هم في الداخل والخارج.
– بعدَ مرور عام على العدوان كل ما حققه هذا العدوان وما حققته تلك القوى الباغية والمجرمة والمعتدية ليس سوى أضرار كبيرة وبالغة على كل المستويات في بلدنا وفي عموم المنطقة، على بلدنا كان هناك جملة من الأضرار الكبيرة التي لحقت بشعبنا وببلدنا على كل المستويات بدءً من نسيجه الاجتماعي.
– القوى المعتدية والباغية لعبت دوراً سلبياً في تمزيقِ النسيج الاجتماعي وأثّرت على بعض المكونات وبعض القوى هنا أَوْ هناك لتوظّفهم ولتستغلهم ليكونوا أداةً لضرب إخوتهم وأبناء شعبهم، كما كان لهذا العدوان تأثيرُه على الكيان السياسي في البلد من حيث احتلال بعض المناطق وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية والخدمية أما على مستوى محيطنا العربي والإسلامي فقوى العدوان عملت بشكل كبير على تغذية النزاعات وإلهاء العرب عن القضايا المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
– أسوء من كل ذلك وأخطر تعزيزُ الحضور الإسرائيلي والنفوذ الإسرائيلي من خلال التطبيع والتحالفات معه وإدخاله كعنصر فاعل ضمن قضايا المنطقة والمشاكل التي تعاني منها الأمة على مستوى واقعها الداخلي وهذه نقطة خطرة جدا جدا جداً كما عملوا أيضاً على استهداف جبهة المقاومة وعلى رأسها حزب الله كل ذلك خدمة لإسرائيل.
– خيارُنا وَقدَرُنا طالما استمر هذا العدوان كشعب يمني مسلم حر عزيز أبي هو الصمود والثبات والتصدي بكل الوسائل المشروعة.
– المعتدون لم يستطيعوا حسمَ المعركة ولن يستطيعوا مهما عملوا ومهما فعلوا بإذن الله تعالى، أننا محقون وقضيتنا عادلة ونحن نقاتلُ أولئك الغزاة وأولئك المعتدين لسنا متكبرين ولا ظالمين ولا مفسدين في الأرض إنما ندافعُ بالحق عن أنفسنا وعن حريتنا وعن كرامتنا وعن عِرْضنا وعن أرضنا وعن قيمنا وعن أخلاقنا وعن مبادئنا الإسلامية.
– نحن كشعب مسلم يُعتدى علينا من قبل قوى الشر والطغيان علينا مسئوليةٌ أمام الله لا يرضى الله لنا ولا يقبل الله منا أن نقف مكتوفي الأيدي أَوْ أن نخنع ونخضع ونستسلم أَوْ أن نقبل بالهوان.
– ما يريده الله منا أن نواجه البغي بالإرادة الصلبة والموقف الثابت، إذ يقول “والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون”.
– مما يزيدنا عزماً وصلابةً في موقفنا معرفتُنا بالأهداف المشؤومة لقوى العدوان التي يريدونها ببلدنا وما لهم فيه من أطماع، هم يريدون الاستعبادَ لشعبنا وأن يكون بلا إرادة ولا قرار ولا سيادة وأن يكون شعباً ينتظر الآخرين ليقرروا له وعليه ما يشاءون، وأن لا يكون صاحبَ قرار وأن لا يكون حراً.
– نموذجهم القائم والموجود في عدن وفي سائر مناطق الجنوب على المستوى الأمني لم يؤمّنوا حتى قصر المعاشيق ما بالك أن يؤمّنوا عدن أَوْ أن يؤمّنوا الجنوب، رأينا نموذجهم الإجرامي والوحشي فيما فعلوه بأهالي تعز المظلومين والشرفاء جرائم السحل وتلك الجرائم الفظيعة
– وخيارُنا الحتمي حينما يستمر هذا العدوان هو الصمود وتعزيزُ هذا الصمود في مواجهة هذا العدوان بكل ما يزيدُ شعبنا تماسكاً وثباتاً وقوة في الموقف وفي مقدمة ذلك الحفاظ على وحدة الموقف وتعزيز التعاون والعمل المشترك بين كل القوى والمكونات الوطنية.
– إننا كشعب يمني مظلوم مستهدّف بهذا المستوى من الاستهداف، مسئوليتنا بالدرجة الأولى وواجبنا قبل كل شيء وأولويتنا قبل كل الأولويات: التصدي لهذا العدوان كخطر كبير على البلد لا يساويه خطر.
– إن المصلحة الحقيقية للمنطقة بكلها، ولشعوبنا وبلداننا العربية والإسلامية هي في الاستقرار، وإطفاء نيران الحروب والفتن، وإن شعبنا اليمني هو مصدر سلام تجاه كل محيطه العربي والإسلامي، ويحمل إرادة الخير تجاهه كله، وموقفه اليوم هو الدفاع اضطراراً في مواجهة العدوان.
– إن سعينا في العمل لوقف العدوان، على شعبنا كما هو في الميدان، بالتصدي للغزاة، وقتالهم هو أيضا قائم في ميدان السياسة، ومن هنا نوضح ما جرى مؤخراً على الحدود، إنما هو تهدئة مصحوبة بخطوات إنسانية متمثلة بعمليات تبادل للجثامين وبعض الأسرى، ومناقشة التمهيد لحوار لوقف العدوان بشكل كامل.
– لا مزايدة علينا، نحن في طليعة شعبنا اليمني تضحيةً وثباتاً بتوفيق الله، ونحن بالنسبة لنا الوفاء لنا دين وهوية، نأمل أن تنجح المساعي لوقف العدوان، فذلك لمصلحة الجميع وهو المطلب لشعبنا، وإذا لم تنجح تلك المساعي فنحن نحن، نحن أولئك الثابتون بتوكلنا على الله، وباستعدادنا العالي للتضحية.
– ومن المهم الانتباه والحذر من الغفلة، حتى في مثل هذا الجو الذي يدور فيه الكلام عن الحوار، نحن لا نأمن غدر أولئك الظالمين والغادرين والمعتدين، ويجب أن نكون على مستوى عال من الحذر واليقظة والانتباه.
أبرزُ القضايا في خطاب السيد عبدالملك الحوثي عشية الذكرى الثانية للصمود بوجه العدوان:
وفي السنة الثانية من الصمود في وجه العدوان على اليمن، ألقى قائدُ الثورة (14) خطاباً، وقد حفل خطابُه في يوم الجمعة 25 مارس 2016م، 16 جمادى الثانية 1437ه، بمناسبة مرور عامين على العُـدْوَان السُّعُـوْديّ الأَمريكي على الـيَـمَـن بعديدِ قضايا.. وهاكم أبرزَ النقاط التي ذكرها في ذلكم الخطاب:
– معنيون بتفعيل مؤسّسات الدولة وربطها بالواقع حسب الضرورات الملحة لمواجهة العدوان
– ضرورةُ تطهير مؤسّسات الدولة كافة من الخونة الموالين للعدوان.
– ضرورةُ إصلاح وتفعيل القضاء وتطهيره من كُلّ الخونة المؤيدين للعدوان ومحاسبتهم ويقظته من حالة السبات.
– ضرورة تشكيل وتفعيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء والعمل وفق رؤية واقعية.
– ضرورة إصلاح وتفعيل الأجهزة الرقابية للقيام بمسؤوليتها في محاربة الفساد والحد منه، والتأخير ليوم واحد في ذلك ذنبٌ على الجانب.
– ضرورةُ ضبط الموارد المالية وإصلاحها وتوسيع دائرتها.
– فتحُ أبواب التجنيد في الجيش والإحلال بدل الفرار وأيضاً بدل الخونة المنضمين لصف العدوان.
– الاستمرار في تطوير القدرات العسكرية.
– العناية المستمرة بدعم الجبهات بالرجال والمال.
الحفاظ على وحدة الصف بين كُلّ المكونات، وتفعيل آليات التعاون والعمل المشترك والحفاظ على السلم الاجتماعي بين القبائل.
– العناية بالنشاط التوعوي في الجامعات والمدارس والمقايل والمناسبات.
– تفعيل وثيقة الشرَف القبلي التي اعتمدها ووقّع عليها جمهور كبير من قبائل اليمن ورجالها.
– العناية شعبياً ورسمياً بأسر الشهداء وبالجرحى وأسر الأسرى والمرابطين بالجبهات وبالنازحين والمنكوبين جراء العدوان.
– الاهتمام باستغلالِ موسم الزراعة القادم بتعاون رسمي وشعبي.
– لقوى العدوان ما دام عدوانكم مستمراً فيعني ذلك حتمياً وبإذن الله أن صمودنا مستمر صامدون.
أبرز القضايا في خطاب السيد عبدالملك الحوثي عشية الذكرى الثالثة للصمود بوجه العدوان:
(19) خطاباً.. هي مجموعُ خطابات قائد الثورة في السنة الثالثة من الصمود في وجه العدوان على اليمن، وهو العامُ الزاخرُ بالخطابات، ويعد العام الأكثر إلقاءً للخطابات من بين الأعوام الصمودية الأربعة.. وكان خطابُ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عشية الذكرى الثالثة للعدوان.. الساعة السابعة مساء الأحد 25 مارس 2018م، 8 رجب 1439هـ حافلاً بقضايا الأكثر أهميةً في الجانب العسكري، وفيها جاء الإعلان عن دخول أسلحة متطورة خط المواجهة مع العدوان، طال فيما بعدُ أهدافاً للعدو في مديات بعيدة من عقر داره.. وجاءت أبرز القضايا والنقاط التي تحدث عنها في الخطاب على النحو التالي:
– العام الرابع سيشهد بإذن الله منظومات صاروخية متطورة وطائرات مسيّرة على مدى بعيد، وتفعيلاً غير مسبوق للمؤسسة العسكرية.
– الدور الأبرز في إدارة العدوان هو للأمريكي، وما بقي للنظام السعودي هو التمويل.
– الموقع الجغرافي المتميز لليمن أحد بواعث قوى الاستعمار لشن العدوان بهدف السيطرة والهيمنة.
– شعبنا اليمني مهما كانت جراحاته لا يزال يتطلع إلى شعب فلسطين ليقول له أنا إلى جانبك أيها الشعب الفلسطيني.
– صمود شعبنا مثمر، ولولاه لكان هذا العدوان طوانا من أول يوم، ولكُنا في حالة من الهوان بلا مستقبل.
– قوى العدوان الأساسية تشكلت من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات، وأخرى كالأردن ومصر والسودان وغيرها قامت بأدوار متفاوتة.
– من السخف أن يقال بأن هذا العدوان العالمي جاء من أجل هادي وحزب الإصلاح والمكونات الجنوبية.
– بعد ثلاثة أعوام انكشفت الأمور على نحو غير مسبوق ليرى الجميع أن اليمن يتعرض لعدوان وغزو واحتلال.
– قوى العدوان تعامل المرتزقة بإذلال ويُصفعون على وجوههم وتستهدفهم الغارات إذا حادوا عن الأوامر.
عقدة الحقارة لدى البعض تمنعهم من أن يكونوا معنا شركاء في مواجهة العدوان، وشركاء في بناء البلد سواءً بسواء.
– الحرية والكرامة شعور لا يدركه إلا الأحرار والبعض لم يستوعب بعد أن نكون بلداً حراً.
وضع الدولة منعدم في المحافظات الجنوبية المحتلة، والمحتل مستمر بدفع الجنوبيين للاقتتال فيما بينهم، ولمحارق في مواجهة الجيش واللجان الشعبية.
– جرائم الاغتصاب باتت تحصل بشكل يبعث على الأسى في المخاء وعدن ومعظم المناطق المحتلة.
– السعودي والإماراتي كلاهما بات مكشوفاً بالتورط في صفقة القرن والتآمر على فلسطين.
– الأمريكي هو من يعمل على نقل المعركة في فلسطين إلى مرحلة جديدة من الصراع.
– العدوان على اليمن ساهم مساهمة كبيرة في انكشاف السعودية والإمارات.
– لسنا نادمين على ما قدّمناه من تضحيات، والمسألة ليست عندنا للمساومة، فهي مسألة كرامة وحاضر ومستقبل.
– يجب تفعيل المبادرات الذاتية لبناء واقعنا على نحو يُغنينا عن الخارج.
العامُ العدواني الرابع.. يشُـــدُّ رحالَــه
وها هو العامُ الرابعُ من الصمود في وجه العدوان يحـــزِمُ أمتعتَه معلناً الرحيل فيما الشعب اليماني عصيٌّ على الانكسار، ويثبتُ أنه خليقٌ بالقيم والشمائل التي يتصفُ بها من الإيمان والعزة والكرامة ويدلفَ العام الخامس أكثر شموخاً وتحدياً للمواجهة.
وقد شهد هذا العام (17) خطاباً.. هي مجموعُ خطابات قائد الثورة في السنة الرابعة من الصمود في وجه العدوان على اليمن، ويتموضعُ في التراتبية بعدد الخطابات في المرتبة الثانية بعد العام الثالث الذي حفل بـ 19 خطاباً..
وإذا أضفنا الخطابَ الذي من المزمَع أن يلقيَه السيدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي عشيةَ الذكرى الرابعة للعدوان.. مساء الاثنين 25 مارس 2019م، 18 رجب 1439هـ سيكون مجموع الخطابات للعام الصمودي الرابع (18) خطاباً.
الجنوبُ في خطابات السيد الحوثي.. تطمينٌ ونصح ونذيرٌ مبكر من الاستهداف
“لا نية لاستهداف إخوتنا في الجنوب، بل للوقوف معهم ضد قوى الشر”.. هكذا قالها قائد الثورة في خطاب ما قبل العدوان، بأربعة أيام، يوم الأحد 22 مارس 2015م الموافق 3 جمادى الثانية 1436هـ، وأن قرارَ التعبئة العامة لا يستهدف إلا القاعدة التي مارست الذبح والسحل بحق الجنود هناك قبل أن يتحرك الجيش واللجان الشعبية.. وهذا القرارُ لم يكن يستهدفُ غيرَ القوى الإجْـرَامية، ولا يستهدفُ الجنوبيين كجنوبيين ولا يستهدفُ الجنوب كجنوب.
السيدُ لم يغفلْ ما تعانيه المحافظاتُ الجنوبية في خطاباته لكلِّ عام من الأعوام الأربعة، إذ تطرق في 11 خطاباً من خطاباته الـ 62 خلال العدوان، إلى الموضوع صريحاً وفي أكثر من فقرة في كل خطاب، حتى أن بعضَ الخطابات تكادُ تستأثرُ معاناةُ الجنوب من الاحتلال بـجُــلِّ الخطاب.
وألزم السيدُ في ذلك الخطاب الشهير المذكور سالفاً، الجنوبيين، الحُجّةَ بالتحرك لتطهيرِ مناطقهم من الجماعات الإجرامية، ودعا مَن يتحسس منهم إلى أن “ليتفضل ليتحملَ مسؤوليته، فلا يقبل بأن تكون منطقتُه أرضيةً ليتَحَـرّك منها أولئك بكل أمن واطمئنان”، وسيكون إخواننا الجنوبيون قد كفوا الجيشَ واللجان المؤنة للنزول لتطهيرها، وإذا لم يبادر أهل الجنوب لمناهضة تلك المنظمات التي تمتهن الاغتيالات وتفجير المساجد ليس ثمة باعثٌ للتحسس، من مواجَهة الجيش واللجان الشعبية وملاحقتهم للقاعدة وشركائها، إذْ لم يكن من العدل والإنصاف أن تُعطى القَاعِـدَة وداعش وشركاؤهما الحقَّ في الاحتماء بأية منطقة فتذهب لتقتل وترتكبَ أبشع الجرائم وتفعل ما تشاء وتريد ثم تكونُ محميةً هناك!!.
ولم تكن ثمة مطامعُ من تحرُّك الجيش واللجان في الجنوب والجنوبيين، وتم وضعهم في الصورة الحقيقية للمشهد، أَجْلَى كُلَّ ذلك السيدُّ في خطابه الثاني بعد العدوان، يوم الاثنين 20 أبريل 2015م الموافق 2 رجب 1436هـ، “نقول للإخوة في الجنوب: نحن لسنا غزاة، نحن منكم وأنتم منا، ونحنُ نقول نحن جاهزون دائماً على الدوام لنمُدَّ أيدينا لإخوتنا في الجنوب؛ للتعاون معهم في دحر القاعدة وللتعاون معهم لمواجهة أَي غزو أجنبي، ونحن مستعدون أن نتيحَ لهم المجالَ ليكونَ لهم الدورُ الأساسُ، وليكونوا هم هناك المعنيين الأساسيين ونحن إلَـى جانبهم للمساعدة، أن يكونوا هم المعنيين بأمورهم، أن يكونوا هم من خلال السلطات المحلية”.
وتكرَّرَ نُصْــحُ الصادق وتحذير المشفق من ألاعيب الغزاة، في خطابه الخامس بعد العدوان في الثاني من أغسطس 2015، “أتوجه إلى الإخوة في الجنوب لأن هناك محاولة لخداعهم، النظام السعودي يلعب لُعبته مع كُلّ المرتزقة وخارج إطار المرتزقة ويستهدف حتى الكثير من الشرفاء بأُسْلُوْب الخداع والتَّضْـليْل”.
وحينها لم يلتفت أبناءُ المحافظات الجنوبية إلى كُلِّ ذلك التطمين ومحض النصح والنذير المبكر من الاستهداف من قبل الغزاة ومرتزقتهم، وأن “ما يفعلُه هادي اليومَ يستهدفُ استئصال القضية الجنوبية”، وفعلاً استطاع الغزاة ومرتزقتهم تغييبَها ولم تعد تستطيعُ “حراكاً”، وها هي الأحلامُ الوردية بـ”جنات عدن” والمغلّفة بـ”الشرعية” التي أتى بها الأمريكي والإسرائيلي والسعودي تلمَعُ في سكاكين داعش والقاعدة لتقيمَ إماراتها، والاغتيالات والاشتباكات والفوضى على أشدها في كلّ منطقة دخلها الغزاة في الجنوب.
الخطاباتُ تجلي الدوافعَ والغاياتِ من استهداف الشعب اليمني
كُلُّ الخطوات التي أقدمت عليها قوى الشر خلال أربعة أعوام من الأحداث التي دارت رحاها على أرض اليمن، وما ظهَرَ على فلتاتِ تصريحات أسيادهم تُنبئ بأن العدوانَ مخططٌ إسرائيليٌّ بامتياز، ويصُبُّ في مجرى تآمُري وتجزيئي وتدميري للـيَـمَـن؛ بُغيةَ تقسيمِ البلد إلى ولايات تظل في تناحر دائم وتسودُها الفوضى.
وما تكشّفَ مِن ترتيباتٍ عَمِدَ الغُزاةُ إلى إرسائها منذ أن استجلبوا جحافلهم إلى اليمن، بتسليم مدن ومديريات بل ومحافظات بكاملها للقاعدة وداعش.. كل ذلك يؤكدُ أن السعوديةَ ومَن يقف وراءها، يستهدفون من حملتهم المسعورة على اليمن إثارةَ الفتن وإدخالَ البلد في صراع وحُرُوبٍ دائمة؛ لإشغاله بنفسه عن أن يكونَ له دورٌ في قضايا الأمة الكبرى، وهذا ما نوّه له السيدُ عبدُالملك الحوثي في خطابه غشية يوم العدوان الخميس 26 مارس 2015م الموافق 6 جمادى الثانية 1436هـ، بأن “السعوديةَ نفّذت من خلال هذا العدوان مخططاً إسرائيلياً، وأن السعوديةَ استهدفت المنطقة بإثارة الفتن والحُرُوب،.. والغزاةُ أدواتٌ ودُمَىً للمشروع الأميركي الإسرائيلي». مضيفاً «إن قوى شر تقدِّمُ الدعمَ اللوجستيَّ والمخابراتي لصالح أميركا واسرائيل، والنظام السعودي هو جارُ السوء الذي لا يحترمُ شعبَنا الـيَـمَـني الكريم،.. وأن المشروعَ السعوديَّ تآمري وتجزيئي وتدميري للـيَـمَـن واليوم الغُزاة أرادوا تقسيمَ البلد إلى ولايات،.. فيما يؤكد أن “النظام السعودي وغيره من الأنظمة هي مجرد أدوات في يد الأمريكي ويد الإسرائيلي هم خدم هم عبيد هم أدوات قذره، هم عملاء يشتغلون لمصلحة أولَئك، استهدافهم لليمن يصب في ظل هذا التوجه، لكنهم فشلوا؛ لأن الشَّعْـبَ الـيَـمَـنيَّ ليس لقمةً سهلةً يستطيعُ أَحدٌ ابتلاعَها»..