برلمانُ الخيانة مجدداً في سيئون .. بقلم/ عبدُالله هاشم السياني
أفق نيوز | كتابات
في زمن اللامنطق ، في حين أصبح العرب على الهامش بتقرير مصيرهم ، تحول التطبيع مع إسرائيل من الحكام الى الشعوب ،ظاهرة متنامية وخطيرة على المدى البعيد ، بفعل الإعلام المسيس الذي يسعى بكل الوسائل ، لطمس ذاكرة الشعوب ، وتحويل التطبيع لفعل اعتيادي ، والقبول بدولة محتلة لأرض عربية ، وبهذا سينعكس سلبا في قادم الأيام على الأجيال تباعا..
نجد اليوم الكثير من الشباب يبررون تواجد إسرائيل وتعامل البلدان العربية معها كدولة ، بطريقة ساذجة سواءً بقصد أو دون قصد ، ويعبر عنها أنها فرضت تواجدها وقوتها ، وعلينا احترامها ، وعقد سلام دائم معها..
متناسين أو متجاهلين عمداً حقيقة أنها مغتصبة ، ومحتلة ، لأرض عربية ، وألحقتها باحتلال الجولان الأرض السورية ، تواجد اسرائيل طعنة في خاصرة الشرق الأوسط ، والجزيرة العربية ككل..
واليوم يتم مهاجمة كل من يدافع عن القضية الفلسطينية ، باعتبار مناصرتهم مبالغة واستغلالاً للقضايا القومية ، ولم يقدم لها إلا الشعارات الصارخة..
قد نتفق أو نختلف بطرق المقاومة والأساليب المتبعة ، في ظل تكالب عالمي على كل من يدافع عنها ويقف معها ، لكن هذا غير مبرر للسكوت عما يفعله الاحتلال أو حتى التفكير بالقبول به في أرض عربية ، أو مهاجمة من يقاومون الصهاينة واتهامهم بالتخلف..
لا يدرك الكثير أنه حتى لو توصلت الشعوب الى سلام مع اسرائيل فهو سلام شكلي وخاوٍ ولن يستمر ، إنها خطر على القومية والنهضة والحضارة على المدى البعيد ، خطرها ليس آنياً ، وحروبنا معها حرب وجودية ، وليست وليدة اللحظة ، أو سياسية مؤقتة..
تغليب خطرها بإيران أو مساواتها معها ، تقييم عاطفي ناتج عن انفعالات اللحظة منها بسبب سياستهم الخارجية ، وإغفال عن الخطر الجغرافي الذي تمثله إسرائيل، فوجودها أكبر طعنة تاريخية في جغرافيا العرب..
ومن هذا المدخل ندرك أهم أسباب الحرب على اليمن ، إن حرب اليمن ليست طائفية ، أو صراع سلطة ، أو إقليمية فقط..
إنها حرب دولية ، بإياد إقليمية ، لخلق حالة من الفوضى طويلة الأمد ، وبث روح الكراهية بين الشعب وزرع الطائفية لتستمر الحروب الأهلية..
لتصبح الشعوب منشغلة بنفسها ، غارقة بآلامها متناسين قضيتهم الأزلية..
كل الذي يحدث في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ، خلفه إسرائيل مع حليفتها أمريكا ، بأيادي مرتزقتها من الحكام وأصحاب القرار من العرب ، فهي تقتات من تدمير الشعوب لتحافظ على تواجدها في جغرافيا العرب ، فتواجدها مرتبط بفوضى الشعوب ، وصرف أنظارهم عن القضايا الأخرى.. بمساعدة الإمارات والسعودية ، وقد صرح ترامب بكل وضوح ، حيث قال: لولا السعودية لما بقيت إسرائيل..
وهكذا تم استهداف كل من يتبنى الدفاع عن القضية الفلسطينية ، وأولها اليمن التي رفضت بيع القضية كالدول الأخرى وقد شكلت مركزاً مهماً في مقاومة إسرائيل وأمريكا بأذرعهم الإقليمية، فواجهت قوى الاستكبار، بكل شموخ ، وحافظت على وهج وروح المقاومة والمواجهة بذات الوقت ، وتصدت لمشاريع التقسيم لتحافظ على استقلالية قرارها وسيادتها وجغرافيتها رغم الجراح.