أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تداعيات التطورات الأخيرة في السودان على اليمن

346

حاتم شراح
عندما يتم الحديث عن المنطقة العربية وما يعصف بها من أحداث علينا أن نستشرف ما الذي يمكن أن يلحق بنا من أخطار أو يبشر بانفراج للأزمة والحرب ، قامت واندلعت ثورات الربيع العربي ، نتيجة لمقدمات يجب علينا أن نعترف بها ، وهي وصول الأنظمة إلى مرحلة من العجز الاقتصادي ، والفساد السياسي إلى مرحلة أتاحت الفرصة للجماهير بأن تنزل إلى الشارع ، ونتيجة للدعم الدولي ، والعجز من الأنظمة عن احتواء تلك المطالب خرجت الأمور عن السيطرة برغم تشبث الأنظمة بالسلطة بكل الوسائل ، وكانت الدول الخليجية هي من تضبط ايقاع هذه الثورات من خلال الدعم ، ومن خلال الماكينة الإعلامية التي كان لها الدور المهم ، كما تم من خلال الاستغناء عن خدمات تلك الأنظمة ، ومحاولة دعم الجماعات التي تستطيع السيطرة عليها من خلال الدعم وهذا فعلا ما تم ، إن الجماهير والشعوب عندما يتم ضخ الوعي اللازم إما سلبا أو إيجابا ، ما حدث في السودان نموذج يمثل الصحوة المتأخرة حيث كان من المفترض أن تكون السودان من أول الدول التي تثور على نظامها الفاسد لعشرات السنين ، ولكن كان النظام يستخدم الدهاء السياسي ، واسترضاء اللاعبين الفاعلين بشتى السبل كما كان يبادر طائعا لكل ما يملى عليه من أجل البقاء أكبر وقت ممكن في السلطة كما أن البشير كان ملاحقاً دوليا بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دار فور ، وهذا أدى به إلى الرضا بما تريده أمريكا مقابل عدم فتح الملف ، وفي الفترة الأخيرة بدأت بوادر النهاية تلوح في الأفق عبر زيارته لسوريا التي كانت عبارة عن استعراض سياسي أمام دول الخليج عندما قل الدعم الاقتصادي ، وأصبح يخدم بالمجان ، وكأن الابتزاز كان يأتي من خلال السكوت عن جرائمه في دار فور ،أما الدعم الاقتصادي فكان غير وارد ولهذا كانت الأزمات تتوالى وعجز الحكومة يبدو واضحا في ظل الفساد ، فالنظام الفاسد لن تكفيه موارد العالم لتشبع نهم البطون والكروش الكبيرة ، التي تلتهم كل مقدرات الدولة وهذا كان يحدث في معظم الدول العربية ، الآن بعد السقوط ما هي السيناريوهات المحتملة ، لعل استقالة بن عوف وتولي المشرف على حملة اليمن يدل على طبخة قذرة قد تودي باستقرار السودان إلى الجحيم ، حيث بدأ الدعم من دول لاعبة في الساحة تنذر بأن الاستقرار السياسي غير مطلوب ولكن الجماهير التي بدأت تستفيد من أخطاء الآخرين كمصر مثلا التي ذهبت ثورتها أدراج الرياح ، وأتت بنظام عميل للجميع ، وكذلك ليبيا عندما تم اختراق الثورة أصبح التحكم في المسار السياسي بيد اللاعبين الذين دعموا أطراف الصراع ، السودانيون مخيرون بين عدة خيارات ، والقوى السياسية الفاعلة هناك لاشك بأن لها ارتباطات وهذه القوى غير فاعلة بالأساس ، ولم تستطع أن تشارك في السلطة ، وكان النظام لا يعمل لها أي حساب ، وربما تكون الجماهير هناك تعي ذلك ، عندما نريد أن نتفهم الوضع في السودان ذلك لأن هذا البلد فاعل أساسي في العدوان علينا ، وفي حالة استمرار البقاء في هذا التحالف نتيجة للخوف مما قد تتخذه القوى الدولية التي لا ترضى باستقرار السودان بأي حال من الأحوال حيث سعت بكل الوسائل لتدمير اقتصاد السودان عبر أجندات نفذها نظام البشير بحذافيرها ، وهنا يصبح الرهان على الجماهير الواعية التي يجب أن تختبر نوايا من يتصدرون المشهد ولعل القرارات المصيرية ستكون في أولوياتها الخروج من التحالف على الحرب على اليمن إذا تناست الجماهير هذه الأولوية ستدفع الثمن غاليا جدا حيث من الممكن تفريخ جماعات تتولى إقلاق الأمن وقد تنشب حرب أهلية ، من خلال إشاعة الفتن العرقية والمذهبية والمناطقية ، وعندما نتأمل تاريخ السودان والمسميات ، والأعراق لن يعدم المستعمر والمحتل أن يشب النار في أي نعرة من النعرات ، ولكن أملنا في إخواننا السودانيين كبير حيث الوعي قد يسهم في بلورة رؤية وطنية جامعة حيث والسودانيون لهم باع طويل في اللعب في المعترك السياسي ، وكثير من الأحزاب السودانية أحزاب وطنية لا يمكن أن تحيد عن وطنيتها ، وأكبر دليل أنها فضلت الجلوس خارج كرسي السلطة على المشاركة بدعم خارجي ، ولعلنا سنستبشر خيرا إذا تم خروج السودان من التحالف ولديهم فرصة الآن حيث والجماهير ما زالت في الساحات ، لقد كانت مشاركة السودان في التحالف وصمة عار على السودانيين أن يتخلصوا منها قبل فوات الأوان ، وأنا على ثقة أنهم في اتخاذ مثل هكذا قرار أن النجاح والتوافق سيكون حليفهم أما في حال تم تجاهل هذا الأمر أو تناسيه فأنا على يقين كامل أنهم سيقعون في دوائر مغلقة وقد يستدرجون إلى حرب أهلية ، وعندها لن يكون القرار في يد أحد يجب الضغط الجماهيري على المجلس العسكري للانسحاب من الحرب تعبيرا عن حسن نواياه حيال مستقبل السودان السياسي في المقام الأول.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com