حكومة هادي تستبق الهزيمة برفع راية الاستسلام وخالد اليماني يغازل “الحوثيين”
أفق نيوز | تقرير
تغير دراماتيكي متسارع على الساحة اليمنية فرضته سطوة الحوثيين على الأرض وعجز الشرعية على المسارات كافة.
هذا التغيير الذي بدأته قوات صنعاء بقرع أبواب عدن كآخر معاقل الشرعية في اليمن، كان كفيلاً بأن تستبق حكومة هادي الهزيمة بإعلان استسلامها، ليس على مستوى التحاق قواتها بقوات صنعاء أو تحضيرها للانسحاب من الحديدة، بل أيضا الاعتراف بالحوثيين كسلطة عليا في البلد.
التطورات الأخيرة تشير، بما لا يدع مجالاً للشك، إلى أن ما من سبب يستدعي الاستمرار في الجبهات المناوئة للحوثيين أو الوقوف في وجهها، فالجماعة التي بدأت مسيرتها من صعدة بأسلحة أفرادها الشخصية؛ باتت اليوم قوة لا تقهر، وها هي تُسقط المدن الجنوبية تباعاً، وقد التهمت البيضاء ومعظم مناطق الضالع، وتتحضر للانقضاض على يافع وأبين ولحج، وسط غموض يكتنف موقف التحالف الذي يبدو بأنه يهم الآن بإخراج نفسه من مستنقع الحرب في اليمن، بدليل بدء السعودية سحب قواتها من حضرموت.
خلال الأيام الماضية اكتسحت قوات صنعاء الخطوط المتقدمة في الضالع ونجحت بإسقاط عشرات المواقع، بحسب ما ذكره ناطقها الرسمي، وتتقدم بخطى ثابتة نحو مدينة عدن من جهات عدة، فبينما وصلت طلائع قواتها إلى يافع؛ قامت بإزالة المتارس في عقبة ثرة تمهيداً لاقتحام لودر، وحققت تقدماً في كرش المطلة على قاعدة العند.
سيناريو المواجهات الأخيرة يشير إلى أن قوات صنعاء ماضية في الحسم العسكري، وقد حقق لها هذا الزخم الكثير من المكاسب، فإلى جانب ما حققته على الأرض وهو ليس بالهين، نظراً لمعارك لم تدم طويلاً وحشدت لها قوات هادي العديد والعتاد، أعلن قادة عسكريون في قوات هادي الالتحاق بقوات صنعاء، فوصل قائد الشرطة العسكرية في الجوف، المجنحي، برفقة أفراده وعتاده إلى صنعاء، وفي الضالع كشف القيادي العقلة التحاق أفراد اللواء 30 مدرع بقوات صنعاء، التي تستعد لاقتحام معسكر الصدرين، وقبل ذلك كان الكثير من الشخصيات الاجتماعية استفادت من العفو العام لصنعاء وقررت العودة إليها.
على الصعيد السياسي، تستعد الجماعة لاستلام الحديدة، وبضمانات دولية تقضي بانسحاب قوات هادي من مشارف المدينة، هذا الانتصار لم تسوقه الجماعة بل ورد على لسان أكثر من مسئول في حكومة هادي، أبرزهم صغير عزيز، رئيس وفدها في اللجنة المشتركة، الذي كشف عن ضغوط دولية للانسحاب من المدينة، ووزير الثقافة مروان دماج الذي كشف عن تماشي خطة غريفيث الجديدة مع مقترح لقائد الحوثيين، عبدالملك الحوثي، بمنح الأمم المتحدة إشرافاً فخرياً على الميناء، لكن الأهم من ذلك ما أعلنه وزير الخارجية خالد اليماني عن استسلامهم للحوثيين، في تصريح تضمن مغازلة واضحة للجماعة، ومحاولة دفعها لتحسين وضع عودتهم إلى صفوفها، فاليماني الذي لطالما رفض الحديث عن الحوثيين كندٍ لحكومته؛ قال إن الحرب انتهت بالنسبة للشرعية، وإن 4 سنوات من الحرب كانت كافية لسقوط الرهان العسكري والبدء بالبحث عن حلول سلمية.
فعلياً أدركت حكومة هادي الهزيمة مبكراً، فبينما كان الحوثيون يحشدون نحو الضالع؛ كانت ترتب وضعها، فقررت نقل اجتماعاتها إلى سيئون بدلاً عن عدن، وسارع أعضاؤها إلى ترتيب وضع عائلاتهم بمناصب على عجل، أضف إلى ذلك الكشف عن بدء أعضائها البحث عن لجوء خارج اليمن، في محاولة للهرب من الملاحقات القانونية والأمنية لشرعنتهم الحرب على اليمن خلال السنوات الماضية، ووحدهم الجنود والضباط من يدفعون الثمن وقد تُركوا في الميدان بلا دعم ولا مرتبات، ومصيرهم إما الموت أو الالتحاق بقوات صنعاء، تلك التي قدمت لهم إغراءات كبيرة ولا تزال تعرض المزيد للراغبين في الالتحاق بقواتها.
* نقلا عن وكالة عدن الإخبارية