الهيئة العامة للزكاة: مشاريع استراتيجية لصرف الزكاة في مصارفها الثمانية
لا شك أن للزكاة دور كبير في معالجة الكثير من الاختلالات الاقتصادية من خلال القيم الإيمانية وما تتصل به من سلوك اقتصادي، تتجلى حكمة الله تعالى في فرضها لتعزيز التراحم بين الأغنياء والفقراء.
وزكاة المال تعتبر عصب النظام الاقتصادي الإسلامي، لما لها من أهمية في معالجة الفقر ومحاربة الاكتناز وتنشيط الاقتصاد، وفى الوقت نفسه تحفز على استثمار الأموال في المشروعات الاقتصادية التي تعود بالنفع على المجتمع والفرد.
ويؤكد علماء الاقتصاد أهمية الزكاة ودورها في تحسين أحوال الفقراء والمساكين من خلال استخدامها في مصارفها الشرعية، وإسهامها في الوقت ذاته في زيادة القوة الإنتاجية للمجتمع، خاصة في أوساط الفقراء الذين يتحولون إلى منتجين يشاركون في الحياة الاقتصادية.
وتعمل الزكاة على القضاء على مشكلة تكدس الثروات واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، فهي تنمى موارد الفقير والمثقل بالديون من ناحية وتحفز الغني على مساعدة المحتاجين بالإضافة إلى أنها تعمل على تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي.
كما تسهم الزكاة في إيجاد فرص عمل من خلال توفير المستلزمات من آلات ومعدات ومواد خام وتحويل الأيادي العاملة إلى طاقة إنتاجية تسهم في بناء المجتمع وتنميته فضلاً عن أهمية دور الزكاة في الإنفاق على البرامج التدريبية للشباب وتأهيلهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل.
وفي هذا الصدد سعت الهيئة العامة للزكاة منذ إنشائها لتبني عدد من المشاريع وصرف الزكاة في مصارفها الثمانية ومن أبرزها مشروعها الإستراتيجي المتمثل في استهداف نصف مليون أسرة من مختلف محافظات الجمهورية والذي تم تدشينه في 19 مايو الجاري.
وأكد رئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان، أن الهيئة شكلت لجان مجتمعية في عملية حصر وجمع بيانات المستحقين لمصارف الزكاة في مختلف المحافظات.
وقال “بعد التحقق من البيانات واستكمالها واستيفاء الشروط، تمضي الهيئة قدماً في صرف المساعدات للمستحقين من الأسر الفقيرة والنازحة والمتضررة جراء العدوان”.
ولفت أبو نشطان إلى أن الهيئة حريصة على مساعدة الفقراء والمحتاجين ليس من خلال مد يد العون لهم ومساعدتهم فقط وإنما من خلال مشاريع اقتصادية تضمن استمرار الدخل والاكتفاء الذاتي، وتحويلهم إلى شريحة تدفع الزكاة.
كما دشنت الهيئة العامة للزكاة مشروع كسوة أبناء الشهداء، ضمن مشروعها الاستراتيجي الشامل “الزكاة في مصارفها”، بافتتاح مركزي توزيع كسوة أبناء الشهداء بمحافظة صنعاء وأمانة العاصمة.
ودعا رئيس الهيئة العامة للزكاة رجال المال والأعمال والمكلفين إلى المبادرة في دفع ما عليهم من زكاة ودعم جهود الهيئة في إيصالها إلى مستحقيها بكل شفافية عبر مصارفها الثمانية التي ذكرها الله في كتابه الكريم.
وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن جراء استمرار العدوان والحصار منذ أكثر من أربع سنوات، خاصة على شريحة الفقراء، سارعت الهيئة العامة للزكاة في تدشين مشروع المطبخ الخيري الرمضاني، بافتتاح 32 مطبخاً، تسهم في سد حاجة الفقراء والمساكين وتعزيز التكافل الاجتماعي.
ولم تقتصر جهود الهيئة العامة للزكاة في هذا الجانب، بل استهدفت مشاريعها المرضى والجرحى من خلال توزيع زكاة عينية ومبالغ نقدية، لهم في إطار الإجراءات التنفيذية لمشروع الزكاة في مصارفها.
ودشنت الهيئة مشروع توزيع الزكاة العينية من الحبوب المتنوعة والتي استهدفت الأسر الفقيرة في مختلف المحافظات، بما يعزز من التراحم والتكافل بين أبناء المجتمع فضلاً عن أثرها في القضاء على الفقر وسد حاجة المحتاجين وإغناء الفقراء والمساكين كحق من حقوقهم التي كفلها الدين الإسلامي الحنيف.
كما سعت الهيئة العامة للزكاة ضمن أنشطتها الداعمة للفقراء والمساكين، إلى تبني أعراس جماعية خاصة لشريحة المكفوفين من محافظات لحج، حضرموت، تعز، إب، الحديدة، ذمار، حجة والمحويت، فضلا عن مساعدة المعسرين بالإفراج عن عدد من السجناء بدفع ما عليهم من التزامات للغير وإطلاق سراحهم.