التحالف يسلم #أمريكا الملف اليمني رسمياً
أفق نيوز | عبدالرحمن العابد*
تسعى الولايات المتحدة مجدداً لإدارة الملف اليمني.
في الجنوب، وصل وفد أمني وسياسي رفيع إلى عدن برئاسة السفير السابق وعراب السياسة الأمريكية في اليمن، جيرالد فيرستاين، التقى خلال ساعات حكومة هادي والمجلس الانتقالي.
هذا الفريق جاء لتقييم الوضع، في ضوء التوتر الأخير، وليس كباحثين، كما حاول رئيس حكومة هادي توصيفهم.
لم يعد الملف اليمني بيد التحالف، الذي حاول اللعب على وتر صراع “الطغمة والزمرة”، أو حتى القاعدة وداعش والاخوان والسلفيين، فهذه السياسة التي استند إليها خلال السنوات الماضية أوصلت اليمن إلى حافة الهاوية، الذي بات محل انتقادات الموالين له، بما فيهم حكومة هادي، الذي طلب من السعودية السماح له بالهروب إلى امريكا مع تصاعد وتيرة الانتقادات لصمته على ما يجري، وسط أنباء تتحدث عن تلويحه بالاستقالة، ناهيك عن تصدر مستشاره، عبدالعزيز جباري، المشهد بانتقاد دول التحالف، التي قال إنها وراء كل العبث والفوضى، وإنها لم تتدخل إلا لأجل مصالحها، وليس لخاطر عيون “الشرعية” كما تدعي.
ربما تحالف العدوان اكتفى الآن من اليمن.
سيطرت الإمارات على سقطرى، وتفاوض السعودية على حقول النفط في شبوة مقابل سيطرة الرياض على حقول النفط في حضرموت والمهرة على شط العرب، تاركين اليمن غارقاً في صراعاته التي غذاها التحالف على مدى 5 سنوات، وجوعه الذي أثخنه التحالف به من خلال الحصار. كل ما تبحث عنه السعودية والإمارات الآن ضمانات دولية بعدم تعرض مطاراتهما لهجمات الصواريخ والطيران المسير، وذلك ما بدا جلياً في المقترح الذي تقدمت به بريطانيا للحوثيين وكشفه وزير إعلام حكومة الانقاذ.
بالنسبة للجنوب، تستطيع الولايات المتحدة فرض كافة الاجندات، فهي التي تملك وحدات عسكرية في عدن والعند، وحتى جبال أبين، بحجة محاربة القاعدة، ولديها قاعدة عسكرية وطائرات بدون طيار على حدود المهرة، وقد ذكرت تقارير مؤخرا تنفيذ تلك القوات بمعية قوات بريطانية عمليات مداهمة لإرهاب المواطنين داخل مدينة الغيظة.
ولا أحد قادر هناك على مقارعة الدور الأمريكي المباشر.
خلافاً للجنوب يبدو الشمال أكثر تصلباً في الموقف، فالولايات المتحدة لا تملك أوراقاً هنا، وكل ما تملكه الآن برز جلياً في اتهامات البنتاغون للحوثيين بإسقاط طائرة أمريكية، وتلك محاولة ضغط على الجماعة، التي لا تخشى الولايات المتحدة، وأعلنت سابقاً إسقاط طائرات تجسس أمريكية، ودفعها لتقديم تنازلات، فكل المؤشرات تؤكد مضي سلطة صنعاء في تنفيذ تصورهم للحل.
أكدوا ذلك بإعادة نشر قواتهم من طرف واحد في موانئ الحديدة، وإصرارهم على تفتيش السفن بالميناء، ناهيك عن إجبارهم حكومة هادي على تحويل عائدات المحافظات إلى البنك المركزي، وتوجههم حالياً لإجبارها على صرف مرتبات الموظفين في عموم المحافظات.
حتى عام 2011، كانت الولايات المتحدة تدير اللعبة في هذا البلد عبر سفيرها جيرالد فيرستاين، مسنوداً بأيادي بلاده في النظام السابق، لكن السعودية سعت حينها لسحب الملف اليمني وإدارته بصورة مباشرة، ودفعت مقابل ذلك الكثير للأمريكيين، وبدأت فعلياً بالسيطرة على المشهد، من خلال المبادرة الخليجية، لكنها أخطأت بتقدير حساباتها، خصوصاً مع إعلانها للحرب في 2015 ضد القوى التي رفضت الوصاية عليها، وأخطأت مرة أخرى وهي تقلل من إمكانية القوى اليمنية الرافضة لها، وها هي اليوم تخطئ مجدداً بعد أربع سنوات لتعود للارتماء في احضان الولايات المتحدة، التي لا ترى فيها سوى بقرة حلوب تدر المال لا أكثر، حسب خطاب الرئيس الأمريكي ترامب.
* من صفحة الكاتب على فيسبوك