دراسة اقتصادية: غلاء أسعار الخضروات وضعف القدرة الشرائية للأسر الفقيرة يدفعان نحو الاهتمام بالزراعة المنزلية
أفق نيوز | أحمد المالكي | الثورة
أوضحت دراسة اقتصادية زراعية حديثة أن الكثير من الأسر تعاني من ضعف القدرة الشرائية وسوء التغذية وكذا المجاعة في بعض المناطق لاسيما مع ظروف العدوان والحصار الغاشم والغلاء الفاحش حيث تعودت الأسر على تناول الخضار بشكل يومي وعادة ما تكون الخضار ضارة أكثر منها نفعاً بسبب الاستخدام غير المسؤول للأسمدة الكيميائية والذي يحولها إلى مواد سامة.
الدور المجتمعي
وأشارت الدراسة الصادرة عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني حول الدور المجتمعي المنشود في التنمية الزراعية “إطلالة على الزراعة المنزلية” للمهندسة أسماء عبدالعزيز والتي حصلت “الثورة” على نسخة منها إلى أن اليمن باعتباره سوقاً مفتوحاً للكثير من السلع المهربة، وغير معروفة المصدر والمكونات فإن ذلك يؤدي إلى ظهور الكثير من الامراض الخطيرة كالسرطانات بأنواعها وانتشار الطفيليات القاتلة والبكتيريا المتنوعة الأشكال وغيرها على حيث تقدر نسبة الوفيات بمعدل 18 % من الأشخاص المستهلكين يومياً لتلك الخضار بحسب إحصائية منظمة اليونيسف في العام 2016م وبحسب ذات الإحصائية فإن 29 % من المستهلكين أصيبوا بالعديد من الأمراض الخطيرة الآنفة الذكر، ولفتت الدراسة إلى أن مشكلة العوز والفقر كانت واحدة من اهم الأسباب التي جعلت كثيراً من الأسر تمتنع عن شراء خضار آمنة أقل ضرراً ونتج عن هذا قلة فرص العمل.
ضرورات
وأكدت الدراسة انه من أهم الضرورات والأسباب للاهتمام بالزراعة المنزلية والتوعية الدائمة وخلق تجارب ناجحة فيها هو غلاء أسعار أغلب الخضار رغم الاستهلاك اليومي لها وضعف القدرة الشرائية لدى الأسر الفقيرة خاصة في الفترة الحالية مع انقطاع المرتبات وتداعيات العدوان والحصار، وانتشار الأمراض بسبب استخدام الأسمدة السامة لزراعة تلك الخضار إضافة إلى أهمية غرس القيم الإيمانية الجميلة كالصبر والإرادة والتأمل والتوكل على الله والتفاؤل بما هو قادم.
حلول
وقالت الدراسة إن تحويل ما حولنا إلى حياة وجمال وخضار يعتبر واحداً من الحلول الكثيرة التي نراها ونعرفها ولكننا لا نهتم بها كونها في متناول أيدينا إضافة إلى أن الزراعة المنزلية تقدم لنا الكثير من البهجة والآثار التفاؤلية وبناء حسن الظن بمستقبل افضل كما ان أهمية الزراعة المنزلية تكمن في تحويل الاقتصاد الأسري ليصبح أقوى بتوفير بعض النباتات والمحاصيل والأعشاب الطازجة وتنمية وزيادة الأكسجين وصحة البيئة إضافة إلى ان الزراعة المنزلية تساعد على تشارك الأسرة في الأنشطة المفيدة بتعويد أفراد الأسرة على العناية بالنباتات ومتابعتها.
استغلال
وبينت الدراسة أن الزراعة داخل المنزل ممكنة جداً من خلال استغلال الشرفات والرفوف والحيازات حول المنازل “الأسطح” لزراعة (الخضار والظليات والأعشاب الطبية والزينة) شريطة أن يتم التأكد من أن سطح المنزل أو الشرفة معرضة للشمس 4 – 5 ساعات يومياً على الأقل وتنظيف سطح المنزل أو الشرفة جيداً قبل بدء زراعته، نعتبرها كافية للتأكد من خلوه من الحشرات والقوارض والتخلص من أي مهملات تمنع أو أي رطوبة أو مصادرها إضافة إلى أهمية تحديد نظام الزراعة المناسب بغية سد الاحتياج من الإنتاج.
أنواع
وأشارت الدراسة إلى أنواع الزراعة المنزلية في جانب الخضار كالطماطم والبروكلي الزهرة والخس والخيار والكوسة والبطاط والفول والبصل والفجل والباميا والجرجير وفي مجال الفواكه يمكن زراعة الليمون وبعض أصناف التفاح وبعض أصناف العنب والبرتقال إضافة إلى أنواع من الزراعة المنزلية التي يمكن الاستفادة منها كزراعة النباتات الطبية والعطرية وزراعة نباتات الظل وغيرها.
أنظمة
وأبرزت الدراسة أهم أنظمة الزراعة المنزلية كنظام الأصص، وهي أوعية خاصة بالزراعة المؤقتة أو الدائمة أحياناً، ولها فتحتان في الأسفل وصحون للتخلص من الماء الزائد ونظام الطاولات والمراقد وهي طاولات خشبية أو بلاستيكية ذات أسطح واسعة نسبياً يمكن أن تحوي بعض النباتات الشعبية ونظام الأكياس وهي أكياس بلاستيكية سوداء في الغالب تستخدم كزراعة مؤقتة، ولها فتحات في الأسفل عادة لإخراج الماء الزائد وكذا نظام المواسير وهي أنابيب لها فتحات تزرع نباتاً واحداً في كل فتحة ويمكن تنفيذ زراعة بالتربة أو زراعة مائية بالإضافة إلى نظام الأجولة المعلقة، وهي أوعية مختلفة من البيئة المتاحة، وقد تكون علباً بلاستيكية وزجاجية ويتم تعليقها في المنزل أو الحديقة أو الشرفة.
تراب منزلي
وبينت الدراسة أنواع التربة الزراعية التي تستخدم في الزراعة المنزلية كـ”البيرليت” وهي خفيفة الوزن جيدة الصرف وتوفر التهوية للنباتات و”الفير مكيوليت” وهي خفيفة الوزن وتوفر بعض الغذاء للنباتات والمستخلصات النباتية مثل مستخلص الثوم وهي 5 جرامات فصوص نوع طازج مطحون زائد لتر ماء، وكذلك مخلوط الخمير وهي ملعقة خميرة زائد ملعقتي سكر زائد لتر ماء، وكذلك الكميوست المنزلي وهو سماد عضوي ناتج عن مخلفات نباتية زائد مخلفات حيوانية.