عالمٌ تحجّرت فيهِ الإنسانية.. بقلم/ نوال أحمد
أفق نيوز | كتابات
للعام الخامس على التوالي ودماء اليمنيين تنزف في اليمن، شعبٌ عربي مسلم يُباد، يُقتَل بالغارات ؛ يموت جوعاً ومرضاً جراء الحصار ؛ شعب يُذبح من الوريد إلى الوريد، في غياب تام للإنسانية وتحجرها .
على مدى خمسة أعوام والعدوان والحصار مستمر على اليمن أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة ومنظماتها التي تتغاضى عن هذا الإجرام وما يرتكبه العدوان من جرائم إبادة بحق اليمنيين مما يثبت لنا انها مجرد غطاء للعدو السعوامريكي ليمارس توحشه وعدوانه وارتكابه لمثل هكذا جرائم لا إنسانية واللا أخلاقية بحق الشعب اليمني المظلوم .
مجزرة سوق آل ثابت بمديرية قطابر والتي راح ضحيتها 36 ما بين شهيد وجريح بينهم اطفال كانوا متواجدين داخل السوق المستهدف ؛ جريمة بشعة بكل المقاييس وبكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ جريمة ليست أقل بشاعة وتوحشاً من سابقاتها ؛ جرائم إبادة بحق الشعب في هذا البلد، إن كل جريمة يرتكبها العدوان في هذا البلد تكون أفظع وابشع واكثر توحشاً مما سبق من الجرائم والمجازر.
يمعن العدو السعودي في إجرامه وتوحشه ؛ متفنناً في ارتكاب جرائمه ؛ متلذذاً بمشاهدة تلك الأجساد المتفحمة والممزقة، مستمتعاً بمناظر الدماء والأشلاء المتناثرة ؛ أعوام عشناها ونعيش أوجاعها وآلامها ومآسيها وكل ما يصنعه العدوان الأمريكي وأدواته في يمننا ؛ نعاني ونقاسي ونبكي وجعاً والعالم يغط في نوم عميق وأممه المتحدة في صمت القبور ؛ الأمر الذي يشجع العدوان على إيغاله أكثر في سفك الدم اليمني ؛ ليدمن على ارتكاب الجرائم الوحشية وعلى شرب الدماء اليمنية.
من خلال جرائمه ومجازره الدموية ومذابحه اليومية التي يرتكبها العدوان على مدى خمسة أعوام أثبت لنا وللعالم بأنه لا يحمل اسلاماً ولا ديناً ولا قيماً ولا أخلاقاً حتى أثناء الحروب، عدو يحمل العقلية اليهودية والفكر الداعشي الخبيث.. يحمل عداء وحقداً كبيراً على الشعب اليمني ولديه الرغبة الشيطانية في إبادة الشعب اليمني الإيماني بأكمله .
كل الجرائم التي ارتكبها العدوان ويرتكبها في اليمن وخاصة في الأماكن الأكثر تجًمُعاً للمواطنين سواء أكانت في اسواق أو مساجد أو منازل بها أعراس او صالات عزاء، كلها جرائم ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية ..
عند مشاهدتنا لجريمة استهداف سوق آل ثابت والتي جل ضحاياها من المتسوقين والباعة والمتجولين، سريعاً عادت بنا الذاكرة إلى جريمة استهداف سوق آل مقنع في منبه واستذكرنا ضحاياها الذين قضوا وكانوا بالعشرات في جريمة مشابهة؛ تذكرنا بجريمة استهداف سوق مستبأ بمحافظة حجة ؛ وجريمة سوق الطلح ؛ تذكرنا بمجزرة صالة العزاء في صنعاء تذكرنا بمجزرة عرس سنبان تذكرنا بمجزرة استهداف الأطفال الذين قضوا في المدارس ومن دفنوا تحت ركام المنازل غدرا وظلما وعدوانا.
وما كادت القلوب تلملم أوجاعها وتتعافى من جراحها بعد جريمة ضحيان والتي كانت هي الأدمى والأكثر وجعاً وألماً لأنها جريمة بشعة بحق اطفال صغار، والتي كان عدد ضحاياها يقارب الخمسين طفلاً خطف العدوان أرواحهم مع سبق الإصرار والترصد، والمؤلم انه بعد ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء ظهر الأعداء على وسائل إعلامهم متبجحين ومبتهجين بما اقترفت اياديهم فرحين بفعلهم وإجرامهم .
ظهر ناعق العدوان ليصرح بأنه استهدف قيادات حوثية كذبا وافتراء وهو يعلم علم اليقين ان جميع من استهدفهم بطيرانه كانوا اطفالا لم تتجاوز اعمارهم الـ12 عاماً.
جرائم العدوان في اليمن بالآلاف ومجازرهم بالمئات وغاراته لا تحصى ولا تُعد، جرائم ومجازر خالفت كل القوانين الدينية والإنسانية، جرائم لم يسبق لها ان ارتكبت في أي بلد في ظل هكذا صمت دولي وتواطؤ اممي، جرائم لا ولن تمحى من الذاكرة اليمنية.
لم يكن للعدو الاستمرار في ارتكاب هكذا جرائم إلا لأنه يحظى بمساندة دولية، يقفون مع الجلاد ضد الضحية ؛ يبرئونه ويجرمون الشعب اليمني ولكن على دول العدوان وأعوانها ان يعلموا أن الشعب اليمني اليوم قد خرج من زمن الهيمنة والوصاية الأمريكية والخليجية وقد أقسم على نفسه وعمّد هذا القسم بالدماء أن لا عودة للماضي أبداً مهما كان حجم المظلومية.
واليوم يقولها أبناء الشعب قاطبة كما قالوها للعدوان في عامه الأول: «لن نركع، اقتلوا منا ما شئتم، فلن تروا منا إلا ما تكرهون» وفي العام الخامس من العدوان بات الشعب اليمني يمتلك حق الرد وباتت لديه القدرة على ان يوصل صواريخه وسلاحه المسيّر إلى عمق اراضي دول العدوان ودك معاقلها وضرب مكامن الوجع فيها، والواقع يشهد بذلك، فلا يغرنكم صبر الأحرار، فمعركتهم قد أسماها قائد ثورتهم وربان سفينتهم بأنها معركة النفَس الطويل ؛ وأنها معركة كرامة وحرية، معركة لم يوضع لها سقف وباتت كل الخيارات لدى القيادة الثورية والسياسية والعسكرية واسعة ومتعددة، وباتت اليد الطولى لدى الجيش واللجان الشعبية وسيتمكنون من ضرب الأهداف المرسومة لهم داخل اراضي دول العدوان وغداً ستشهدون الواقعة ويعود الألم الذي آلموا به اليمنيين وبالاً عليهم، ليكون الألم ألمين بإذن الله.