أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الغدير منهج وخلود

259
أفق نيوز – بقلم – أمة الملك الخاشب

 

هناك من يؤمن بولاية الإمام علي عليه السلام ويعترف بما حصل في التاريخ من مخالفة لأوامر الله ونبيه في توليهم للإمام علي ويعترف بأن الإمام علي كان الأجدر والأكفأ بتولي السلطة ولكنه يقول خلاص انتهى الموضوع والإمام علي قد رحل وتلك أمة قد خلت !!!

 

أليس هذا ما نسمعه من كثيرين ؟

 

فكيف نرد عليهم ؟

 

يجب أن يفهم هؤلاء أن احياءنا ليوم الولاية هو إحياء ليوم كمال الدين الذي لم يصلنا كاملا وأفرغوه من أهم أركانه وهي التولي لمن أمرنا الله بتوليهم ولمن هم خير من يقود الأمة الى العلياء والشموخ بعد النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله ؟

 

فإختيار الله تعالى للإمام علي بتولي زمام الأمة بعد النبي ليس لأن الإمام علي ابن عم النبي وصهره فقط ؟

 

لا أبدا ليس هذا المقياس ولكن المقياس هي الجدارة والعلم ومعرفة كل أيات القرآن جملة وتفصيلا فهل كان هناك في الأمة من هو أكثر علما وحلما من علي ؟

 

كان يصفه صلوات الله عليه وآله دائما بأنه باب مدينة علمه وكان ينعته بصفات لا مجال هنا لذكرها ولكن كل كتب التاريخ ذكرتها كما ذكرت ودونت واقعة غدير خم عند كل المذاهب الاسلامية

 

وهذه هي النقطة المهمة من مفهوم الولاية وهي أن ولي أمر المسلمين يجب أن يكون عالما فقيها يخاف الله لايبطش ولا يظلم ولاينهب ويكون كل همه هو الإصلاح والنهوض بالأمة نحو العزة والكرامة والشموخ ليكون كل أعداءها تحت أقدامها

 

لو أدركت الأمة الاسلامية معنى التولي لما رأينا معاوية وابنه يزيد وامتدادا في عصرنا الى ابن سلمان وبن زايد ومن على شاكلتهم عبر التاريخ الماضي والحاضر يتولون زمام الأمة وهم اذلاء خانعين لا تتوفر فيهم أبسط المقومات التي يجب توفرها في ولي أمر الأمة التي من المفترض أن تكون أعز أمه وأقواها فالله تعالى يقول ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين..

 

هناك من يتهم أنصار الله بأنهم غرضهم من احياء لذكرى ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير هو السلطة !

 

وهذا مع احترامي يدل على سطحية تفكير هؤلاء لأن نظرتهم لمفهوم الولاية نظرة تدل على عدم فهمهم لمعنى التولي  فلو كان الهدف لأنصار الله هو السلطة والكرسي ولا سواهما لكانت أمريكا وحلفاءها قدموا السلطة على طبق من ذهب للأنصار كي يتنازلوا عن مطالبهم في السيادة على كامل أراضي اليمن وفي العيش باستقلال وحرية !

 

ولكانت أمريكا جعلتهم من عبيدها مثلهم مثل آل سعود وبني نهيان وغيرهم من الحكام الخونة الذين لاهم لهم سوى البقاء على كراسيهم وإن انتهت الأمة وخضعت وذلت وتخلت عن المقدسات ..وعن القضايا المركزية للأمة

 

أما أنصار الله فقد قدموا النموذج الأرقى والأقوى في التمسك بمواقفهم وعدم التماهي مع الباطل وعدم التنازل عن دماء الشهداء لأنهم عرفوا معنى الولاية ومعنى البراءة من أعداء الله فحملوا على عاتقهم مسؤلية قيادة هذا الشعب الحر المعطاء الى شواطئ العز والقوة والاستقلال مهما كانت التضحيات.

 

والسر في محاربة طواغيت العالم لهم لأنهم يحملون مشروعا وفكرا يخرج بهذه الأمة من حالة الذل والهوان والخنوع التي تعيشها أما السلطة في حدود بلدهم فهي بين أيديهم ولكنهم مع هذا يسعون للشراكة مع كل الاطراف ويحرصون عليها لأن السلطة ليست مطمح ولكن المطمح هو الإصلاح السياسي والاجتماعي والسياسي الشامل لكل الأمة الإسلامية.

 

فولاية علي فاصل بين الحق والباطل فمحال أن تجد موالي للإمام علي ولأهل البيت ويقتل مع المرتزقة كالكلاب وهم يدافعون عن حدود السعودية.. ومثلما هم كل شهداءنا بفضل الله مواليين لأهل البيت يعرفون عليا ويعرفون كربلاء ويتركون في وصاياهم الحث على التزود من معارف أهل البيت عليهم السلام.

 

وهذا ما أردت أن أصل اليه في نهاية مقالي وهي أن كل محاور المقاومة في المنطقة يتولون النبي الأعظم ويتولون عليا وحسنا وحسينا وفاطمة وهذا ما جعلهم قوة تهدد أمن إسرائيل وهذا ما نراه في قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي قوة حزب الله ومدى خوف الصهاينة منه والسر في كل هذا هي الولاية والبراءة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com