عقد بصنعاء اليوم الأربعاء 28 أكتوبر 2015 مؤتمر الثبات الوطني لأبناء محافظة تعز لمواجهة العدوان والإرهاب تحت شعار ” معا لمواجهة العدوان السعودي وأدواته ” بحضور رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية محمود الجنيد وعدد من المسؤولين مدنيين وعسكريين.
ويهدف المؤتمر بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والعلماء والمشائخ والوجهاء من أبناء تعز، إلى تعزيز دور ومساهمة أبناء المحافظة في مواجهة العدوان والاحتلال السعودي وحلفائهم وأدواتهم الإجرامية على الشعب اليمني واستنهاض وتفعيل جهد المجتمع المحلي وتعبئته وحشد طاقاته وإمكانياته وموارده البشرية والمادية لتحرير وإنقاذ مدينة تعز من أدوات ومرتزقة العدوان وعصاباته الإجرامية.
كما يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والأمن والسلم والتضامن المجتمعي وحماية النسيج الإجتماعي والهوية اليمنية الجامعة من التصدع والتمزق الذي يسعى إليه العدوان وتوحيد الموقف في التعاطي مع استهداف العدوان وأدواته للمواطنين ومقدرات البلد.
وفي الافتتاح وعقب الوقوف دقيقة حداد وقرءوا الفاتحة على أرواح الشهداء وضحايا العدوان في مختلف محافظات الجمهورية .. القى عبدة الجندي كلمة اللجنة التحضيرية أكد خلالها أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف استنثائية تمر بها البلاد جراء العدوان السعودي الغاشم والحصار الجائر.. لافتا إلى أن اليمنيين يواجهون عدوان متعدد الجنيسات والديانات والصواريخ والقنابل التي تنهمر عليهم يوميا منذ ثمانية أشهر.
وقال ” إن قوانين السماء والأرض والدين الإسلامي الحنيف تدعو إلى الاستقلال والسيادة والكرامة والسلام ولم يكن دين يدعوا لقتل الإنسان لأخيه الإنسان ظلما وبهتانا ” .. مؤكدا أن أبناء تعز بمختلف مكوناتهم يقفون صفا واحدا إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في مواجهة هذا العدوان السافر.
وأضاف ” نحن أساسا جيل سبتمبر وأكتوبر ونأبى أن نقول على أنفسنا أننا مقاومة نقتل اليمني لصالح الأجنبي، فلماذا لا نقبل ونتنازل لبعضنا البعض ونتآخى دون اللجوء إلى العنف والاقتتال والصراع”.
ودعا الجندي السلطات السعودية إلى تغيير سياساتها في اليمن من خلال لقاءها بكافة الأطراف السياسية في اليمن ودعم أي جهود دولية داعية للسلام .. لافتا إلى أن الشعب اليمني متعود على الجوع ولديه مناعة من كل شيء وليس لدى أبناء اليمن ما يخسروه.
واختتم الجندي كلمته بالقول ” أقول لمقاومة تعز إننا أبناء تعز من وجهاء ومشائخ وعلماء ومفكرين ومثقفين نساند الجيش واللجان الشعبية لأنهم يدافعون عن الوطن ضد العدوان، ولا فرق عندنا بين زيدي ولا شافعي فكلنا أخوة متساوون في الحقوق والواجبات”.
فيما ألقيت كلمات عن العلماء ألقاها مفتي محافظة تعز العلامة سهل بن عقيل وعن الشباب للدكتور عرفات الرميمة وعن المرأة للدكتورة نجيبة مطهر وعن مجلس تضامن مشائخ تعز ألقاها نبيل السفياني، اكدت في مجملها رفض أبناء محافظة تعز للعدوان السعودي الغاشم وضرورة توحيد المواقف وحشد الهمم لإحباط مخططات قوى العدوان ومرتزقتهم.
كما أكدوا أن أبناء محافظة تعز بمختلف شرائحهم ومكوناتهم المجتمعية يساندون الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان ومرتزقته، كما سيعيدون لمدينة تعز جوهرها النضالي والثقافي والحضاري والتاريخي.
وأشاروا إلى أن محافظة تعز وأبنائها الوطنيين الشرفاء سيتمكنون بوعيهم الوطني من إحباط قوى العدوان ومخططاتهم الإجرامية.. لافتين إلى أن هذا المؤتمر يعد فاتحة لتوحيد الجهود لمقاومة العدوان ودحر العملاء الذين جعلوا من تعز بلا هوية وطنية.
وأشاروا إلى أن العدوان ومرتزقته أرادوا من خلال اعلامهم ان يشوهوا الدور النضال لأهالي وأبناء محافظة تعز وأن يصوروا للناس أنهم خارج الصف الوطن.. مؤكدين ان هذا المؤتمر يهدف إلى الحشد وإظهار الوجه الحقيقي لتعز وأبناءها الرافضين للعدوان السعودي لأنهم حريصين على الدفاع عن الوطن وليس تعز فقط.
وأشاد المتحدثون بصمود الشعب اليمني خلال ثمانية أشهر من العدوان الغاشم على البلاد والذي أثبت أن قوة الإنسان اليمني المؤمن الثائر المتمرد على الظلم والاستبداد والخنوع، أنه أقوى من الطائرات والصواريخ والقنابل الذكية التي تفتك باليمنيين الابرياء.
وحيت الكلمات جهود أبطال الجيش واللجان الشعبية وصمودهم في وجه العدوان الغاشم والذي تجرد من كل معاني الإنسانية بقتله الأطفال والنساء والشيوخ فضلا عن التصدر لأدوات العدوان الإجرامية في مختلف الجبهات.
ودعوا المغرر بهم إلى العودة لوعيهم وتصويب مواقفهم لأن الحقد والكراهية لا مكان له في الحياة، والعيش تحت سماء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات .. مؤكدين ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في التعايش السلمي والتآخي وبذل الطاقات والجهود للوقوف صفا واحدا في وجه العدوان الغاشم والحصار الجائر.
تخلل المؤتمر قصيدة شعرية معبرة للشاعر معاذ الجنيد نالت الاستحسان.
عقب ذلك تلى الوكيل المساعد لوزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب أحمد العشاري البيان الختامي للمؤتمر الذي أكد رفض المشاركين القاطع للعدوان وإدانته وتجريمه والتصدي له بكل السبل والوسائل واعتبار ما يقوم به مناصرو العدوان بالمحافظة أعمال تخريبية إرهابية وامتدادا للعدوان وجزء لا يتجزأ منه.
وشدد البيان على ضرورة تعزيز دور محافظة تعز في مواجهة عدوان واحتلال آل سعود وحلفائهم وأدواتهم الإجرامية على الشعب اليمني في مختلف الصعد وكل الجبهات في سياق تكاملي مع مجمل جهود المواجهة الوطنية العامة.. مشيراً إلى أهمية استنهاض وتفعيل جهد المجتمع المحلي وحشد طاقاته وإمكاناته المادية وموارده البشرية لإنقاذ مدينة تعز من أدوات ومرتزقة العدوان وعصاباته الإجرامية وتأمين كافة مديريات المحافظة ومنافذها من التخريب والغزو والاحتلال بالوقوف إلى جانب الجيش والأمن واللجان الشعبية.
ودعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية والأمن والسلم والتضامن المجتمعي وحماية النسيج الإجتماعي والهوية اليمنية الجامعة من التصدع والتمزق الذي يسعى إليه العدوان وتحديد وتوحيد الموقف وأسلوب التعاطي مع استهداف العدوان وأدواته لبيوت المواطنين والقيادات الوطنية بما يضع حد نهائي لأعمالهم الإجرامية.
ولفت البيان إلى ضرورة دعم وإغاثة النازحين جراء الحرب العدوانية الظالمة وتأمين كافة وسائل وسبل الإيواء والرعاية وتوفير الظروف المعيشية المناسبة لهم ودعم ومساندة الجبهة السياسية والقانونية والقضائية على الصعيد الخارجي والإعلان عن تشكيل تكتل حقوقي يعنى برصد وتوثيق جرائم القتل الوحشي والتدمير الممنهج وصولا إلى محاكمة الجناة أمام المحاكم اليمنية والدولية وإلزام العدو بوقف حربه ورفع حصاره.
وحث المجتمعون على اعتماد آلية تمثيلية وتنفيذية لمخرجاته وتنسيقية للجهود المجتمعية في خدمة المحافظة والشعب والوطن وتخويل رئاسة المؤتمر بتشكيل اللجان اللازمة وإقرار جبهة وطنية لمقاومة العدوان ومرتزقته.
واستهجن المشاركون الموقف المرتهن لجامعة الدول العربية والصمت المتآمر للأمم المتحدة على دماء النساء والأطفال والعمل على رفد جبهات الشرف والصمود ممثلة في الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان وبذل كل غال ونفيس لتعزيز الثبات وتحقيق النصر للوطن اليمني.
كما دعوا كل المغرر بهم الواقفين في وجه الوطن خدمة للعدوان سواء أكان ذلك بحمل السلاح أو بالتضليل بالقلم واللسان أم بأي شكل من أشكال الاستخبار والتعاون والدعم وتحديد مواقع بيوت إخوانهم لطائرات العدوان وصواريخه وكذا الدلالة على منشآت بلدهم المدنية والعسكرية وكلها أعمال مجرًمة بالرجوع إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان.
كما أكدوا ضرورة ملء الفراغ الدستوري للسلطة وإعادة الأمن والاستقرار وإحلال السلم الإجتماعي لمحافظة تعز ومحاكمة العملاء والخونة والمرتزقة.