ماذا تريد أمريكا؟!
العلامة/ سهل بن عقيل
أمريكا تعلم علم اليقين أنها ستخرج من الجزيرة العربية ومن مناطق الشرق الأوسط قريباً، وذلك لما اقترفته وتقترفه من جرائم في حق شعوب المنطقة ليس الآن ولكن ما فعلته بالشعوب في سالف الأيام بأعمالها التي حقنت قلوب هذه الشعوب بالكراهية الشديدة لها، وأنه مهما حفظت وركزت على عملائها الذين هم الآن وقريباً سيكونون في خبر كان.
إن أمريكا اختارت أهون الشَّرين بالنسبة لها ولمن لف لفها من الدول كبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الاستعمار القديم.
هذه حقيقة واضحة للعيان مترجمة في قول الشاعر:
وقال أُصيحابي الفرارُ أم الردى
وخُيرتُ في أمرين أحلاهما مُرُ
وهنا اختارت أمريكا أهون الشرين “الأرض المحروقة تماماً” وذلك بإطالة الحرب على اليمن وتصعيدها حتى تحرق في اليمن كل المصانع والمزارع والمرتكزات من المناجم البترولية وغيرها لأن هذه المصالح وإن كانت في حقيقتها بنسبة 85 % عائدة إلى أمريكا إلا أنها رأت أن هذه المصالح لو بقيت سليمة في يد أصحاب الأرض في الجزيرة العربية لبنت أعظم دولة موجودة في القرن الواحد والعشرين لأن كل العوامل لبناء مثل هذه الدول موجودة، رجالٌ في جميع الاختصاصات ومالٌ وفير على ظاهر الأرض وفي باطنها ومساحة وعقول ستبدأ في العمل من حيث انتهى الآخرون وهذه حقيقية لا مراء فيها، وعليه فإن الأرض المحروقة تماماً والخاوية على عروشها تحتاج إلى مجهود أكبر وفي ظنها –أمريكا- أنه قد لا يتأسس في المستقبل إلا بصعوبة شديدة وبعد زمن طويل.
ومثال على ذلك أن تفقد شيئاً انتزع منك بالقوة قد يستعمل في المستقبل القريب في القضاء عليك، وبهذا الرؤية الاستباقية تريد أن يكتمل تنفيذها ليكون هناك وقت فيما بقي من أيام تستطيع أن تعوض فيها هذه الخسارة العظيمة في برامج تعدها استباقياً لمثل هذه الحالة، وهذا معروف في دهاليز السياسة للدول والامبراطوريات السالفة التي اندثرت.
إن أمريكا الآن نظرت إلى وجهها على مرآة الواقع في شعوب العالم فلم تصدق ذلك على نفسها، فهي تغمض عينها وتفتحها على وجه قبيح غيرت كل ملامح الحياة بالنسبة لها ولغيرها من الشعوب.
فهي كالمرأة العجوز التي قالت نحن في زمان فاسد وكذاب حتى المرآة فاسدة وكذابة.
نحن ننظر إلى ما آلت إليه أمريكا حقيقة أن تذهب إلى كوريا الشمالية الدولة الفقيرة الضعيفة لتستعطفها ليس برسل من قبلها ولكن من زعيمها يذهب إلى كيم جون أون الرئيس الكوري الشمالي كما رأينا في التلفزيون رئيس أمريكا، وبعد الحرب العالمية الثانية أم أنها أمريكا غير ذلك؟
* مفتي محافظة تعز