السعودية تقترب من الوقوع في الفخ الأمريكي!
يبدو واضحا ان الادارة الامريكية ومن خلال الضجة التي اثارتها وتثيرها حول قضية المكان الذي انطلقت منه المسيرات التي اغارت على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين شرق السعودية ، تحاول ذر الرماد في العيون، بهدف التعتيم على القضية الاهم وهي لماذا وقعت التفجيرات؟، ولماذا استهدفت السعودية اصلا؟.
هذه المحاولة الامريكية الخبيثة ، الغرض منها الابقاء على نار الحرب مستعرة في المنطقة، وصولا الى انهاك دولها واضعافها وشرذمة شعوبها، للابقاء على “اسرائيل” الاقوى ، وكذلك للإبقاء على دوران عجلة مصانع السلاح الامريكية.
المؤسف ان القيادة السعودية الحالية تندفع مسرعة للوقوع في هذا الفخ الامريكي، دون ان تدرك النتائج الكارثية لهذا الاندفاع الاعمى ، فهي تظن ان ادارة ترامب اذا اقتنعت، او تم اقناعها ، بأن ايران تقف وراء الهجوم، فعندها لابد ان ترد عسكريا، وبذلك تحقق القيادة السعودية امنيتها الاثيرة وهي ضرب ايران.
المؤسف ايضا ان القيادة السعودية لا تريد ان تصدق ان امريكا لن تحارب ايران، ليس فقط لانها لا تحارب من اجل مصلحة احد، بل لانها تعرف يقينا ان شن هجوم على ايران يعني وقوع عشرات الالاف من الجنود الامريكيين في المنطقة داخل دائرة النار الايرانية، كما ستقع ربيبتها وسط هذه الدائرة، ويكفي ملاحظة رد الفعل الباهت للرئيس على التفجيرات، والتي اثارت غضب ولي عهد السعودي الغر ابن سلمان، دون ان تثير فيه ملكة التحليل لما يجري.
كما كنا نتوقع خرج علينا المتحدث باسم تحالف العدوان السعودي الاماراتي، وهو خالي الوفاض، في مؤتمره الصحفي ، فأعاد نفس المواقف السعودية المتخشبة من اليمن ومن ايران، فيمنيا ، لا تعترف السعودية بقدرة الشعب اليمني في ان يطور طائرات مسيرة وصواريخ تصل الى عمقها، وايرانيا، كانت ايران المتهم رقم واحد من وجهة نظر المالكي ، لماذا؟ ، لان الاسلحة التي تستخدمها القوات اليمنية واللجان الشعبية هي اسلحة ايرانية!!، نقول حتى لو افترضنا جدلا، ان الاسلحة المستخدمة ايرانية، وان ايران نجحت في العبور من كل الحصار المفروض على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا واوصلت هذه الاسلحة المتواضعة لليمنيين، ترى هل يمكن قياس هذه الاسلحة مع الاسلحة الامريكية والفرنسية والالمانية والبريطانية والسويدية والصينية والروسية و..، التي تستخدمها السعودية ليل نهار ومنذ خمس سنوات لقتل اطفال ونساء وشيوخ اليمن؟.
المضحك في مؤتمر المتحدث باسم تحالف العدوان، هو تحدثه باللغة الانجليزية، والمستمع هو الشعب السعودي!، ولسانه حاله يقول ان المهم ان تصل الرسالة الى الامريكيين، وكذلك عرضه قطع صواريخ وطائرات مسيرة يمنية كانت قد سقطت بعضها في الاراضي السعودية خلال السنوات الخمس الماضية ، وقال انه تم جمعها في موقع الانفجارات، وظل يعيد جملة انها كانت قادمة من الشمال، والملفت هو تهربه من اسئلة الصحفيين الذين الحوا عليه بعد عدم اقتناعهم بما قاله ، من انه كيف يمكنكم تحديد مكان الانطلاق؟، فرد المالكي اننا جمعنا معلومات في هذا الشأن ولا يمكننا الكشف عنها لأسباب امنية!!.
يمكننا ان نؤكد ان السعودية ، وبعد هذا المؤتمر الصحفي، اقتربت كثيرا من الوقوع في الفخ الامريكي، فكل ما تريده امريكا من خلال الضجة المفتعلة التي بدأها بومبيو، واتهامه الفوري لايران، والزيارة التي سيقوم بها للمنطقة للتحريض عليها، هو دفع القيادة السعودية دفعا لاتهام ايران ، او الحشد الشعبي في العراق، وعندها لابد ان تتحمل السعودية تداعيات مسؤولية هذا الاتهام، الذي سيفتح عليها ابواب ازمات يتصاغر امامها مستنقع اليمن.
الملفت انه وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي لتركي المالكي ، عقد المتحدث باسم القوات اليمنية يحيى سريع مؤتمرا صحفيا، كشف فيه ان القوات المسلحة اليمنية ستعرض مشاهد للهجمات التي شنتها الطائرات المسيرة العشر على منشأتي بقيق وخريص، والتي انطلقت من ثلاثة مواقع، وهي من نوع قاصف وصماد 3 وبعضها كانت ذات محركات نفاثة.
ماجاء في المؤتمر الصحفي للعميد سريع ، أتى سريعا على ما جاء في مسرحية المالكي الاستعراضية، بعد تأكيده على ان القوات المسلحة اليمنية يمكنها الوصول الى اي نقطة في السعودية، كما دعا الامارات الى الانسحاب من اليمن محذرا اياها من ان مدنها الزجاجية ستكون في مرمى سلاح الجو اليمني، كاشفا عن وجود عشرات الاهداف التي سيتم استهدافها في حالة استمرت الامارات في عدوانها.
ماجد حاتمي / العالم