أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هنيئاً لأسرى وقعوا في اليد العادلة .. بقلم / شفاء ابو طالب

256

أفق نيوز | كتابات

ذكرتني صور جحافل الأسرى السعوديين بعيون الكثير من أمهات الأسرى من المجاهدين اليمنيين حين كان العدو يستفز ذويهم وقيادتهم ببعض الصور المسربة (عمداً) ويتسمّر الأهالي متأملين في تلك الصور وعيون الأمهات تتفاعل معها بلهيب حارق يكوي من كان حاضراً معهم في تلك اللحظات.

وجع أهالي الأسرى مختلف عن أوجاع أهالي الشهداء العظماء أو الجرحى، فهم كمن يجبره الخبر على الإنفراد بنفسه في غرفة مظلمة ويستمر في البحث عن مفتاح النور الذي يرد له ولو بصيص من أمل أو قليل من تفاؤل نسبي يعينه على الاستمرار والبحث.

تتقارب اللقطات رغم اختلاف شخصياتها فأسرانا انطلقوا في دروب العز والشموخ والارتقاء مع الله، وحفرت معاناتهم قضية اليمن المقهور في صخور الدهر، في حين العكس التام هو ما انطلق إليه جنود التضليل والبغي والإجرام، وهذا ما أكدته مواقف القيادات للطرفين.

تجردت قوى العدوان في كل تعاملاتها مع الأسرى من الإنسانية والقيم والأخلاق والمبادئ، وأضافت ختم التوحش والعنجهية مع كل الأسرى وأعني بكل أي كل أسير وصلت إليه يد الظلم العدوانية حتى وإن كان مسجّلاً في قوائمها جندياً لها قضى مدته وشاء القدر أن يقع في الأسر.

تسعى أياديهم الدموية للتخلص من الأسير بدون أدنى محاولة للتفكير في طرق إخراجه من سجنه وإنقاذه من ما هو فيه، وعلى العكس تماماً يشهد التاريخ بصفاء تعامل القيادة اليمنية مع الأسير كائناً من كان ورغم أي موضع تم أسره خلاله.

يكفي للمتأمل من هذه النافذة أن يجزم بأن ما يحدث هو صراع على حق يتجسد في طرف واحد ولا يمثله سواه، فكيف بمن تأسّى بنبي الرحمة إلا أن يكون رحمةً نازلةً على هذا الأسير سواء كان مضلل أو صاحب قضية باطلة فهنيئاً لمن يقع في أسر يد الحق فما هي إلا فرصة له من المولى ليعدّل مسار انطلاقته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com