تهامة..سلة الفواكه والحبوب تستحق المزيد من الدعم
أفق نيوز / يحيى قاسم المدار
تعتبر تهامة الخير الممتدة من محافظة تعز حتى نهاية محافظة حجة المخزون الاستراتيجي للبلاد من الفواكه والخضروات والحبوب بأنواعها، هذا العام عمت البركات وأنزل الله أمطار الخير والبركات في ربوع البلاد..
أبناء تهامة وأثناء زيارتنا لهم شكروا الله على هذه النعمة التي لم يروا مثلها في الخير، وقد نزلت السيول إلى مناطق لم تصلها لأكثر من أربعين سنة، ويرجعون ذلك إلى عدد من الأسباب من أهمها قيام قيادة مؤسسة بنيان التنموية وغرفة طوارئ وادي مور بالعمل الجاد لشهور في إزالة الترسبات في مجرى الوادي وكذا إزالة أشجار( السيسبان)، وهي عبارة عن أشجار زرعت لمنع التصحر، وبالتعاون مع أبناء وادي مور تم العمل لأشهر على إزالة كل ما كان يقف عائقا أمام تدفق السيول، كذلك إدارة المياه وإدارة القنوات الرئيسة والفرعية إلى الحقول، وتقسيم المياه كلا بحسب احتياجه للماء دون إقتار أو إسراف، بعد أن كانت المياه تصب لهوامير استأثروا بكل شيء في البلاد طيلة نصف قرن من الزمان، لم يكن للمسكين من أبناء تهامة أي نصيب إلا ما نزل من السماء..
الآن وبفضل الله ارتوت كل المزارع وعمت البركات بل إن بعضا منهم يشكو من ازدياد تدفق المياه التي بدأت تخرج من الأرض وتتفجر عيونا بين مزارعهم وهم بانتظار تدخل سريع لإيقافها بأي طريقة من المصدر الرئيس لوادي مور أو حجزها في السد، فمن شكواهم لمسنا أن زيادة المياه ستؤدي إلى تضرر مزروعاتهم وتلفها، ومن المهم الإشارة إلى أن الأمطار ما زالت تنزل عليهم حتى شهر تسعة وهي عادة لا تنزل في هذا الشهر وما بعده بسبب تغير الفصل إلى الخريف الذي فيه يبدأ جني المحاصيل الزراعية.
أبناء تهامة قد استعدوا استعدادا تاما لهذا الموسم الزراعي بزراعة أكبر مساحة لديهم وكانت لديهم استجابة سريعة للزراعة بعد أن لمسوا الدعم والإسناد من المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب التي شجعتهم على الزراعة بعد أن رصدت الكثير من الجوائز المحفز ومنها جائزة الشهيد الرئيس صالح الصماد التي ذهب لأحد أبناء وادي مور وفاز بالمركز الأول في زراعة الحبوب، وهم هذا العام يطمحون في حصد أكثر الجوائز وإنعاش السوق المحلية بالمنتجات البلدي الأكثر فائدة وغذاء، وعن الزراعة للحبوب أكد أحد المزارعين في تهامة بأن خير هذا العام غير.. فالأرض -كما يقول- التي تعطي خمسين قدحا من الحبوب ستعطي هذا العام أكثر من مائة وخمسين قدحا وبفضل الله نستطيع أن نؤمن غذاءنا ونصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بل ونصدر ما فاض لدينا من المحاصيل لو سمحوا لنا بالتصدير..
هذا الطموح وجدناه عند الكثير من المزارعين من أبناء تهامة الذين يهتمون بأرضهم ويبذلون جهدهم وكل طاقاتهم من أجلها، ويقول مزارع آخر: الحمد لله نحن في تهامة نزرع الفواكه والخضروات بأنواعها وكذا الحبوب ومستكفين ذاتيا ولا نريد من أحد أن يعطينا، ومن بعد ما جاءت المنظمات خربت علينا أعمالنا وقد ركن الكثير من المزارعين على ما يعطونه من دقيق وزيت وسكر وترك زراعته، وأنا أنصحه يرجع لزراعة أرضه ويأكل منها لأن هذه المنظمات ما تدوم له ما يبقى له إلا أرضه وخيرها..
خيرات وادي مور يجمعها سوق القناوص بمديرية الزهرة، وهو سوق تجاري تباع فيه الحبوب بأنواعها وكذلك المواشي وغير ذلك، لكن ما يشكوه المزارعون هذا العام هو تدني أسعار الذرة التي وصلت في العام الماضي إلى أسعار خيالية يؤكد البعض أنه تم بيع القدح 60 كيلو جراماً بأكثر من ثلاثين ألف بسبب الطلب المتزايد عليها داخليا وأيضا لدول الجوار بعد أن سمحت بتصديرها، لكنها هذا العام منعت التصدير، والطلب عليها من السوق المحلية قليل جدا لعدم الوعي بفائدتها الغذائية على الصحة والجسم، يؤكد مزارعون أن سعر القدح هذا العام يباع بمبلغ زهيد لا يتجاوز الثمانية آلاف ريال قبل موسم الحصاد وأن هذا السعر سينقص إلى النصف في موسم الحصاد وهذا يعتبره المزارع التهامي خسارة..
المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب قامت مشكورة بشراء كميات لابأس بها من محصول الذرة من المزارعين في تهامة رغم سوء التخزين لهذه المحاصيل وتعزي ذلك لتشجيع المزارعين، وحتى تمكنهم من مواصلة الزراعة وعدم قطع أشجار الحبوب كعلف للحيوانات كما هو متعارف في تهامة، وهو ما انعكس إيجابا على نفسيات المزارعين الذين تمنوا الحصول على سوق خاص بالحبوب وأسعار معقولة وتنظيم لعمليات الزراعة والحصاد بالمورثات الشعبية التي يفقدها الكثير وقد عزف عنها المزارعون وتناسوا الكثير منها وقد أصبحت العديد من المناطق مهجورة من المزروع أو عشوائية في الزراعة بسبب الكلفة الكبيرة لخبراء زراعيين كما يؤكد ذلك التهاميون..
* نقلا عن صحيفة الثورة