بعد تكبدها خسائر فادحة .. السودان تبحث عن الهروب من المستنقع اليمني
903
Share
أفق نيوز- تقرير
عاد الجدل من جديد حول ملف مشاركة القوات السودانية في تحالف العدوان على اليمن، بعدما أعلن عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، في 8 ديسمبر الجاري عن نية بلاده سحب قواتها من التحالف عقب خسارة السودان ثلث قواته في اليمن.
وقال حمدوك في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن عقب زيارته للولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي بإن بلاده قامت بتخفيض عدد الجنود السودانيين في اليمن إلى خمسة آلاف كخطوة أولية استعداداً لسحب كافة القوات من اليمن، مؤكدا بأن الحل في اليمن سياسي ولا يمكن حسمه عسكرياً.
وكشفت وسائل إعلام سودانية نهاية أكتوبر الماضي بإن نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو، أعطى أوامر بسحب 10 آلاف من القوات السودانية في اليمن، وذلك في اجتماع ثلاثي شهد حضور ممثلي مجلسي السيادي والوزراء وقوى الحرية والتغيير، بالقصر الرئاسي.
خسائر فادحة للجيش السوداني
وقال المحلل السياسي اليمني ناصر العمري لموقع “الخليج أونلاين” اليوم الثلاثاء، أن البشير أدخل السودان في مستنقع حرب اليمن، وتسبب في خسارة عناصر الجيش وورطه في صراعات وتوترات وتصفية حسابات ليس له دور فيها، بهدف الاستفادة من أموال الحرب “هو وأعوانه.
وكشف متحدث القوات المسلحة اليمنية في 2 نوفمبر الماضي إن “إجمالي خسائر مرتزقة الجيش السوداني منذ بداية العدوان على اليمن تجاوز الـ8 آلاف قتيل ومصاب منهم 4253 قتيلاً”.
وتمكن الإعلام الحربي اليمني من كشف أول خسائر الجيش السوداني بشكل علني بمعارك جبهةً الساحل الغربي إذ كانت الإمارات تهدف للسيطرة على مدينة الحديدة، والمناطق الحدودية مع اليمن في “ميدي وحرض”، إلا أن السعودية سرعان ما قامت بسحب لتلك القوات لحماية حدودها من هجمات القوات اليمنية التي تمكنت من تحقيق إنجازات عسكرية واسقاط العديد من المواقع السعودية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز” في سبتمبر 2018، عن قائد قوات الدعم السريع في السودان الفريق محمد حمدان حميدتي، اعتراف رسمي من السودان بمقتل 412 جندياً سودانياً، بينهم 14 ضابطاً، في جبهة الساحل الغربي.
تلك الخسائر الفادحة للقوات السودانية شكلت ورقة ضغط شعبي ورسمي على حكومة الخرطوم خاصة منذ اندلاع الثورة الشعبية التي تمكنت من الإطاحة بنظام البشير في إبريل الماضي.
وفي 27 مارس 2015م أعلن وزير الدفاع السوداني المكلف وقتها، الفريق أول ركن مصطفى عثمان عبيد، عن مشاركة الجيش السوداني في “تحالف العدوان على اليمن” حيث أرسلت الخرطوم ما بين 20 و30 ألفاً “بحسب تصريحات صحافية سابقة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) غالبيتهم من قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في دارفور غربي السودان، استخدمتها السعودية والإمارات في الخطوط الأمامية خلال قتال اليمنيين.