السعودية لا تريد إنهاء الحرب وتسعى للتهدئة المفتوحة لا للسلام الدائم
أفق نيوز /
وعن الضجيج الحاصل حول المفاوضات الجارية بين الجانبين اليمني والسعودي، لفتت المصادر إلى أن البحث منصبّ على تفاصيل عسكرية تكتيكية ، من دون الغوص في الأمور الأساسية .
أما في شأن أزمة حفظ ماء وجه المملكة ، والتي تصاحب المفاوضات منذ سنوات ، فتعتبرها المصادر ادّعاءً غير واقعي كذّبته الأحداث ، ويُستخدم كساتر لإجبار صنعاء على تقديم تنازلات جذرية. فالقيادة السعودية لا تزال توهم نفسها بأنها في موقع المبادر والقادر على تحقيق الإنجازات ، بل وحسم المعركة على الأرض.
وعلى حدّ وصف مطلعين على المفاوضات، فإن السعودية الرابحة والمرتاحة هي ذاتها المأزومة والخاسرة، لم يتغير شيء في استراتيجيتها (إن وجدت) ولا في تكتيكاتها، وكأن الإخفاق الذي لحق بها على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية كافة لم يصل إلى مسؤوليها الذين لم يغادروا العقلية السابقة القائمة على الاستعلاء والعناد .
الإضافة الوحيدة بعد كلّ سنوات الحرب المؤلمة، كما تقول المصادر، أن مسؤوليها من المستويات المتوسطة يمارسون في التواصل مع صنعاء مزيداً من المراوغة، من دون أن يقدّموا خارطة سياسية أو عسكرية يمكن المضيّ بها إلى خاتمة المسار التفاوضي.
أما حلفاء السعودية الغربيون وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا فيشجعون على تخفيض التصعيد، وتفعيل الهدنة التي يعدّونها إنجازاً بحدّ ذاته ينبغي تفعيله، وخصوصاً أن كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا منشغلة بأمورها الداخلية. إذ أن بريطانيا عاكفة، وفق ما يؤكد سفيرها في اليمن مايكل أرون في لقاءاته مع المسؤولين والشخصيات اليمنية، على مسألة «بريكست» والانتخابات البرلمانية، الأمر الذي يصرف اهتمام حكومتها عن المتابعات الخارجية، في حين أن الولايات المتحدة منشغلة بقضية عزل الرئيس دونالد ترامب في الكونغرس، بالتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية .
وعليه، فإن كلّ ما تسعى إليه العاصمتان (لندن وواشنطن) من التهدئة هو أن لا تُستغلّ القضية الإنسانية اليمنية في الصراع المحلي لبلديهما من قِبَل الخصوم السياسيين.
الأخبار اللبنانية