غريفيث شاهد الزور الأممي
تتظاهر الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وبعثتها في الحديدة وكأنهم عاجزون عن إلزام قوى العدوان ومرتزقتهم بتنفيذ اتفاق السويد، ولكن سرعان ما تنكشف سوءة الأمم المتحدة ومبعوثها الأخرق المنافق الذي أثبت بأنه بوق للنفاق الأممي، وأداة من أدوات العدوان على بلادنا، تفضحه إحاطاته الأممية المشبعة بالكذب والتلبيس والتدليس والتي لن يكون آخرها زعمه بأن الغارات الجوية على بلادنا توقفت نهائيا، رغم أنه يعلم علم اليقين بأن الغارات لم تتوقف على صعدة وحجة حتى بعد اتفاق السويد، حتى الحديدة التي خصها اتفاق السويد بوقف الغارات الجوية لم تسلم من تعرضها للقصف لعدة مرات، ولو أن مارتن غريفيث يمتلك ذرة إنصاف لما تجرأ على التسويق لهذه الكذبة الكبرى، وخصوصا أن طائرات العدوان الذي قال بأنها أوقفت شن غاراتها ارتكبت العديد من الجرائم والمذابح النكراء ولعل أكثرها وحشية وإجراما جريمة استهداف أسرى المرتزقة في مركز التوقيف بكلية المجتمع بمحافظة ذمار، الجريمة المثبتة والمعترف بها والموثقة بالصوت والصورة، والتي لا يستطيع غريفيث انكارها أو نفيها بعد أن شهد العالم بأسره على تورط قوى العدوان في تلكم الجريمة، علاوة على جرائم مماثلة ارتكبتها وما تزال طائرات التحالف السلولي.
وفوق ذلك جاءت إحاطة غريفيث الأخيرة بالتزامن مع تكثيف قوى العدوان للغارات الجوية وتوسيع نطاقها لتشمل العديد من المحافظات والمدن اليمنية في تصعيد خطير، كان المفترض أن يحظى بإدانة المبعوث الأممي وأن يضمنها إحاطته أمام مجلس الأمن، ولكنه أصر على الترويج للكذب والتدليس، وتلميع صورة السعودية والإمارات، ولأنه باع نفسه وضميره للمال السعودي المدنس، وبات رهينة للسياسة الأمريكية التي تتبناها الأمم المتحدة نتيجة الضغوطات الأمريكية واللوبي اليهودي، ولم يكتف غريفيت بشهادة الزور المتعلقة بتوقف الغارات، بل ذهب للحديث عن الجسر الجوي الخاص بالحالات المرضية المستعصية التي تحتاج إلى علاج في الخارج، حيث ادعى تشغيل رحلات جوية لنقل المرضى، رغم أنه لم يحصل من ذلك أي شيء، وما يزال المرضى في فنادق العاصمة ينتظرون موافقة قوى العدوان على السماح بتشغيل الأمم المتحدة الجسر الجوي لتمكينهم من السفر للعلاج، بعد أن ادعت الأمم المتحدة بأن قوى العدوان رفضت السماح بتشغيل الجسر الجوي لنقل المرضى، الذين تم جلبهم من مختلف المحافظات بهدف السفر إلى الخارج للعلاج لإنقاذ حياتهم، حيث يصارعون الموت ويعيشون في ظل أوضاع مريرة على أمل السفر الذي طال انتظاره.
اللواء محمد القادري عضو الفريق الوطني في لجنة التنسيق المشتركة لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار واعادة الانتشار كشف عن قيام قوى العدوان بعرقلة دخول فرق الرقابة والتفتيش الأممية إلى ميناء الحديدة، رغم استكمال الفريق الوطني كافة الأعمال اللوجيستية اللازمة لاستقبال الفرق التابعة للأمم المتحدة، ومن ضمنها تجهيز موقع مهبط الطائرات المروحية التابعة للأمم المتحدة، لتسهيل عمل فرق الرقابة والتفتيش، وطالب القادري بضرورة إشراك الأمم المتحدة في نقاط مراقبة وقف إطلاق النار لوضع حد لجرائم المرتزقة، وهي نقاط لم يتطرق إليها غريفيث في إحاطته الأخيرة التي يجب أن تتعاطى معها القوى الوطنية بمسؤولية، فمثل هذا المبعوث لا يستحق أن يحظى بأي اهتمام، ما دام على هذه الحالة من النفاق والكذب والتدليس.
بالمختصر المفيد، غريفيث وصل صنعاء وينبغي أن لا يكترث الجانب الوطني لهذه الزيارة، وأن لا يحظى بالاهتمام مقابل عدم اهتمامه بمعاناة اليمنيين وانحيازه المفضوح ومغالطاته المكشوفة التي يغالط بها المجتمع الدولي والرأي العام العالمي والتي تطيل أمد الأزمة اليمنية، وتتيح لقوى العدوان ومرتزقته ارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح الوحشية في حق المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومبعوثها الذي بات (غريما) لكل اليمنيين الشرفاء، وشريكا للسعودي والإماراتي ومرتزقتهما في عدوانهما وصلفهما ووحشيتهما، فالمعطيات تؤكد أن لا خير في غريفيث ولا الأمم المتحدة، وأن الحل يكمن في المواجهة والتحدي والضرب بيد من حديد لتأديب الغزاة المعتدين والمرتزقة المنافقين.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.