“البنيان المرصوص” بين الحواريّين و تُكتُك المرتزقة
إلى اليوم لا زلتُ أجمع فرحتي المنتشية المتبخترة الرّاقصة على بساط الرّوح والتي استقبلت انتصارات: البنيان المرصوص على سجّادة ما بين الحمرة والزّرقة، فالأحمر هو لون العشق لهذا النّصر، والأزرق هو لون الحرّيّة، وحين لم أستوعب تلك الانتصارات فليس عن ضعف إيمان بالنّصر؛ فنحن المؤمنون به منذ أول يوم للعدوان الظالم على هذه البلدة الطّيبة ولكن حجم الانتصارات.. توقيتها.. خططها.. استراتيجيتها.. تنفيذها.. وكلّ ما يدور في حسم واستعادة ونزع الحقّ من بين أنياب الأفاعي الرّخيصة في زمن قياسي وأيام قصيرة معدودة لهو أمر يستحقّ التأمل، ويستوقف الرّوح لسجود طويل للّه حمداً وشكراً فهو من نصر رجاله الذين صنعوا المجد بلا منافس، وقد كان اللّه معهم وقد جنّد لهم من السماوات والأرض جنوداً لا نراها وكيف لا تقاتل معهم جنود السّماوات والأرض وهم الربيّون وحواريّو العصر والأوان، وهم رجال اللّه من جُمِعت فيهم صفات العظماء من التّاريخ الإنساني.
وأقول الإنساني وليس البشري تخصيصاً ويقيناً أنّ الحسم الذي أقدم عليه الأبطال في ساحات الشّرف هو حسم متنامٍ مع الإنسانيّة والتزام أدبيّات الحرب وأخلاق القرآن، وفي القرآن نهج الإنسان القويم؛ فحين يأسر رجال اللّه من المرتزقة وأربابهم فأخلاقيّات الإنسان و الخلق المحمّدي القرآني هو من يتحكّم في المواقف، وإن انتصر رجال اللّه فأيضا بخلق القرآن يرون النّصر، ولقد بدا قمر الزّمان بطلّته البارحة قائداً من قادة النّصر وهو السيّد / عبدالخالق بن البدر الحوثي فرأيت فيه السيّد القائد صوتاً وتقاسيم وجه ولعلّه قلبه وروحه أيضاً؛ فأدركت سرّ النّصر، وبطُل العجب فحين يقود أعلام الهدى المعارك فهم ينتصرون، وحين ينتصرون فهم يردّون ذلك النّصر للّه، نعم صرّح السيّد/ عبدالخالق الحوثي، وحمد اللّه على هذه الانتصارات ولم ينسَ الشّهداء، ودماءهم، وهم الركيزة الأولى للنّصر والثبات بعد اللّه (سبحانه ).
وإلى هنا ارتضى لي هذا الحرف المتواضع أن أخطّ به ما خالجني من عزّة وشموخ وكبرياء، ولست وحدي فكلّ النّصر للحقّ، وكلّ الحقّ مع كلّ حرّ أبيّ للضّيم.
اليوم أيضاً عرفت سر التُّكتُك بتشديد التّاء الأولى للكلمة وضمّ التّاءين، فانتابتني موجة ضحك من الأعماق يوم اختبأ المنهزمون وراء ألفاظهم التّشدقيّة المزيّفة، واستعراضاتهم الديكيّة ليقولوا: إنّ انتصارات رجال اللّه هي بسبب انسحاباتهم التّكتيكيّة، و(ياعيني) على المتكتكين، وقد فشلوا وذهبت ريحهم، وقد كذبوا وقد أوغلوا في التّضليل والغرور حتّى تمّ تحرير 2500 كيلو متراً من الأرض، ونزعها من أياديهم النّجسة التي هي أيادي أمريكا والاستكبار العالمي كما تجندلت جثثهم ككلاب الشّوارع و امتلأت نتانتهم، وكما تمّ أسر قطيع كبير منهم، ولا زالوا يضحكون على الحمقى بأن تكتكتهم هي من سنح بالفرصة لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة بأن يتقدّموا بالانتصارات، لأفسّر تكتكتهم واستبدلها بتُكتكهم والتُّكتُك عند المصريين كالهودج لكنّه موصول بخيل أو حصان يستعرضه ويؤجره صاحبه للزواّر من مصر وغيرها وربّما لازال استخدامه في ريف مصر استخداماً فاعلاً، بينما تُكتُك المرتزقة هو حمار عقولهم وإعلامهم المتخبّط..
نعم.. هو حمارهم الذي أسروه في نهم قبلا، ولعلّهم مدّة الخمس سنوات وهم يحاولون إعادة هندمته وترقيعه بتُكتُك جديد، وتلبيسه بتكتكتهم طاغية الذّكاء فاحشة الحذق!!
عجيب أمرهم وتُكتُكهم!!
فإلى لقاء مع تُكتُك آخر لهم، وموعد جديد مع انتصارات أكبر نحمد اللّه كثيراً ونسبّحه كثيراً، ونجلّه ونشكره على منحه لنا من نسل محمّد، وعبق من هداهم..
نحمده على علم الهدى ورجاله، ونهنئ أنفسنا بهذه الانتصارات الأسطوريّة الملحميّة التي لو تترجمها آلاف المجلدات فلن تسعها.. لكنّه الحقّ والعدل من اللّه الذي وعد فآمنا حين قال: (وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين).
هنيئا للسيّد القائد وحوارييه، وكلّ رجال اللّه حواريو عصرنا هذا، وكلهم ربّيّون، وما عاد من شك بعد أن لقفت عصاهم حنشان أمريكا وعصيّها الهزيلة وحبالها المهترئة من مرتزقة مهاني الكرامة.. منزوعي الرجولة.. منكّسي الرؤوس، ولا عزاء.