انتصارات كبرى وتقدم مستمر للجيش السوري على حساب الجماعات الإرهابية في إدلب
أفق نيوز /
كشفت العديد من المصادر الميدانية أن أبطال الجيش السوري تمكنوا خلال الايام القليلة الماضية من التقدم بسرعة كبيرة في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية لمحافظة “إدلب” واستطاعوا الحاق العديد من الهزائم المتتالية بالجماعات الإرهابية المتمردة التي كانت تسيطر على تلك المناطق. ولفتت تلك المصادر إلى أن القوات السورية بدأت عملياتها العسكرية جنوب شرق محافظة “إدلب” في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي بعد قيام الجماعات الإرهابية بخرق اتفاق وقف إطلاق النار ونجحت تلك القوات السورية في اليوم الأول من العمليات من السيطرة على 9 مناطق تغطي مساحة تبلغ حوالي 55 كيلومتراً مربعاً.
وليلة السبت الماضية، عندما تم طرد الجماعات الارهابية من بلدتي “تلمنس ومعرة الشمسة”، كانت جميع وسائل الإعلام تنتظر الإعلان عن تحرير مدينة “معرة النعمان” المهمة والاستراتيجية، لكن مسار التطورات الميدانية في تلك المناطق تغيّر وذهب في منحىً آخر. وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من التقارير الاخبارية أن قوات الجيش السوري أصبحت على بعد أقل من كيلومتر واحد من بلدة “معرة النعمان” وطريق “دمشق حلب” الدولي، لكن القادة الميدانيين تصرفوا وفقًا لخطة محددة مسبقًا ولم يدخلوا هذه البلدة وذلك من أجل أن يثبتوا بأن العمليات العسكرية التي يقومون بها في جنوب شرق محافظة “إدلب” تسعى لتحقيق أهداف أكبر.
ولفتت تلك التقارير إلى أن جولة جديدة من الهجمات على الجماعات الإرهابية بدأت مساء يوم الأحد الماضي من بلدة “أبو دفنة”، وتمكنت القوات السورية من اختراق الخطوط الدفاعية الامامية للإرهابيين بعد اشتباكات عنيفة واستطاعت احكام سيطرتها على بلدة “الغدفة” وفي الوقت نفسه، شنت مجموعة أخرى من قوات الجيش السوري هجمات عسكرية جديدة ضد الإرهابيين من أطراف بلدة “تلمنس”، وتمكنت بعد اشتباكات عنيفة من تطهير بلدات “معرة الشورين والزعلانة” من قبضة الجماعات الارهابية وتمكنت أيضا من فتح الطريق “دمشق حلب” الدولي. ومع تحرير هاتين المدينتين الاستراتيجيتين المهمتين، استطاعت القوات السورية الوصول إلى عدة عشرات من الكيلو مترات من الطريق السريع الرابط بين مدينتي دمشق وحلب وتمكنت أيضا من زيادة الضغط على العناصر الإرهابية في بلدة “معرة النعمان” من الجهة الشرقية والجنوبية لقاعدة “وادي الضيف” العسكرية.
وفي مساء يوم الأحد الماضي، واصلت القوات السورية غاراتها الميدانية على الأطراف الشمالية لبلديتي “معرة الشورين والزعلانة” وذلك بعدما أغلقت الطريق السريع الدولي الرابط بين مدينتي دمشق وحلب، ونجحت في طرد الجماعات الارهابية منها وتحرير بلدتي “بابيلا والدانا”. وبتطهير هاتين البلدتين المهمتين، تمكن أبطال الجيش السوري من قطع الطريق أمام الارهابيين المتمركزين في بلدة “خان السبل”، الامر الذي أدى إلى عدم مقدرتهم من الوصول إلى بلدة “معرة النعمان” وتمكنت قوات الجيش السوري أيضا من الاقتراب كثيرا من مدينة “أريحا” المهمة من محور بلدة “الدانا”.
وهنا تجدر الاشارة إلى أن العبور من الطريق السريع والسيطرة على أجزاء واسعة منه، وقطع الطريق أمام الإرهابيين ومنعهم من الوصول إلى بلدة “معرة النعمان”، وتحرير بلدة “الصوامع” وتقليص المسافة إلى بلدة “أريحا”، قد أظهرت جوانب أخرى لما يحدث في محافظة “إدلب” ولقد أدرك الإرهابيون في نهاية المطاف أن هدف القوات السورية ليس فقط تحرير مدينة “معرة النعمان”.
وفي صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الميدانية أن قوات الجيش السوري واصلت عملياتها العسكرية صباح يوم أمس الاثنين جنوب شرق محافظة “إدلب” وبالتحديد من المحور الشمالي لبلدة “جرجناز” (إحدى ضواحي بلدتي أبو دفنة والغدفة)، وتمكنت من طرد الإرهابيين من بلدتي “معصران وخربة مزين” والسيطرة عليهما. وبتطهير هاتين البلدتين وتحرير مرتفعات “الشيخ” من قبضة الجماعات الارهابية، تمكنت القوات السورية من تقليص المسافة بينها وبين مدينة “سراقب” الاستراتيجية إلى نحو 13 كيلومتراً، وهذا الامر يشير إلى أن الانتقال إلى هذه المدينة الاستراتيجية كان مدرجاً أيضًا في جدول أعمال القوات السورية.
ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن القوات السورية شنت عملية عسكرية أيضا من المحور الشمالي والشمالي الشرقي لبلدة “جرنجاز” (الضاحية الشمالية لبلدتي معصران وبابيلا)، باتجاه بلدة “خان سبل” ولا تزال الاشتباكات العنيفة مع العناصر الإرهابية التي تسيطر على هذه المدينة المهمة والاستراتيجية متواصلة حتى هذه اللحظة. وبتطهير بلدة “خان سبل” سوف تتمكن القوات السورية من فتح الطريق إلى مدينة “سراقب” التي تعتبر البوابة الشرقية لمدينة “إدلب” (عاصمة محافظة إدلب وآخر قاعدة للجماعات الإرهابية)؛ والتي يعبر من خلالها أيضا طريق “دمشق – حلب” الدولي.
وأشارت تلك المصادر الميدانية إلى أن عمليات الجيش السوري، لا تزال جارية لتطهير بعض البلدات التي لا تزال قابعة تحت سيطرة الجماعات الارهابية والواقعة جنوب مدينة “معرة النعمان”؛ وذكرت تلك المصادر إلى أن القوات السورية فرضت أيضا حصاراً خانقاً على نقطة تفتيش تابعة للجيش التركي واقعة بالقرب من بلدة “معرة الحطاط” وتمكنت أيضا من طرد الكثير من العناصر الارهابية من بلدتي “العامودية والبسيدة”.
وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، نفذت قوات الجيش السوري أيضا عملية ضد الإرهابيين في ضواحي بلدة “التح” خلال الساعات الماضية وتمكنت من تطهير مستوطنات “معراتة، والحامدية، ودار بسيدة، وكفر باشين، وبابولين وصهيان” الواقة في جنوب شرق محافظة “إدلب”. وتحاول قوات الجيش السوري المتمركزة على مشارف مدينة “الحامدية” في وقتنا الحالي مواصلة تقدمها على المحور الشمالي وزيادة الضغط على الإرهابيين في بلدة “معرة النعمان” من المحور الغربي وقطع اتصالهم ببلدة “كفر نبل”.
كما أن الأخبار القادمة من الضواحي الشمالية لمدينة الدانا” التي تم تحريرها حديثًا، أكدت على أن القوات السورية تخطط لمواصلة تقدمها للوصول إلى بلدة “أريحا”، وكذلك تكثيف الضغط على الإرهابيين في بلدة “معرة النعمان” من المحور الشمالي الشرقي؛ وهنا يمكن القول أن وصول القوات السورية إلى بلدة “أريحا” يعني قطع خطوط اتصال الإرهابيين من جنوب مدينة “إدلب” ومنعهم من الوصول إلى مدينة “سراقب” الاستراتيجية.
وفي صعيد متصل، ذكرت العديد من المصادر الميدانية أن القوات السورية نجحت منذ شنها لعمليات عسكرية واسعة يوم الجمعة الماضي على المناطق الجنوبية الشرقية لمحافظة “إدلب”، من تحرير 28 بلدة من قبضة الجماعات الارهابية وتوسيع المنطقة التي تم تطهيرها إلى حوالي 250 كيلومتراً مربعاً. وتُظهر التطورات الميدانية أن حصار القوات العسكرية السورية لمدينة “معرة النعمان” المهمة والاستراتيجية، وتطهيرها لبلدة “خان سبل” وفتحها للطريق الواصل بين مدينتي “أريحا وسراقب”، كان على جدول أعمالها منذ اليوم الاول وهذه التطورات الميدانية تمكنت من تغيير قواعد اللعبة في محافظة إدلب بزاوية تقدر بنحو 180 درجة.
وفي الختام يمكن القول أن التقدّم الكبير الذي حققته قوات الجيش السوري في محافظة “إدلب”، أدّى إلى تزايد المخاوف لدى التحالف الغربي العربي الصهيوني وفي هذا الصدد، انتشرت بعض التقارير الاخبارية خلال الايام القليلة الماضي التي تحكي بأن أمريكا وحلفاءها في المنطقة يتجهزون لشن هجمات كيميائية على المناطق الجنوبية الغربية لمحافظة “إدلب” وبعد ذلك سوف يقومون بتوجيه أصابع الاتهام نحو دمشق وذلك من أجل إنقاذ ما تبقّى من العناصر الارهابية في تلك المحافظة ومنع تقدّم القوات السورية في ذلك المحور الاستراتيجي.
الوقت