الطلاب يصرخون : فيروس كورونا وقطع مخصصاتنا المالية (( دمرنا نفسياً ))
رعب وخوف وقلق وجوع ومصير مجهول، هذا هو حال 170 طالباً يمنياً، يواجهون الموت في مدينة ووهان الصينية- مركز انتشار وباء فيروس كورونا القاتل- يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة ومحبوسين في منازلهم وداخل غرفهم، خاصة وهم بدون مستحقات مالية لمدة أكثر من ثمانية أشهر، وفيروس مرعب يتربص بالجميع، فيما حركة الطيران ووسائل النقل موقفة والمحال التجارية والمطاعم، والمصارف والبنوك مغلقة، بفعل الحجر الصحي الذي فرضته السلطات على المدينة .
تجد سكنهم الجامعي قد تحول إلى سجن مُرعب، فالجميع غادروا، والمكان أصبح موحشاً وخانقاً، بينما الوباء يتربص بضحاياه في الشوارع لتكون الحيطان الاربعة سجناً لمن غدرت به شرعية الفنادق الفاسدة .
فالمدينة التي شكلت بؤرة لانتشار فيروس كورونا المرعب ، غادرها الطلاب العرب من تونس والجزائر ومصر ولبنان وفلسطين والأردن والبحرين وعُمان وليبيا والسعودية وغيرها، تم اجلاؤهم ، وضع خلّف حالة من القهر والحزن الشديد تجتاح الطلاب اليمنيين وعائلاتهم والذين ذهبت استغاثاتهم ونداءاتهم أدراج الرياح .
أفق نيوز / الثورة / محمد شرف
استغاثات.. دون فائدة
تصدرت مئات النداءات والاستغاثات التي أطلقها طلاب اليمن في الصين بصفة عامة ومدينة ووهان بصفة خاصة، مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيها الطلاب اليمنيون أنهم يواجهون الموت ألف مرة باليوم في ظل فيروس يتربص بالجميع ومستحقات مالية مقطوعة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ومنذ ما يُقارب الشهر وما زال الطلاب اليمنيون محبوسين داخل منازلهم ينتظرون مصيرا مجهولا. حيث يقول الطالب عبد الله: (نحن مدمرون نفسيا، الجميع غادر المكان، نواجه الموت ألف مرة باليوم، لماذا هذا الصمت، نحن في جحيم، نتضور جوعا، ولم نلق سوى تصريحات فارغة يطلقها أصحابها من فنادق خمسة نجوم في الرياض، بينما نحن معرضون للموت في أي لحظة، كل لعنات الدنيا تنصب عليهم داخل غرفهم في فنادقهم الفاخرة).
من جانبه قال الطالب فهد الطويلي الذي يسكن قلب مدينة ووهان في تسجيل صوتي له :(170 طالبا يمنيا يعيشون في المدينة الموبوءة، لا أحد يهتم بنا، الجميع من زملائنا من الطلاب العرب غادروا المدينة، لم يبق سوى نحن).
الطالب سلمان راجح يدرس في مدينة ووهان الصينة (مركز الوباء)، أكد بأن عدد الاصابات بالفيروس يتزايد بشكل مستمر، مشيرا إلى أن هناك 14 ألفا و400 إصابة و304 حالات وفاة مؤكدة بالمدينة.
وأشار إلى أن الحكومة الصينية قامت بتنفيذ حجر صحي على المدينة لمحاصرة الفيروس، فتم اغلاق المحال التجارية وتم ايقاف حركة وسائل النقل وإغلاق المطاعم وايقاف حركة الطيران ، ولا يستطيع أحد مغادرة المقرات السكنية.
بينما يقول طالب آخر :(كل الأبواب أغلقت امامنا، وما يزيد معاناتنا هو انقطاع مستحقاتنا المالية منذ أكثر من ثمانية أشهر. نطالب بسرعة إجلائنا كما فعلت حكومات الدول الأخرى، نحن امام مسؤولين فاسدين يحتاجون لمحاكمة جراء قطع المستحقات المالية لأكثر من ثمانية أشهر، وتجاهل نداءات الطلاب واستغاثاتهم.. هذا كفيل بسجنهم، لما قد يتسبب بوفاة عشرات الطلاب، لا سمح الله).
ويقول آخر في تسجيل صوتي عبر تطبيق الواتس آب :(خوفنا الشديد من الخروج والاختلاط، يُحتم علينا البقاء في غرفنا، فيما طعامنا بدأ ينفد، ولا يوجد معنا من المال ما يكفينا لعشرة أيام.. نحن في وضع لا يُحسد عليه).
اتهامات لحكومة الفنادق
وفي تصريح إعلامي له، قال رئيس الاتحاد العام للطلاب اليمنيين في الصين عبد الله سيف، إن الطلاب اليمنيين يتعرضون لإهمال كامل من قبل (حكومة الفنادق بالرياض)، غير مكترثة لحياتهم أو محاولة إعادتهم.
وأضاف :(لا توجد أي رحلات مباشرة إلى اليمن، وأغلب الدول لا تقبل دخول الجواز اليمني إلا بتأشيرة واشتراطات معقدة، علاوة على أن السلطات الصينية تفرض حجرا على أغلب المناطق).
ووفقا لمصادر إعلامية؛ فإن الفيروس انتشر في ثلاث مناطق، منها مدينة ووهان التي يقطنها أكثر من 170 طالبا يمنيا، ومقاطعة «جيجيانغ» التي يتواجد بها أكثر من 300 طالب، ومقاطعة «قوانجو» التي يتواجد فيها نحو 500 طالب.
وكان اتحاد طلاب اليمن في الصين؛ قد وجه نداءً عاجلاً شهر يناير الماضي، طالب فيه (حكومة الفنادق بالرياض)، بسرعة اتخاذ إجراءات كفيلة بإنقاذهم من انتشار وباء كورونا في عدد من المدن الصينية.
ونشرت صفحة «اتحاد طلاب اليمن في الصين» على صفحتها في الفيسبوك مناشدة دعت فيها إلى سرعة صرف المخصصات الشهرية المتأخرة للطلاب منذ أشهر لإنقاذهم أولا بلقمة العيش، مطالبين في نفس الوقت بسرعة إجلاء الطلاب اليمنيين من المدن الأكثر تضررا بالفيروس إلى أماكن آمنة داخل الصين أو خارجها قبل الكارثة التي يمكن أن تحصل لهؤلاء الطلاب وتوفير كافة الرعاية لهم حسب ما جاء في المناشدة.
في المقابل؛ لم تبد (حكومة الفنادق)- بحسب وصف الطلاب لها- أي تحرك لتبقى التصريحات هي سيدة الموقف هدفها استهلاك إعلامي رخيص، بينما ينتظر مئات الطلاب الموت في أي لحظة.. في وقت كان يُفترض التحرك في وقت مبكر، قبل أن تُعلن السلطات الصينية الحجر الصحي للمدينة، وعلى إثرها تم إغلاق المصارف والبنوك وايقاف رحلات الطيران. لتبقى جهود السلطات الصينية وحرصها على حياة الطلاب اليمنيين، بقعة بيضاء ومحل اشادة من الطلاب اليمنيين.
من جانبها عبرت حكومة الإنقاذ بصنعاء، عن استعدادها لإجلاء الطلاب اليمنيين من الصين عقب مناشدات أطلقوها بسبب تفشي وباء كورونا، حيث قال مصدر في مكتب رئيس الحكومة في بيان، إن «حكومة الانقاذ الوطني تتابع بقلق بالغ أوضاع الطلاب اليمنيين الدارسين في جمهورية الصين الشعبية في ظل انتشار فيروس كورونا وقيام الكثير من دول العالم بنقل طلابها إلى خارجها أو إعادتهم إلى أوطانهم».
وأضاف البيان: أن الحكومة مستعدة «لاستئجار طائرة تجارية على نفقتها لنقل الطلاب اليمنيين من الصين إلى البلاد كإجراء اضطراري لحمايتهم من المخاطر المُحتملة بسبب كورونا».
وطالبت الحكومة «الأمم المتحدة بالتفاعل مع هذه المبادرة والعمل على اتخاذ الإجراءات التي تساعدها في استئجار الطائرة المطلوبة لإعادة الطلاب إلى اليمن».
ولفتت إلى أنها «ستتواصل مع جميع الدول الراعية للعملية السلمية في اليمن وستبذل قصارى جهدها في سبيل ممارسة الضغوط على تحالف العدوان لضمان نقلهم بأمان إلى الوطن « حد تعبير البيان.
يُذكر أن العديد من الدول العربية، سارعت بإجلاء طلابها من الصين، حيث قامت مصر بإجلاء 300 طالب مصري، فيما أجلت تونس وليبيا والجزائر والسعودية وموريتانيا وفلسطين والأردن، طلابها ومواطنيها من مدينة ووهان.
وبلغ عدد الوفيات بسبب الفيروس الجديد في مدينة ووهان بولاية هوباي وحدها، وهي مركز انتشار العدوى، 811 شخصا، وفقا لمسؤولين صينيين، ما اضطر الملايين من سكان مدينة ووهان في إقليم هوباي وسط الصين – مركز انطلاق الوباء – إلى التزام منازلهم في محاولة لمنع انتشار الفيروس.
وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا وفق احصائيات أولية أكثر من 34800 شخص على مستوى العالم، أغلبهم في الصين.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي حالة طوارئ صحية دولية بسبب انتشار الفيروس المكتشف حديثا.
وظهر الفيروس الذي اكتشف في مدينة ووهان في ولاية هوباي الصينية في ديسمبر الماضي، وهي المدينة التي أغلقتها السلطات لعدة أسابيع.
وأعلنت السلطات الطبية الخميس الماضي وفاة مواطن أمريكي يبلغ من العمر 60 عاما، وهو أول شخص غير صيني يتوفى بسبب الفيروس، وذلك في مستشفى جينينتان في مدينة ووهان الصينية.