بدء التقدّم نحو مدينة #مأرب: وساطات قبليّة لتسليمها طوعاً
أفق نيوز | الأخبار
على رغم محاولات «التحالف» والقوى الموالية له عرقلة الوساطات التي بدأتها شخصيات قبلية من أجل تجنيب مدينة مأرب الحرب والدمار، إلا أن تلك الوساطات بدأت تؤتي ثمارها، وخصوصاً في ظلّ ميل الكفة الشعبية لمصلحة القبائل على حساب قوات عبد ربه منصور هادي و«الإصلاح». وإذا ما تمّ ذلك، فسيفتح الباب أمام تحقّق الهدف الرئيس الذي سعت إليه صنعاء، وهو تحرير موارد مأرب الاقتصادية من سيطرة «التحالف»
بالتوازي مع ذلك، سيطرت قوات صنعاء على معسكر الخنجر جنوب شرق سوق اليتمة الواقع على الحدود مع السعودية، وهو ما يفتح أمامها الباب لاستكمال تحرير مناطق اليتمة والأجاشر ووادي سلبة وأسطر الواقعة في نطاق مديرية خب والشغف الحدودية. أيضاً، توغّلت قوات من الجيش واللجان، أول من أمس، في عدد من قرى مديرية رغوان شمال مأرب، في إطار بدء تقدّمها نحو مدينة مأرب، والتحمت بقوات أخرى موجودة في مناطق الجنع وحلحلان والندر الواقعة في المديرية نفسها. لكن مصادر مطّلعة أفادت بأن وساطة قبلية يقودها عدد من مشائخ محافظة مأرب البارزين بدأت بالتحرك أول من أمس لتجنيب مركز المحافظة الحرب والدمار. تحرّكات كان يفترض أن تُتوّج أمس باجتماع قبلي دعت إليه قبائل عبيدة لتدارس مبادرة صنعاء القاضية بوقف إطلاق النار، مقابل التزام السلطات المحلية في مأرب (التي ستظلّ هي نفسها من دون تغيير) بفتح طريق صنعاء ــــ مأرب الرئيس، والسماح بعبور سيارات المسافرين والمغتربين والشاحنات والناقلات عليه من دون إيذاء أو استهداف، وإيقاف القَطع المتعمّد للتيار الكهربائي عن المدن اليمنية، وضمان عدم إعاقة إيصال الغاز إليها، والسماح بتدفق المشتقات النفطية بشكل مستمرّ، واستئناف ضخّ النفط الخام المنتَج في منشأة صافر عبر أنبوب النفط الرئيس صافر ــــ رأس عيسى (الحديدة).
تحاصر قوات الجيش اليمني معسكر اللبنات الواقع شرقيّ الجوف
لكن، وفقاً لمصادر محلية في مأرب، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن هناك انقساماً كبيراً بين السلطات المحلية التابعة لـ«الإصلاح»، وزعماء القبائل الذين ينحون إلى التهدئة. وفي ظلّ ميل الكفة الشعبية لمصلحة الأخيرين، استنجدت حكومة هادي ومعها «الإصلاح» بالسعودية للتدخل لدى عدد من مشائخ مأرب، وثنيهم عن عقد أيّ اتفاقات مع صنعاء. وتكشف هذه المصادر أن قيادات عسكرية سعودية عقدت، مساء أول من أمس، اجتماعاً بعدد من مشائخ قبائل مراد وعبيدة، بحضور قيادات «الإصلاح» في مأرب، حيث عرض السعوديون على القبائل مواصلة القتال مقابل التزام الرياض بتقديم دعم غير محدود لهم. وجاء هذا التحرّك السعودي بعدما وقّع عدد من قبائل مديرية رغوان (شرقي مأرب) اتفاقاً مع «أنصار الله» على حقن الدماء وتأمين الطرق وحرية الحركة. ويقضي الاتفاق، الذي وُقّع مع قبيلتَي آل مروان والشداودة مساء الإثنين، بإخراج قوات هادي و«الإصلاح» من أراضي القبيلتين، وتولّي أبنائهما تأمين قراهم ومزارعهم، مقابل التزام صنعاء بالعفو عن المقاتلين منهم في صفوف «التحالف»، وعدم التعرّض لهم بعد عودتهم من القتال. ولقي الاتفاق، الذي دخل حيّز التنفيذ فجر أمس، تأييداً في أوساط قبائل أخرى أعلنت المضيّ فيه واعتباره سارياً. ووفقاً لمعلومات «الأخبار»، فإن الوساطات توشك على النجاح في مناطق أخرى، وهو ما أشار إليه مساء أمس وزير التعليم في حكومة الإنقاذ، الشيخ القبلي (من مأرب) حسين حازب، الذي أعلن التوصّل إلى تفاهم في مديرية مجرز مماثل لما تمّ الاتفاق عليه في رغوان. وتسهيلاً للوساطات التي تقوم بها وجوه قبلية، أوقفت قوات صنعاء، أمس، التحركات العسكرية في محيط مدينة مأرب، وفق ما أفادت به معلومات «الأخبار».
وكان تقدّم الجيش واللجان إلى محيط المدينة قد استنفر قوات الطرف الآخر، التي بدأت إعداد «خطة دفاع» عن المدينة، وقطعت معظم الخطوط التي تربط الجوف بمأرب، كما قطعت خط مأرب ــــ الفرضة في منطقة السحيل ومنعت مرور أيّ سيارات عليه. وبالتوازي مع ذلك، أقدمت ميليشيات «الإصلاح»، خلال اليومين الماضيين، على اعتقال عشرات العمال وأصحاب المحالّ التجارية، وأودعتهم السجون بذريعة تعاونهم مع «أنصار الله»، فيما ذكرت مصادر محلية أن معظم قيادات الحزب غادرت المدينة، ونقلت كميات كبيرة من الأموال من خزائن البنك المركزي فيها نحو محافظتَي شبوة وحضرموت.