ناطق وزارة الصحة يكشف حقائق ومعلومات هامة عن انتشار كورونا
بعد أكثر من 100 يوم على إعلان الصين عن فيروس كورونا والذي تجاوز عدد المصابين به حول العالم مليون شخص، وحصد أرواح أكثر من 50 ألف آخرين، ما زالت حكومة الإنقاذ في العاصمة اليمنية صنعاء تعلن خلوها تماما من الوباء، وسط حملات إعلامية تتهمها بإخفاء الحقائق.
حول حقيقة خلو البلاد من كورونا والإجراءات المتبعة والإمكانات المتوفرة أجرت “سبوتنيك” المقابلة التالية مع الدكتور يوسف الحاضري الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان في حكومة الإنقاذ بصنعاء.
سبوتنيك: اليمن خال من كورونا دون دول العالم.. كيف ذلك؟
إن الادعاء بوجود حالات مصابة بفيروس كورونا في المناطق التي تديرها حكومة الإنقاذ لا أساس له من الصحة، ولدينا نظام دقيق وعمليات رصد على مدار الساعة، وفور الإبلاغ عن أي حالة اشتباه يتم التعامل معها على الفور وتخضع للحجر الصحي حتى تثبت إيجابياتها أو سلبيتها، وإلى الآن ما زالت بلادنا والتي تكاد تكون الوحيدة في العالم لم يظهر بها، وكل ما يتردد في وسائل إعلام العدوان كلام غير سليم إطلاقا، فلدينا نظام ترصد وبائي وفرق استجابة قوية، نتيجة تراكم خبرات أمراض تم وضعه خلال العدوان لرصد أمراض كالكوليرا والملاريا والضنك وغيرها من الأوبئة التي تظهر في أوقات الحروب، والأجهزة والمحاليل متوفرة في المختبر المركزي، وأيضا لو كان كلامهم سليما كنا وجدنا الفيروس منتشرا بشكل كبير جدا، لكن الحمد لله لا يوجد لدينا أي حالة حتى الآن.
سبوتنيك: ما هي الأهداف من وراء الحديث عن دخول الوباء إلى اليمن؟
ما زال المروجون للإشاعات يشتغلون ليل نهار في موضوع فيروس كورونا ودخوله إلى اليمن تاره، وفي مواضيع إجراءات اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة تارة وتحركات وزارة الصحة وبقية القطاعات تارات أخرى، والهدف من كل هذه التحركات والشائعات إرعاب الناس ثم تفكيك تماسك الجبهة الداخلية، وما يتبع ذلك من انعكاسات سلبية على مصير معركة التاريخ التحررية من الاستعمار الأمريكي والاستبداد الخليجي، وهذا يتضح من مقالاتهم ومنشوراتهم، ولأن الكثير من أبناء اليمن ما زال غير واع وغير مدرك لخطورة أن يضع نفسه وعقله سوقا لبضاعة هؤلاء الذين لم يتركوا النشر منذ أكثر من شهرين (وكل يوم إشاعة أو أكثر)، لذا ومن منطلق المسؤولية سأسعى إلى الرد عليهم لتطمين ثم توعية المجتمع من جانب ولفضح الكذابين من جانب آخر .
سبوتنيك: ترددت أنباء عن وصول الوباء إلى صنعاء وأنكم تخفون ذلك؟
هذا الأمر مغرض بدليل أن هناك ومحسوب على إعلام العدوان، بدليل أن أحد المقالات كان تحت عنوان “هل وصل الوباء إلى صنعاء” كان يحمل عبارات تدل على توجهات كاتبه مثل استخدام مصطلحات “السلطات الحوثية وإسقاط مأرب” وغيرها من العبارات، وربط مقالاته بما يتداوله عدد ممن هم محسوبون على القطاع الصحي في صنعاء ،حيث بدأت أطروحته بالحديث عن عودة الآلاف من الخارج إلى اليمن خلال الأسابيع الماضية، وكانت عودتهم من بلدان موبوءة بكورونا ليمهد النفوس القارئة لاستيعاب خبث ما سيطرحه والوقوع في فخه، ثم بدأ يتحدث بلغة طبية منمقة مستخدما مصطلحات طبية ليجعل القارئ يثق فيه كل الثقة كأستخدام “إكلينيكا – سي تي – وغيرها”، ثم بعد ذلك سحب القارئ في مقالته إلى التاريخ وللخلف بحديثه عن مرض انفلونزا الخنازير وتاريخ ظهوره في اليمن 2009، ثم استخدم بعد ذلك مصطلح التضليل الإعلامي الشهير عالميا وإعلاميا وهو مصدر مسؤول، والذي طالما استخدمته وسائل الإعلام الخبيثة عندما تريد أن تدعم طرحها، وقال إنه يمتلك معلومات ولا يريد نشرها خوفا من الهلع الذي قد يصيب الناس، ليشكك بعد ذلك في دور وما تقوم به سلطات صنعاء، ثم يربط الأمر بالجبهات والتحشيد ثم ينتقل من الطرح العلمي الطبي الذي أوهم الناس به إلى الطرح العسكري الاستخباراتي مما يعكس أن المقصود ليس المرض وإنما الجهات الداخلية والعسكرية.
سبوتنيك: هل حققت تلك الحملات أهدافها؟
هناك حملة منظمة وخبيثة لها عدة أوجه وأدوات ومتنوعة في الطرح والطول والقصر لهذه المنشورات لتستوعب كل الفئات المجتمعية ومستواها التعليمي وقابليتها واستهداف العقل الباطن للأفراد في المجتمع اليمني وزرع بعض الأفكار لتكون موجهات يستخدمونها في الوقت المناسب، ووجدنا الذي يدعي حبه للوطن وضد العدوان يستخدم مصطلح (مرض الخنازير ومرض كورونا) ووجدنا الذي يدعي رفضه للحوثيين يستخدم مصطلح (مرض H1N1الخنازير ومرض كورونا) وأيضا كلاهما يشكك في أن الذي تم فحصهم وتبين أنهم مصابون بمرض الخنازير أنهم مصابون بالكورونا، وأيضا كلاهما يشكك في إجراءات الصحة في التعامل و الهدف النهائي صنع فجوة عميقة وواسعة بين المجتمع والقيادة الصحية وتوجهاتها وتحركاتها، لذا أقول للجميع أن كل ما يطرحه هؤلاء له أهداف تتجاوز مسألة كسر الثقة بالسلطة الصحية في صنعاء ويصل إلى الجبهات وإضعافها وإضعاف الحشد والإنفاق و الزخم الذي عجز عنه من سبقهم خلال 5 أعوام مستخدمين كل وسائل وأدوات وأساليب متنوعة و يجب الحذر كل الحذر.
سبوتنيك: إذا أنت تؤكد أن اليمن خالية تماما من كورونا؟
لا يوجد كورونا في اليمن حتى اليوم منذ 100 يوم على ظهوره في الصين والدليل أن المجتمع اليمني الاجتماعي بطبعه كان الآن يتصدر قائمة العالم في الإصابات والوفيات لو كانت هناك حالات، ولايمكن إخفاء ذلك، وكان هؤلاء الذين يكتبون الأطروحات الخبيثة أول من سيصابون لأن نسبة الانتشار ستكون سريعة وشديدة لأننا لو نظرنا إلى مجتمع كأوروبا، المفكك اجتماعيا، ينتشر فيهم كالنار في الهشيم، فكيف باليمن المترابط اجتماعيا حيث يمرض واحد أو يموت مثلا، نجد المئات من الأهل والأقارب والأصحاب يتهافتون عليه من كل حدب وصوب، أما في الغرب فلا يوجد مثل تلك العلاقات الاجتماعية، كما أن 100 يوم من انتشار الوباء كفيلة لتدخل المجتمع اليمني في وضعية لا يحسد عليها، كما حدث عند انتشار أوبئة سابقة كالكوليرا والضنك وغيرهما فما بالكم بكورونا الأسرع انتشارا من أي وباء آخر.
سبوتنيك: ما الذي تقومون به لمنع دخول الوباء؟
كل يوم نتأكد من صواب الإجراءات التي قمنا ونقوم بها في منع الواصلين من السفر من دخول البلاد حتى يمضي عليه 14 يوما في الحجر، لأنهم حاولوا أن يربطوا بينهم وبين المرضى الذين استندوا عليهم في إثبات حديثهم، لأننا لولم نقم بهذه الخطوة لكانت اتهاماتهم اليوم صحيحة، فقد رأيناهم يستندون إلى أشخاص معدودون تهربوا من الحجر فكيف لو لم يكن هناك حجر.
سبوتنيك: في الأيام الأخيرة قلتم إن التحالف حاول إدخال الوباء لليمن.. ماذا فعلوا؟
سعى التحالف لإدخال المرض لليمن عبر تكثيف الرحلات إلى اليمن، وفتح منفذ الوديعة للخارجين من السعودية لليمن وقصف الطيران للمحاجر الصحية، كما قام طيران التحالف برمي أشياء فوق رؤوس اليمنيين قد تحتوي على فيروسات، وهو ما قمنا بتحذير اليمنيين من استخدامه أو التعامل مع تلك الأشياء، الغريب أنهم يربطون أي حالة وفاة بأمراض أخرى في المستشفيات بكورونا وكأن المشكلة هي كورونا فقط، بمعنى أن كل حالة وفاة يتم مباشرة ربطها بكورونا وكأن اليمن قبل كورونا لم يكن به حالات وفيات بأمراض تنفسية وربو وقلب وغيرها، المرضى الذين ماتوا في مستشفى س أو مستشفى ص، وتم الصراخ والعويل والبلبلة واستغلال توجس وترقب الناس لسماع نبأ دخول كورونا اليمن، لو رجعنا لإحصائيات المستشفيات في الأعوام الماضية سنجدها ممتلأه بالوفيات، فليست هذه المستشفيات أكسيرا للحياة تعيد الحياة للأجساد حتى يتم المطالبة بالتحقيق والتشريح، فلو كان كورونا كان أهل المتوفى وأقاربه والحارة وسوق القات وقريته مصابون، بل كان الممرضين والأطباء الذين تعاملوا معهم وأقاربهم أيضا مصابون، وكنا الآن نتكلم عن مئات الآلاف من اليمنيين مصابون.
سبوتنيك: ما هو حجم الإمكانيات المتوفرة لدى وزارة الصحة من أجل فحص الحالات المشابهة بها؟
تقنن وزارة الصحة من إجراء الفحوصات المخبرية للمرضى المشتبه بهم، لأنها لا تمتلك من الفحوصات سوى 2000 فحص لا أكثر، وهذه ما جلبته المنظمات لها وتقوم الوزارة بالفحص بعد أن يتم ظهور علامات معينة على المريض بمعايير معينة، لأن الصحة لو تفحص كل من أصيب بالكحة أو السعال أو حصل معه نزول وعطس أو ربو وضيق تنفس (كما يطالب البعض) كنا استهلكنا هذه الفحوصات في 3 ساعات، لأن الإصابات اليومية بهذه الأعراض بالآلاف، وهذا لا يحدث حتى في أمريكا، أن يفحصوا الجميع بفحوصات كورونا، فالمعركة معركة وعي، اليمن ما زال وسيبقى خال من كورونا بفضل الله ورأفته ورحمته ولطفه، لكن يجب أن نتسبب ونتحرك ونعمل ونتبع كل الإجراءات والقرارات التي تصدرها الجهات ذات العلاقة ولا نخشى شيئا.
أجرى الحوار- أحمد عبد الوهاب