تحالف العدوان يستأجر عناصر “القاعدة وداعش” ومنحهم مناطق نفوذ بالبيضاء مقابل قتالهم في صفوفه بعد انعدام ثقته بمسلحيه
من جديد يقوم العدوان بإحياء مشاريع التنظيمات الارهابية، وما يسمى “القاعدة وداعش” في محافظة البيضاء، ومنحهما مناطق نفوذ في المحافظة، مقابل انخراط عناصرهما للقتال في صفوفه، بعد انعدام ثقته بمسلحيه بعد تلقيهم هزائم مدوية أمام قوات الجيش واللجان الشعبية في محافظتي الجوف ومأرب خلال الأسابيع الماضية.
محافظة البيضاء تحولت في الأيام الماضية إلى قبلة لعناصر ما يسمى “القاعدة وداعش” الذين يقوم العدوان بتجميعهم من محافظتي شبوة وأبين، ويدعمهم بالمال والسلاح، بعد انهيار مسلحيه أمام قوات الجيش واللجان الشعبية خلال المعارك الأخيرة الدائرة في المحافظة في ظل تحذيرات محلية ودولية من تحول المحافظة إلى بؤرة للإرهابيين بعد سيطرة عناصر التنظيمين على أجزاء كبيرة من المحافظة، وإقامة معسكرات هي الأكبر في المحافظة، في الوقت التي تتواصل إمداداتها من دول العدوان بالسلاح والمال.
وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ، أكدت في بداية الأسبوع الماضي رصدها لاستقدام قوى العدوان العديد من عناصر ما يسمى بالقاعدة من محافظتي أبين وشبوة إلى البيضاء سعياً لفتح طريق القرحة بمديرية ناطع جنوبي محافظة البيضاء خلال الزحوفات الأخيرة، التي تشنها هذه الجماعات بدعم وإسناد جوي من طائرات العدوان.أفق نيوز | تقارير
لسنين خلت مثَّلت محافظة البيضاء مرتكزاً مهماً لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي تواجد بقوة في المحافظة بدعم قوى كانت تتربع على السلطة في صنعاء في ذلك الوقت، إلى أن جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وتمكنت القوى الثورية الجديدة من إزاحة هذه التنظيمات الإرهابية من المحافظة، وكانت على وشك القضاء على وجودها نهائياً، ليس في البيضاء فقط، وإنما في كثير من المناطق التي كانت تمثل ملاذاً آمناً لعناصرها، لولا إعلان دول العدوان حربها على اليمن في الـ15 من سبتمبر 2015م وانخراط عناصر هذه التنظيمات الإرهابية في صفوف قوى العدوان التي تقاتل في مختلف الجبهات.
مشاريع القاعدة تزدهر من جديد
ومع عودة المواجهات بين مسلحي العدوان وقوات الجيش واللجان الشعبية في محافظة البيضاء خلال الأسابيع الماضية، عادت هذه التنظيمات بقوة إلى محافظة البيضاء تحت غطاء العدوان، حيث دفعت الهزائم الأخيرة التي تلقاها مسلحو العدوان في محافظة البيضاء دول العدوان إلى الاستعانة بهذه التنظيمات الإرهابية والدفع بمزيد من عناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” إلى المحافظة لمساندة قواها المنهارة في الجبهات.
ورغم إنكار دول العدوان لوجود هذه التنظيمات الإرهابية إلا أن مصادر محلية في محافظة البيضاء أكدت للعديد من وسائل الإعلام تحول مديرية “الصومعة” إلى معقل لتنظيمي “القاعدة وداعش” بالتزامن مع انتشار عناصر التنظيمين الإرهابيين في مديريتي يكلأ وقيفة، حيث تحولت المديريات الثلاث إلى مناطق نفوذ تخضع لسيطرة عناصر تنظيمي “داعش والقاعدة”.
ووفق شهود عيان تقوم العناصر الإرهابية بعمليات اختطاف وتعذيب لكثير من المواطنين، إضافة إلى نشر الرعب والهلع بين الأهالي بسبب اندلاع الاشتباكات المتكررة بين التنظيمين اللذين يحاول كل منهما السيطرة على حساب الآخر.
كما كشفت المصادر عن صراع بين قبائل آل الحميقاني وهذه التنظيمات الإرهابية، بعد استيلاء القيادي في تنظيم القاعدة أبو الحارث على الدعم والمال المقدم من دول العدوان لآل الحميقاني وتوزيعه على العناصر الإرهابية.
كما كشفت المصادر عن وصول العديد من شحنات الأسلحة من محافظتي مارب وعدن لهذه التنظيمات خلال الأيام الماضية والتي كان آخرها شحنة وصلت من صرواح -مأرب.
يشار إلى أن وسائل إعلام كانت قد كشفت عن استقدام العدوان لأكثر من 250 عنصراً من عناصر تنظيم القاعدة من محافظة حضرموت بقيادة المدعو أبو هاجر الحضرمي، و70 عنصراً من محافظة أبين بقيادة المدعو المرفدي، للقتال في صفوف قواته في محافظة مأرب بداية الشهر الماضي.
وبالتزامن مع وصول عناصر التنظيمين إلى محافظة البيضاء كشفت مصادر محلية في محافظة مارب عن وصول عربات نقل عسكرية تحمل على متنها عناصر من تنظيمي “القاعدة وداعش” يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين إلى مدينة مأرب قادمة من محافظتي أبين وشبوة، بعد وصول عدد من عناصر التنظيمين إلى المدينة يومي السبت والأحد مطلع الأسبوع الماضي.
العدوان يفقد ثقته بمسلحيه
ويرى مراقبون أن استقدام العدوان للعناصر الإرهابية إلى محافظتي مأرب والبيضاء جاءت نتيجة فقدان العدوان قدرة مسلحيه على الدفاع عن المحافظتين ورفض أبناء المحافظتين الانخراط في القتال للدفاع عن المحافظتين، ورغبة عدد من مشائخ المحافظتين فتح قنوات تواصل مع صنعاء لتجنيب المحافظتين الحرب والقتال.
يشار إلى أن هناك وسائل إعلام شككت في رواية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب “قاسم الريمي” مطلع العام الحالي بطائرة أمريكية، وقالت: إن الريمي ربما قتل في المعارك الدائرة في محافظة مأرب، وهو ما يؤكد حضور التنظيمات الإرهابية بقوة ضمن صفوف قوى العدوان في المحافظة.
شراكة استراتيجية
ورغم أن العدوان أنكر وجود التنظيمات الإرهابية ضمن تشكيلاته القتالية التي تقاتل في اليمن، إلا أن كثيراً من التقارير الدولية أكدت على وجود هذه التنظيمات الذي لعبت أدواراً مهمة في كثير من الجبهات القتالية باعتبارها أحد التشكيلات العسكرية المهمة التي تقاتل في صفوف العدوان خلال الخمس سنوات الماضية.
وكشفت هذه التقارير عن شراكة استراتيجية بين العدوان والتنظيمات الإرهابية في الحرب التي تشنها دول العدوان على اليمن، وعقد العديد من الصفقات بين قيادات التنظيمات الإرهابية والعدوان، ومنح هذه التنظيمات مناطق نفوذ مقابل قتال عناصر هذه التنظيمات في صفوف العدوان ضد قوات صنعاء.
صحيفة ”لونغ جورنال الأمريكية” المتخصصة بشؤون الإرهاب كشفت في تقرير لها أصدرته في نهاية 2019م أن القوات الأمريكية خفضت بشكل كبير من ضرباتها على تنظيم القاعدة في اليمن، كما أنها تغض الطرف عن هذه التنظيمات الإرهابية لعلاقتها بدول العدوان خلال الحرب الدائرة في اليمن.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن القيادة المركزية الأمريكية لم تقدم سبباً واضحاً لتخفيض عدد الضربات الجوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، لكن ربما يكون للتحالف دور في ذلك، كون التحالف عقد عدة صفقات مع التنظيم للقتال إلى جانبه في الحرب على اليمن مقابل الاحتفاظ بقوته.
لم يكن تقرير صحيفة ”لونغ جورنال الأمريكية” هو الوحيد الذي كشف وصول الأسلحة الأمريكية إلى الجماعات الإرهابية في اليمن عبر التحالف، فصحيفة الغارديان البريطانية كشفت في تحقيق لها عن وصول بعض الأسلحة المتطورة التي تم شراؤها من الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية إلى جماعات في اليمن تنتمي أو ترتبط بالتنظيمات الإرهابية.
حيث كشفت وكالة “أسيوشيتد برس” الأمريكية في تحقيق استقصائي في أغسطس 2019م أن التحالف السعودي عقد اتفاقيات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن ، مقابل قتاله إلى جانبها في اليمن .
بدورها أجرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تحقيقاً كشفت فيه أن الأسلحة الأمريكية التي تبيعها واشنطن للتحالف وصلت إلى أيادي المليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة جنوب اليمن الموالية للتحالف السعودي الإماراتي الأمريكي.
تقارير الإعلام الغربي دفعت الكونجرس الأمريكي إلى تشكيل لجنة للتحقيق في قضية وصول الأسلحة الأمريكية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن عبر التحالف.
ودعا مشرعون أمريكيون، وزير الخارجية ونائب وزير العدل الأمريكيين، إلى الحصول على معلومات عن التقارير التي تفيد بأن التحالف يسلح تنظيمات إرهابية في اليمن.
وأضاف المشرعون إنه من المثير للقلق احتمال أن تكون الولايات المتحدة، ومن خلال حلفاء لها تساعد في توفير أسلحة لتنظيم القاعدة أو حلفائه في اليمن.
ومن خلال كل ما سبق يتضح أن هناك علاقة قوية وشراكة استراتيجية بين العدوان وهذه التنظيمات الإرهابية، وما اغتيال الطائرات الأمريكية لقائد ما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي في محافظة مأرب، إلا دليل واضح على أن التنظيمات الإرهابية تتواجد ضمن تشكيلات العدوان القتالية بقوة، وينخرط عناصرها ضمن القوى التابعة للعدوان في معظم جبهات القتال في اليمن.