القلق والخوف يجعلان الفيروس الحقير الضئيل ديناصوراً متوحشاً!!
أفق نيوز – متابعات إخبارية
يتصدر الأطباء والممرضون الخطوط الأمامية في مواجهة تفشي فيروس كورونا ويتحملون مخاطر جمة في سبيل إنقاذ المصابين والمرضى، علاوة على الضغوط النفسية الهائلة وهم يشاهدون الكثيرين يفقدون حياتهم على أسرة الموت، تنهار قواهم أمام كل هذه الضغوطات والمشاهد التي تتكرر كل يوم ، ويصاب البعض بالوباء جراء معالجتهم ومخالطتهم للمرضى ، فيقعون فريسة للوباء المميت ، ويتحولون من أطباء إلى مرضى يبحثون عمن يخفف معاناتهم ويداوي آلامهم ويفتح لهم نافذة أمل للشفاء ، والعودة للحياة مجددا ، بعد أن تغلغل اليأس إلى نفوسهم ، جراء ما عاشوا من أوقات عصيبة ، وهم يصارعون وباء ينهش خلايا أجسادهم ويدمرها بلا رحمة ، منهم من قضى نحبه ، ومنهم من كتب لهم البقاء ليعودوا للحياة ، بعد أن كابدوا الموت وتجرعوا مرارته ألوانا .. عادوا ليرووا لنا وللأجيال تجاربهم المرعبة مع الوباء المميت وكيف انتصروا عليه..
من هؤلاء الأطباء الدكتور عبد الله التويتي – الاستشاري في جراحة العظام في مستشفى العلوم والتكنولوحيا بصنعاء.. الذي يروي لـ”الثورة” تفاصيل قصته وتجربته المريرة والمؤلمة مع كوفيد 19 ، وكيف عاش أياما مرعبة وهو يكافح بجسده المنهك فيروسا صغيرا لا يرى بالعين المجردة ، كان قد انهك 75 % من رئتيه ، ولم يبق بينه والموت ؛ الذي كان دخل عالمه ؛ سوى معجزة إلهية تعيده للحياة..
الثورة / افتكار أحمد القاضي
الخامس عشر من شهر رمضان المنقضي كان بداية المرض مع استشاري جراحة العظام الدكتور عبد الله التويتي الذي أصيب بالزكام ، واعتبر الأمر طبيعيا كأي شخص يصاب بالزكام ،ولم يكن يعلم أن الفيروس اللعين قد بدأ يتغلغل في جسده ، تناول الدواء، اللازم وتحسنت حالته، ولكن بعد عدة أيام أخذ يشعر بأعراض مزعجة..حمى والأم شديدة في المفاصل والعظام والعضلات.
يقول الدكتور عبد الله الذي كان حريصا على الالتزام بقواعد الوقاية، كالتعقيم قبل وبعد المعاينة، والابتعاد عن وجه المريض، ولبس الكمامة..” كنت اشعر أنني قد بلغت من العمر عِتيّا…وأني لا حول لي ولا قوة..
أخذت جرعة مضاد حيوي قوي، ومهدئات ، خفّت الحمى، وأعراض الإرهاق وألام الجسم، لكنها لم تفارقني..
وفي يوم الخميس 21 مايو الموافق 28، وليلة 29 رمضان عادت الحمى، والإرهاق الشديد إليه مع تسارع بسيط في الأنفاس.. فسارع لعمل أشعة مقطعية وفحص دم.. وكانت النتيجة التهابات رئوية بكتيرية.
غادر الدكتور التويتي المستشفى إلى البيت بعد أن اخذ أدوية الالتهابات لكن حالته أخذت في التصاعد.
موقف زوجته وبناته
لم تدخر زوجته أم معاذ وبناته -كما يقول- وسعا في خدمته، وتحضير الوصفات الطبيعية المطبوخة وغير المطبوخة، وبذلن قصارى جهدهن ترغيبًا وترهيبًا، لكي يتناول تلك الوصفات والأكلات.. شعر بشيء من التحسن في آخر يوم من رمضان..
لم يمهل المرض دكتورنا ليقضي يوم العيد وفرحته مع أهله ، بل اشتد عليه المرض ما بين نوبات الألم والسعال والحمى.. وفي عصر يوم العيد أخذت حالته تزداد سوءا، فقرر العودة إلى المستشفى..
لم يعرف الدكتور التويتي أنه مصاب بكورونا إلا بعد عشرين يوما من الإصابة ، وبعد ثلاثة أيام من دخوله العناية المركزة عندما جاءت النتيجة من وزارة الصحة إيجابية عقب أخذ مسحة الأنف منه..التهابات رئوية حادة بسبب فيروس كوفيد19 (كورونا)..
يقول وهو يسرد تجربته الأليمة بمرارة: ودعتني دموع زوجتي أم معاذ وبناتي.. وشيعتني نظراتهن المؤلمة.. كن يبكين بحرقة، ولا يقدرن على احتضاني وتوديعي..
إحدى بناتي انهارت واحتضنتني من الخلف وهي تبكي، وتتضرع إلى الله أن يلطف بي…
حملت خطواتي الثقيلة حتى تواريت في السيارة.. وكنت في البيت ألزم الزوجة والأولاد بالابتعاد عني مسافة مترين على الأقل، وعدم استخدام أي أدوات استخدمتها، وتعقيم أي شيء بعد استخدامي له..
ويسرد قصته : وصلت المستشفى وأنا في حالة شبه مغيبة.. لا أكاد أجمع شتات فكري، وجسمي..
أم فاروق
وهناك يأتي دور زوجته الثانية الدكتورة ابتسام (ام فاروق) التي تولت زمام الأمور بكل حكمة واقتدار ، وبدت رابطة الجأش ، وهي تعطيه جرعات من الثقة النفسية ، رغم أن حالته كانت تزداد سوءا.بعد نتائج الفحوصات والأشعة المقطعية التي أظهرت ان رئتيه في معظمهما مصابتان بالتهابات حادة..
استكملت الدكتورة أم فارق إجراءات الترقيد في قسم العزل، وتم إدخاله إليه يجر خلفه حملًا ثقيلًا من الأوجاع، والإرهاق، والتعب الكبير..
دخلت أم فاروق معه إلى قسم العناية المركزة، وأصرت على مرافقته، رغم رفضه الشديد لذلك خوفا عليها، ولأن لديها طفلين أحدهما رضيع.. لكنه رضخ أمام إصرارها..
مرت الليلة الأولى على الدكتور التويتي في العناية وكأنها أشبه بلحظات وداع وعتاب بين ألم لم يفارق جسده وضيق نفس، وتلبك معوي، وغثيان..
ويقول (بينما كنت أغفو للحظات وأخرج عن الوعي أرى أمامي الكثير من الأحداث التي كانت بمثابة جرس إنذار لي مرت في ليلة واحدة وكأنها شهور وسنين.. كنت أغفو، فأرى شريط حياتي يمر أمام عينيَّ.. رأيتني طفلا صغيرا في قريتنا.. وفجأة يقفز الشريط إلى محطة لم تكن تخطر على بالي، وكأنه جرس إنذار على تقصير هنا، أو تجاوزٍ هناك.. يمر الشريط عشوائيا، ملتقطا مشاهد من حياتي التي غمرها الله جلّ وعلا بلطفه وستره الجميل.. وفي غفواتي كانت تتراقص أمامي عوالم غريبة من الأشكال والألوان، الأشكال التي لا تستقر على شكل، والألوان التي لا تثبت على لون..
براكين من الأشكال والألوان المتغيرة تجوب رأسي بشكل عشوائي وجنوني.. أمواج من الأفكار تهبط بي إلى أعماق محيطات العالم، وتعلو بي إلى أعالي شوامخ الجبال.. تعبت جدًا وانا أحاول السيطرة على تلك الأشكال والألوان المجنونة، ومحاولة تنظيمها لآخذ منها شيئاً مفهوما..
كلما حاولت استجماع فكري وتركيزي لفهم تلك الظواهر، كلما زادت جنونًا، ورعونةً، واستنفارًا..
لذلك رأيتني استسلم لها، وكأنني قشةً من خشب في عرض المحيط، أو ريشةً في مهب الريح.. كنت أستمع لأصوات عجيبة وغريبة، بعضها كلمات مفهومة، لكنها غير مترابطة، ولا يثبت من معانيها في رأسي شيء.. كان رأسي يمتلئ بضجيج لا أعرف مصدره، وأشعر بأن جمجمتي على وشك الانفجار..
ويضيف ساردا قصته وذكرياته الخارجة عن الوعي “كنت أرى في منامي رؤى كثيرة.. منها أضغاث أحلام.. ومنها أشبـاه أحــلام.. ومنها أشطـار أحــلام.. ومنها تشوهات أحلام.. كان وعيي يذهب عني ويعود لي فأنتبه وأذكر الله وأدعو لنفسي، وأدعو لوالدي، وأبنائي وبناتي، وإخواني وأخواتي، ولأمواتي، وأموات المسلمين، ولجميع مرضانا، ومرضى العالم أجمعين.. كنت أسابق الزمن في الاستغفار، والتوبة، لعلي أدركها قبل الغرغرة.. كنت أعقد جلسات نقاش مع ربي عز وجل.. أناجيه وكأنني أراه، أما هو فلا شك أنه معي يسمعني ويراني.. كانت تقلقني فكرة الرحيل.. أراها تدور في رأسي، وتحوم حول كياني، وكأنها تبحث عن استقرار.. لقد كنت أتكلم مع نفسي ومع ربي بأن الخير سيكون في ما سيختاره الله لي..
وأقنعت نفسي بأن نجاتي ستكون في خيرة الله.. ولكني كنت أتزلف لربي (طمعًا، ورجاءً) أن يكون اختياره في اتجاه عودتي للحياة.. هكذا هي النفس البشرية، هلوعة للخير الذي تعرفه، جزوعة من المجهول الذي تجهله.. كانت هذه الأفكار تتنازعني، وخرجت منها بخلاصة مفادها:
يا رب.. إني استحييت نفسي، فلك الحمد والشكر، ومنك التوفيق في ما هو آت، حتى تتوفاني وأنت راض عني، وإن أمسكتها، فلي ذنوبٌ وخطايا، وزلاَّتٌ، وسيئاتٌ لا تساوي شيئًا أمام رحمتك التي وسعت كل شيء، وكرمك الذي يعم الكون..
فاستقرت نفسي، وانشرح صدري لذلك.. وهكذا مضت الليلة الأولى وسحابة اليوم الأول الذي انقضى، وكأنه امتداد لليلة البارحة..
شريط الليلة الثانية
ويمضي الدكتور التويتي سادرا ما حصل معه في الليلة في الليلة الثانية.. “جاءني في المنام أخي وزميلي ورفيق الغربة والدراسة الطبيب الإنسان النبيل الشهيد درهم محمد عبده راشد القدسي -رحمة الله تغشاه- رأيته شابًا، مفعما بالحيوية.. حاولت أن أحتضنه فتبسم بوجهي وتجاهل رغبتي، وقال “تعال نشوف أنت مذاكر ولا عادك؟؟!!!”.
انبطح الحبيب درهم وانبطحت بجانبه تماما مثل كنا نفعل ونحن تلاميذ صغار عندما نستذكر دروسنا ونحن مستلقين على بطوننا.. وأخونا الدكتور عبد الواحد العذيقي قائم لم ينبطح معنا (كان قد تعافى من إصابته التي كانت خفيفة)..
ما هي إلا لحظات حتى قام الحبيب درهم وقال لي “عادك مش جاهز”.. الله معك، واختفى بلمح البصر.
قصصت رؤياي على زوجتي أم الفاروق والتي كانت تعرف الدكتور درهم حق المعرفة فقد تتلمذت على يديه في مستشفى جامعة العلوم، فانهمرت دموعها وقالت:
صاحبك يبشرك بأنك ستنجو من هذه الأزمة، وهو ما كان فعلا..
وبعد 72 ساعة من دخوله قسم العناية المركزة بدأ الدكتور التويتي يشعر بشيء من التحسن، وبشروه بأن فحوصاته تتحسن..
قال له أحد الأطباء : لم نصدق انك تتحسن وقد كان 75% من رئتيك خارج الخدمة!!
وهنا تنفتح مقلتاه، وتنفرج شفتاه على مفاجأة لم يكن يتوقعها، بعدما كان على مشارف الموت، فأم الفاروق والأطباء المحيطون به والمتابعون لحالته لم يظهروا أمامه أي جزع أو خوف..
أهم خطوة علاجية
وبعد أن تعدى مرحلة الخطر أخبروه بالحقيقة، وهنا يقسم الدكتور التويتي بالله أن هذا التصرف منهم كان أهم خطوة علاجية قدموها له..
يقول ” رغم شعوري بأن الفيروس قد غدر بي، وتسلل إلى صدري رويدا رويدا، وتمكن من صدري، وأوجعني بشكل قاتل، إلا أنني كنت أتمتع بمعنويات عالية ، بفضل تأثير من حولي من الأهل والزملاء الذين كان لهم الأثر الكبير في بقائي رابط الجأش، ومرفوع العزيمة..
ويستدرك ” لا أخفيكم سراً.. لو علمت أنني لم أعد اتكئ إلا على ربع صدري، في أخذ أنفاسي، لانهارت رباطة جأشي التي تعمدت اظهارها، وتصنعتها، لو رأيت الأفلام المقطعية أو التقرير، لفسد سلاحي الذي أتشجع به، ولاهترَّت مِنسأتي التي أتكئ عليها، ولسقطتُ على الأرض منهارا، لو حدث ذلك لرأيتني واقعًا في فخٍ نفسييٍ لا أحسد عليه..
عندها أدركتُ أن للغيب أيادٍ بيضاء لا نعرفها، ولكن الله يعلمها ويمنُّ بها علينا..
بعد الليلة الثالثة تم نقل الدكتور التويتي إلى غرفة رقود خاصة، فهو لايزال يتنفس عن طريق كمامة الأكسجين ويتحرك بصعوبة..
كان يشعر بأن أي مجهود يبذله يسلخ صدره كسكين جزار مبتدئ، ويمضي ساردا ذكرياته المريرة مع المرض ” كنت أشعر بنار تلتهم صدري، وكأني قد خضت سباق الـ100 متر حواجز… بدون سابق تدريب..
تحسنت حالتي، شعرت بصدري يتفتح شيئًا فشيئًا، إنني أعود للحياة.. طال شعر لحيتي وشاربي.. وبدون تشذيب بدوت مثل القنفذ.. خرجت من المستشفى بعد سبعة أيامٍ بلياليها، وجعبتي متخمة بتجربة لن انساها ما حييت.. خرجت ومعي كيس كبير من الأدوية علي الاستمرار في تناولها لمدة أسبوعين.. والتزام الحجر الصحي لنفس المدة..مع التزام الحذر في مخالطة الآخرين لمدة أسبوعين إضافيين، والراحة التامة، وفترة نقاهة، والابتعاد عن بذل أي مجهود.
هزة كبيرة
وعما إذا كان المرض أيقظ أشياء كانت خامله بداخله وكنت تحتاج هزة لإيقاظها، يقول التويتي “التجربة التي مررت بها جعلت نظرتي للحياة، تتغير، حيث بدت لي مجرد كذبة كبيرة، وذكرى زائلة، وشقاء وكدحًا متواصلا.. ظهر أمامي الميزان ورأيت أن تقدير الله ولطفه هو الخير لي في حياتي أو مماتي”..
ويؤكد أن لجوءه إلى الله في أحلك اللحظات كان له تأثير كبير، وهو يقول “سلمت لربي أمري، فأحسست براحة عجيبة، وسرت في نفسي طمأنينة رائعة، وشعرت بقوة ربانية تنتزعني من براثن هذا الفيروس اللعين، كما أن دخولي قسم العناية، ودخولي في ما يشبه نصف غيبوبة جعلني أقوم بعملية جرد لحياتي ومواقفها المختلفة.. كل ذلك أيقظ في نفسي حس المحاسبة، والاستعداد الدائم للرحيل.. أيقظ في خاطري أن أشعر بالآخرين أكثر وخاصة المرضى، والمحرومين، وأن اقترب منهم أكثر..
لايزال اليمن بخير
وباء كورونا غيَّر الكثير من المفاهيم والقيم في أوساط الناس ، وانسلخت الكثير من تلك القيم وهو ما حصل مع الكثير من الذين أصيبوا بهذا المرض ، لكن الدكتور التويتي وربما بحكم عمله ومهنته ومكانته كطبيب له رأي مغاير فكثير من الأقرباء والأصدقاء والزملاء -كما يقول- أظهروا مواقف رائعة من التضحية والاستعداد للخدمة، والفداء وفي تواصلهم الدائم معه أثناء محنته ، ولم يتخلوا عنه أبدا، حيث وجد نفسه محاطا بمنظومة خدمة صحية واجتماعية متكاملة..
ويقول “رغم الظروف، ورغم الوباء، والبلاء، والغلاء لا زال اليمن مملوءًا بالخير الكثير، والأمل أن يرفع الله عنا ما نحن فيه.
أربع رسائل
ويوجه الدكتور التويتي -الذي لا يزال يتعافى من هذا الوباء ، وصوته لا يزال مبحوحا بفعل الكحة التي لا تزال جاثمة عليه -أربع رسائل مهمة للحكومة والمجتمع في هذا الظرف العصيب:
الرسالة الأولى : على الجميع حكومةً وشعبًا أن يحملوا الأمر على محمل الجد، فكورونا سيكون سفاحًا كبيرّا إذا لم نواجهه بالحذر، والالتزام بقواعد الوقاية..
الرسالة الثانية : على المصابين أن لا يخافوا.. وأن لا يسكنهم الرعب، وأن يواجهوا الأمر بإيمان وثقة بالله وبالنفس، لأن القلق والخوف يجعلان الفيروس الحقير الضئيل ديناصورًا متوحشًا..
الرسالة الثالثة وجهها للجيش الأبيض “الأطباء والمهن الطبية المساعدة من التمريض والصيادلة، والمختبرات، والطواقم المساندة من عمال النظافة، والتغذية والأمن والموظفين في المستشفيات والمرافق الطبية:
أنتم خط الدفاع الأول، فلا تجزعوا، وكونوا جنودًا مخلصين في جه هذا العدو الخفي، وتحلّوا بالإخلاص، والإيمان والعزيمة.. وتسلحوا بأدوات الحماية، ووسائل الوقاية.. واستشعروا الأجر والثواب..
الرسالة الرابعة كانت لوزارة الصحة العامة والسكان: قدموا المستحيل من أجل حماية المجتمع، وعلاجه وتوفير كل ما يلزمه لمجابهة هذا الوباء، ولا تفرطوا في جنودكم من أفراد الجيش الأبيض، ولا تبخلوا عليهم بشيء.. اصرفوا لهم رواتبهم، وحوافزهم.. وفروا لهم وسائل الحماية والوقاية.. اهتموا بمن أصيب منهم، وأولوهم العناية الخاصة واللائقة بهم.. الشعب والطواقم الطبية والطواقم المساعدة أمانة في أعناق المسؤولين، فليقوموا بواجبهم، وليكن الله في عونهم، وعون الجميع.
شكر وتقدير
ويقدم الدكتور التويتي خالص الشكر لكل من سانده، ووقف إلى جانبه من أسرته، ومن الكادر الطبي والكادر المساعد في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، وجميع الأهل والأصدقاء، والمتابعين لحالته بالاهتمام والدعاء..
وأضاف: أدعو لجميع المرضى بالشفاء العاجل من الأطباء والممرضين والصيادلة والمختبرات وموظفي المرافق الصحية، وعلى رأسهم زميلي الطبيب الإنسان الرائع والنادر الأستاذ الدكتور شفيق أحمد العماد الذي دخل العناية بعدي بيوم، ودخل في التنفس الاصطناعي، ولا يزال في مراحل الشفاء ، أن يرده الله إلى أهله وزملائه، ومرضاه سالما غانما معافى، وجميع المرضى في اليمن، وفي العالم أجمع.. وقبل ذلك كله أشكر الله الذي بفضله وحده نجوت من هذه الورطة الصحية الكبيرة، والتجربة المؤلمة..