«جنيف2».. مراوغة سعودية وتأجيل يكشف الخلافات حول اليمن
البديل | هدير محمود |
مراوغة جديدة تجريها السعودية والرئيس اليمني المستقيل “منصور هادي”، محاولات تأجيل وتعطيل وعرقلة جديدة تلوح في الأفق، ينتج عنها خيبات أمل يمنية في الاجتماع حول طاولة واحدة، لإنهاء الخلافات والصراعات والتعنت الذي لا يثمر إلا عن المزيد من المعاناة والتشرد، وسط تكهنات بفشل المحادثات قبل الشروع فيها.
على الرغم من تزايد الضغوط الأممية والدولية الداعية لإيقاف العدوان السعودي على اليمن، وعقد مؤتمر “جنيف 2″ في أسرع وقت لإيجاد حل سياسي ينهي المعاناة الإنسانية والأزمة السياسية التي مزقت البلاد، لم يتم حتى الآن تحديد موعد انعقاد مؤتمر “جنيف2″ بين الأطراف اليمنية، وهو الأمر الذي يفضح كثرة الخلافات التي لم تستطع الأطراف اليمنية تخطيها حتى الآن بالرغم من الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد”.
كانت الأمم المتحدة أعلنت أن مؤتمر “جنيف2″ من المقرر أن يتم عقده في جنيف أو مسقط بين 10 و15 نوفمبر الجاري، إلا أن تقارير تناولت مؤخرًا تأجيل عقد المؤتمر من منتصف شهر نوفمبر الحالي إلى أواخر الشهر، وهو التأجيل الثاني من نوعه لهذه الجولة من المؤتمر، حيث كان من المفترض أن يتم عقد المؤتمر أواخر شهر أكتوبر الماضي، إلا أن المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن “إسماعيل ولد شيخ أحمد” خرج قبل الموعد المقرر بأيام ليعلن إرجاء عقد المؤتمر لعدة أسابيع بناء على طلب السعودية، ليكون موعد انعقاده في الفترة بين 10 إلى 15 نوفمبر الجاري، إلا أن الحديث عن التأجيل عاد ليلوح في الأفق من جديد ليكون موعد عقد المؤتمر أواخر نوفمبر الجاري.
قرار التأجيل أعقبه إعلان”عبد ربه منصور هادي” تشكيل فريق مكلف بالذهاب إلى جنيف، حيث يتكون الوفد من “عبد الملك المخلافي” رئيسًا له، ومعه عدد من المسئولين البارزين، وفي مقدمهم “أحمد عبيد بن دغر” و”عبد العزيز جباري” و”محمد العامري” و”ياسين مكاوي”، لكن “المخلافي” وفور اختياره لرئاسة الوفد، لفت إلى أن الوفد لن يذهب إلى المفاوضات إلا بعد تحديد جدول الأعمال والإتفاق على الزمان والمكان والأعضاء المشاركين من الطرف الآخر.
يبدو أن معركة “تعز” كان لها تأثير كبير في تحديد موعد مؤتمر “جنيف2″، حيث أن السعودية حاولت تأجيل المؤتمر لحين حسم المعركة هناك، في انتظار تحقيق انتصارات في الميدان العسكري كي يتمكنوا من صرفها في ميدان السياسة كأوراق ضغط بمؤتمر “جنيف2″، إلا أن تمدد الجيش اليمني هناك وجماعة “أنصار الله” وسيطرتهم على مناطق واسعة في محافظة الضالع ووصلهم إلى عُمق كبير في محافظة لحج، أحبط الآمال السعودية وخلط الأوراق من جديد.
التأجيلات المتكررة تعكس مدى صعوبة المشاورات التي يجريها المبعوث الدولي “ولد الشيخ أحمد”، لإقناع الفرقاء بالجلوس مجدداً على طاولة واحدة، فالمطالب متباينة والخلافات محتدمه والتوجهات متضاربة، ففي الوقت الذي يُصر فيه الرئيس اليمني المستقيل “هادي” على أن لقاءات جنيف ستبحث آلية تنفيد القرار “2216″ وليس التفاوض حوله، تتمسك جماعة “أنصار الله” بما جرى التوصل إليه في مسقط، من تشكيل حكومة انتقالية، وتأجيل الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة إلى حين تشكيل قوات محايدة، والاتفاق على الجهة التي ستراقب مدى تنفيذ ما اتفق عليه.
التأجيل الأخير لمؤتمر “جنيف” يأتي بعد أيام قليلة من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” للسعودية بهدف حضور افتتاح قمة للدول العربية وأمريكا الجنوبية، وهي الزيارة التي قال عنها مسئولين إنها ستتضمن محادثات مع المسئولين السعوديين لمحاولة إنهاء الصراع في اليمن بأسرع وقت ممكن.
كل المؤشرات حسب مراقبين تؤكد بأن “جنيف2″ لن يخرج بنتائج ترضي الطرفين، بما سيجعل الفشل حليفه، بسبب المساحات الشاسعة بين الأطراف المتحاربة، فإذا ذهب الطرفان إلى جنيف محملين بهذه الخلافات، وهذا ما هو متوقع، فإن الفشل سيسبق الجلسات، لهذا يحاول الفريق الدولي تضييق مساحة الخلافات.