لبنان تصدر قرار بمنع وسائل الإعلام اللبنانية من إجراء أي مقابلة أو تصريح مع السفيرة الأمريكية

أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور، محمد مازح قراراً يمنع وسائل الإعلام اللبنانية من إجراء أي مقابلة أو حديث أو تصريح مع السفيرة الأمريكية دوروثي شيا، لمدة سنة، وذلك تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية عن العمل لمدة معينة وإلزامها بدفع مبلغ مالي.

وأبلغت وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام في لبنان بالقرار لتعميمه على الوسائل الإعلامية، فيما تتوالى ردود عدد من النواب اللبنانيين على تصريحات السفيرة الامريكية في لبنان.

النائب السابق إميل إميل لحود، رأى في بيان اليوم السبت أن “السفيرة الأمريكية تتحفنا من حين الى آخر بمحاضرات ترشدنا عبرها الى سبل تدبير أحوالنا السياسية والاقتصادية، في حين كان الأجدى بها أن تنصح رئيس دولتها، وقد تدهور اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية وعاد فيروس كورونا ليتفشى بشكل كبير فيها، مع نسبة عالية جدا من الإصابات والوفيات، بسبب سياسة الرئيس التي يسعى من خلالها الى حماية الاقتصاد ولو على حساب صحة الناس، فإذا به يخسر في الاثنين”.

وقال “حضرة السفيرة، مع احترامنا الشديد لما تبذلينه من جهد وعصارة فكر يمنعنا من تصديقه صلة دولتك بإسرائيل الغاصبة والمحتلة والقاتلة، نسأل في حال سلمت المقاومة سلاحها، هل ستبادر دولتك إلى تسليح الجيش بطائرات الجيل الخامس ودعم الدولة اللبنانية بمليارات الدولارات سنويا واستخدام حق الفيتو لصالحها مرارا وتكرارا، إلى ما هنالك من تقديمات مادية وسياسية وعسكرية تخصون بها العدو الإسرائيلي؟” .

وتابع “إذ نعرف الجواب مسبقا، نفيد سعادة السفيرة التي لا ندري مدى درايتها بالتاريخ، بأن الأكثر شبها برئيسها كان نيرون الذي لم يتوان عن حرق روما، وها هو رئيسها لا يتردد في تجويع شعوب كثيرة سعيا إلى دعم اقتصاد بلده، فإذا به ينتهي بتجويع بعض شعبه وبقتله من المرض، ويحصل ذلك كله بينما السفيرة تقدم لنا النصح، مردود مع الشكر، سيدة شيا”.

بدوره، شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الشيخ حسن عز الدين على أن تصريح “شيا” بالأمس ليس جديداً لا عليها ولا على سيدها وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيسها دونالد ترامب.

وعلّق عزالدين على اتهام “شيا” حزب الله باستنزاف المليارات من الخزينة اللبنانية، بقوله: “إنّ هذه المعزوفة التي نسمعها كثيراً تؤكّد أن الادارة الأمريكية هي الجهة التي تحرض وتحرك وتمول كل الشعارات التي تدخل في إطار هذه المقولة ضد حزب الله والمقاومة.

وحول كلام “شيا” عن تهديد حزب الله لاستقرار لبنان، يقول عزالدين “إن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وحزب الله إنما يهددان الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين والمقدسات”، مؤكداً أن حزب الله عمل ويعمل بكل ما يستطيع وبمسؤولية لمنع انهيار البلد واستسلامه للإدارة الأميركية والعدو الصهيوني والرضوخ لسياسة الاذلال.

من جانبه، علّق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، حول حديث السفيرة الأمريكية عن مليارات الدولارات التي ذهبت لحزب الله بدلاً من الحكومة اللبنانية بأنه مثار للسخرية، مؤكداً أن الجميع دون استثناء يعرف التفاصيل عن الفساد والفاسدين في لبنان.

وأشار أرسلان إلى أن “الضغط الخارجي قد يؤثر علينا جميعاً، على حلفاء الخارج قبل الخصوم، إنما من يعتقد أننا سنتخلى عن خطنا ومقاومتنا وتاريخنا مقابل الاقتصاد، فهو واهم ولا يقرأ التاريخ جيّداً”.