كورونا ملك في العالم وفأر في اليمن!!
شعوب العالم المتقدم والنامي تعيش حالة من الرفاهية والرخاء المادي و الاستقرار الصحي بعيدة نوعا ما عن الأوبئة والكوارث والفواجع رافقتها كذلك حالة من الرتابة والملل.
وتلك حياة تجعل أبناءها يبكون من وخزة الشوكة ويترنحون من عطسة زكام ويتجمهرون حول أي حدث جديد.
وفي ظل هذا الوضع جاءت كورونا لتكون ذلك الغازي الذي يظهر في أفلام الرعب ليدمر الأرض والفيروس المنطلق من مختبرات التآمر ليدمر الأعداء والبعبع الذي سيطر على العالم وقتل مئات الآلاف وجعل الأرض مملكة كورونية حمراء.
توالت الأخبار المرعبة وأصبحت عيون البشر في كل بقاع الأرض مبحلقة في الشاشات وليس لها من هم أو عمل غير مراقبة أرقام الإصابات والوفيات.
ارتعبنا كثيرا وارتعبت كل المنظومة البشرية الصحية في اليمن من تلك الأخبار والأرقام وبنينا عليها قراءات وتوقعات سيئة جدا وانتظرنا حدوث كارثة إنسانية كبيرة إن وصل ذلك الوباء إلى بلدنا المحاصر الجائع الضعيف المنهك المدمر
وظننا أن مواجهتنا له ستكون الأصعب على مستوى العالم بأسره
وحين وصل….
لم يكن هناك أي خيار لهذا الشعب غير التعايش معه.
فليس في حوزته ما يمكنه من الانتصار.
لكن سبقته ألطاف الله…
ثم ضاع صيته في هاوية المعاناة اليمنية
تحول البعبع العالمي إلى فأر في قائمة معاناتنا..
لم يضف شيئا كثيرا إلى فواجعنا ..
ربما لأننا قد تعودنا على كل أشكال العناء وحلت بنا الكثير من الكوارث والفواجع.
شعب قد تعود الموت اليومي بالجملة والمفرق ..
لم يعد له في الحياة شئ ، يواجه رصاصات القتل والجوع والخيانة من عدو خارجي خبيث قاتل مجرم متنمر لا يرحم،
وتنهشه من الخلف أنياب الفساد والاستغلال
شعب يعيش وسط الهاوية، ألف الموت وبات يتمناه لينجو من أمواج القهر والألم
فما عساه كورونا يضيف ؟؟
وما عساه أن يفعل ؟؟
#ملتقى_الكتاب_اليمنييون