مارب.. مآب الفتح المُبين
مدينةٌ أوتيَّ ذكرها في قُرآن الهُدى ، وفي سبأ اليمن وَهَج سراجُ الإسلام بنسفِ أوثانِ الجاهليّة وغُرِست عبوديّة العليّ الأعلى في أفئدةِ قوّاد الراية الإسلاميّة وروّادها الأوائل الذين كانوا ولا زالوا حَمَلة هدي اللهِ في أضُلعِ التاريخ .
مارب.. تلكَ المُسمّى التي جَذبَت شذاذُ الآفاق ولصوصِ الأعراف الدينيّة والسياديّة نحو الصّراع في محورها .. وسلَبَت أجفانهم الكفيفةِ التي أُصيبَت بعُضالِ الارتزاق والشّرعنة ، حيثُ امتطت صهوةِ مآربهم في تشييدِ أوتاد الوهمِ على أرضها .. واتخذوا من دونها حِصناً مُشيداً بالمكائد الدفينة لاحتلالها ونهبِ جوهرها الفريد ، وذهبها الأسود ، وعرشِها العتيق ، وجُدرانها المدوّنة بمُسند الحضارةِ العريقة التي احتضنتها وصانتها في جُغرافيّتها.
اليوم لم تعد تحتضن سوى السّجون ، والأغلال، والزنازن، والجدار المُوحشة التي يترأسُها حُفنةً من وحوشٍ لا يعرفَون مُصطلح المشاعر الإنسانيّة ولا حياةٍ ملؤها ألفِ شهيقٍ وزفير ، أصبحت مرتعٍ لبؤرةِ الفناء وثغرٍ لسياط زبانيّة الشّر .. ظانّين أنّ ميقاتَ سطوتِهم لخيراتها وعراقتها سرمديّة لا أمدَ لها !
6 أحقابٍ من إذاعةِ صيتِ عاصفتهم الإجراميّة .. وحكاية احتلالهم لمارب تتلاطمُ أمواجُها في آذانهم الغاشية ، ولجأوا في أنّ يجعلوا منها وكراً رئيساً لهم .. في أفكارهم الشيطانيّة ، ومؤامراتهم النّتنة ، وغيّهم وطُغيانهم الإجرامي ، وحشد بقايا العمالة ممن باعوا القيم القبليّة والغيرةِ الحميّة في أتونِ المؤمركات ، وأبقوها على حينٍ من الدّهر تستنجد بالنُصرة والخلاصُ من مصيدة الجِبت والطّاغوت.
6 أحقابٍ من الصّبر وتحمّل عناءِ الاحتلال الباغي ، حتّى انشقّت بيارق النّصر وانفلقَ بحرُ البِشاراتِ العُظمى وعمليّات التأييد الإلهي .. وزمجرتْ بنادق الوعيد وانطلقت راحلتها إلى أوكارِ الغُزاة ، واستنزفتْ حِيلهم في الفرارِ إلى شراكِ الجحيم ؛ لتُصلى تلكَ الأفكار الهزليّة بسجّيل الذُل والانكسار .
حينَ دوّت صرخة البراءة من أحبارِ الطاغوت ورُهبانِهم على لسانِ آل سبيعيان ، كان جوابُ حزبُ الأوساخِ و الضّغينة هو غسلُ طلاء وجهه القبيح المعهود بغزيرِ المذبحةٍ الشنيعةٍ التي أودتْ باستشهاد رجال ونساء وأطفال وكهول هذه القبيلة .. مذبحةٍ تُضافُ في قائمة الشيك والأرصدة التي يُتاجرها خونةُ الأوطان وبيعها لسفّاحي الأرض في بنوكِ العار المُزري، بجاحه يبصُق العالمين في تاريخ هذا الحزب الذي لطّخ سُمعتهُ بالعمالةِ والنّتانة .
وما كانت دماءُ آل سبيعيان إلاّ عاقبة عصيّة تُمهّد أسباب الهلاك السّرمديّ على المُجرمين المُستبدّين ، وبوّابة تفتح مآب النّصر لوَرَثةِ الأرض ومن بيدهِم الغَلَبة والتمكين .