التين الشوكي .. زراعة واعدة ومورد اقتصادي هام!
شهدت زراعة التين الشوكي في اليمن تنامياً نسبياً خلال السنوات الأخيرة وأصبح تسويق ثماره حرفة توفر فرص عمل لأكثر من 17 ألف و500 يد عاملة في مجال البيع والتسويق بالتجزئة والجملة.
ويسهم محصول التين الشوكي في تحقيق عائدات وفوائد ربحية فضلاً عن إسهامه كمحصول اقتصادي هام له فوائد غذائية وصحية، في استقرار معدل سكر الدم وعلاج ارتفاع ضغط الدم.
ويحتوي ثمان التين على عناصر غذائية وفيتامينات، أبرزها البوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والمنجنيز والفوسفور والحديد والنحاس والزنك.
وتحظى ثمار التين الشوكي بإقبال متزايد من قبل المستهلكين الذين يحرصون على الاستفادة من قيمتها الغذائية وما تتميز به من مذاق فريد ونكهته مميزة.
منتج صحي وغذائي هام :
تصنف عدد من الدراسات زراعة التين الشوكي في اليمن ضمن الزراعة الآمنة والعضوية الخالية من المبيدات والتدخلات الكيمائية، وتعتبر فاكهة آمنة وطبيعية وغنية بالفيتامينات والمحتويات الغذائية، لها فوائد كثيرة فضلا عن كونها من المواد الملينة، وتساعد على الهضم وتحتوي على ألياف.
وتستخدم القشرة الخارجية لثمار التين في بعض الصناعات المهمة مثل أنواع من السكريات، لاحتوائها على نسبة من السكر تصل إلى 10 بالمائة، ويمكن استخدامها في إنتاج الجلسرين والخل وتمثل القشرة حوالي 40- 45 بالمائة من وزن الثمرة.
وتصنع من ألواح التين الأوراق الكبيرة بعض مستحضرات التجميل وغذاء الإنسان، حيث تستهلك كخضروات طازجة أو مطبوخة في بعض البلدان، فضلاً عن أهميتها لتغذية الإبل والأغنام، لإحتوائها على نسبة عالية من البروتينات والدهون.
تجارة وعائد اقتصادي :
تشكل زراعة التين الشوكي عائداً اقتصادياً وتكلفة إنتاجيته قليلة، بالإضافة إلى أنها أشجار تصنف من الزراعات النشطة والتي تتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة، ويمكن زراعتها في ظروف التربة الفقيرة والأراضي الرملية ذات الموارد المائية المحدودة.
ظهرت زراعة هذا المحصول في عدد من المناطق اليمنية واكتسبت صفة الزراعة والمهنة لمزاياها الاقتصادية والغذائية المتعددة، بعد أن كانت نبتة عادية ومهملة تنمو تلقائياً في الشعاب والجبال والمناطق الجبلية.
بدأت زراعة هذه الفاكهة تنشط وتحظى باهتمام المزارعين واعتماده كمنتج زراعي أساسي بعد إثبات الجدوى الاقتصادية من زراعته وإنتاجيته في تحقيق عائدات تجارية وربحية.
التين الشوكي يغزو الوديان :
أكد مزارعون في مناطق زراعة التين الشوكي أن زراعة هذا المحصول كانت مهملة، وانتقلت زراعته من الجبال إلى القيعان والأودية الخصبة.
وحرص المزارعون على غرس أشجار التين الشوكي في أفضل الحقول الزراعية الخصبة بعد تأكدهم من العائدات والأرباح الاقتصادية التي يحصلون عليها من مبيعات ثمار هذه الفاكهة.
مصدر هام للدخل المعيشي:
بحسب دراسات وبحوث زراعية، كانت زراعة أشجار التين الشوكي في الجبال سابقاً هامشية، ولم تزرع في الأراضي الخصبة إلا مؤخراً عندما أدرك المزارعون الأهمية الاقتصادية لهذه الفاكهة التي أصبحت ثمارها مصدراً لدخل الكثير من الأسر الزراعية.
وتوفر عملية بيع وتسويق ثمار التين الشوكي العديد من الفرص للأيدي العاملة ممن يعملون في تسويقه، خاصة الباعة البسطاء الذين يعتمدون على بيع ثماره في توفير احتياجاتهم المعيشية خلال موسم انتاجيته الذي يستمر في الأغلب لأكثر من ثلاثة أشهر خلال العام.
زراعة مقاومة للجفاف:
اعتبر باحثون بمعهد أركادا التونسي أن المخاطر التي تهدد مصادر المياه في المستقبل بسبب التغيرات المناخية تجعل من التين الشوكي، أحد أهم الزراعات في القرن الواحد والعشرين .. مشيرين إلى أن هذه النبتة لها أهمية كبيرة في المستقبل خاصة في المناطق المهدد بمخاطر الجفاف وندرة المياه.
ولفت الباحثون إلى أنه رغم تحمل أشجار التين الشوكي للجفاف وارتفاع الحرارة إلا أنها لا تحتمل البرودة الشديدة.
مواجهة التغيرات المناخية:
أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بياناً دعت فيه إلى إعطاء التين الشوكي مكانة كسلاح لمواجهة التغيرات المناخية، نتيجة ما يتميز به من قيمة غذائية للإنسان والحيوان إلى جانب كونه مصدراً للماء، ولذا فإن هذه الزراعة تمثل ثروة طبيعية يمكن اللجوء إليها في فترات الجفاف.
التين الشوكي ثروة متجددة:
اعتبر خبير زراعة التين الشوكي المهندس عادل مطهر التين الشوكي ثروة وطنية متجددة بحاجة لرعاية واهتمام للاستفادة من عائداتها ومردوداتها الاقتصادية.
ونوه بما يتميز به التين الشوكي من خصائص فسيولوجية تتمثل بقدرته العالية على مقاومة الجفاف واحتياجاته المائية القليلة، فضلا عن قدرته على التأقلم مع المتغيرات المناخية.
وأشار المهندس مطهر إلى أن زراعة التين الشوكي باليمن تمر بمراحل عدة، أبرزها بداية تسويق الثمار وإقناع الناس بأهميتها كفاكهة قابلة للتداول والاستهلاك إضافة إلى الفوائد الغذائية والصحية التي تمتلكها.
إنتاج وفير:
ذكرت بيانات الإحصاء الزراعي أن إنتاجية اليمن من ثمار التين الشوكي، بلغت أربعة آلاف و875 طن من مساحة مزروعة قدرها 485 هكتار.
وتوقع باحثون ومهندسون زراعيون تحسن إنتاجية هذه الثمار واتساع رقعتها الزراعية نتيجة الإقبال الواسع لمعظم الأسر الزراعية على تسويقها وبيعها وامتهان هذه الحرفة لتلبية وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد جراء العدوان والحصار.
زراعة مستدامة:
اعتبرت منظمة الفاو التين الشوكي، جزءاً لا يتجزأ من أنظمة الزراعة المستدامة التي يُعول عليها في العناية بالماشية وتنمية الثروة الحيوانية التي تمثل مصدراً هاماً للأمن الغذائي.
وحثت المنظمة في تقرير لها على تعزيز الوعي المجتمعي حول الفوائد الصحية والزراعية لنبتة التين الشوكي والذي أثبت فعاليتها خلال أزمات الجفاف التي اجتاحت بعض الدول، حيث شكلت مصدراً أساسياً لتغذية السكان وإمدادهم بالماء وأيضاً بالعلف الخاص بالحيوانات.
وجاءت توصيات الفاو بناءً على إجماع عدد من الخبراء المختصين بهذا النوع القوي من النباتات، بهدف تقديم النصائح الكفيلة بمساعدة المزارعين وتبني استراتيجية فعّالة لاستغلال التين الشوكي واستثماره بطرق حديثة وسليمة في الأمن الغذائي والجانب الاقتصادي.
وتٌعد ثمار التين الشوكي من المزروعات الأقل عرضة للإصابة بالآفات النباتية، وتدخلات المكافحة تكاد تكون معدومة، ما أهلها لتكون زراعة نظيفة بامتياز وخالية من المبيدات.