أعضاء في مجلس الشورى: التطبيع مع العدو الإسرائيلي فضيحة تاريخية تعِّري دول العدوان
أفق نيوز – حوار – أسماء البزاز
أوضح أعضاء مجلس الشورى أن الإعلان عن التطبيع بين الإمارات وإسرائيل فضيحة تاريحية مدوية وصدمة للقوى المخدوعة بالإمارات ودول العدوان أظهرت زيف قوميتهم وحقيقة عمالتهم المطلقة لإسرائيل.. مؤكدين بأن الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية وجدية التحرك لنصرتها مقومات تجعل الأمة أكثر وعيا ووجوبا لتحقيق النصر على القوى الاستعمارية في المنطقة .. وإليكم الحصيلة:
•في البداية تحدث إلينا هاشم مصطفى محضار السقاف – عضو مجلس الشورى فقال: لا يختلف إثنان على خطورة الاتفاق الصهيوني – الإماراتي، وتأثيره السلبي في قضايا العرب والإسلام وفي الصراع ضد الكيان الصهيوني، فالإمارات العربية المتحدة دولة غنية وصاحبة نفوذ في المنطقة، كما أنها تملك إمكانيات مالية كبيرة وبالتالي أن توقّع اتفاقاً مع العدو الإسرائيلي، فهذا يعني على الأقل أنها خرجت عملياً من جبهة المواجهة المفترضة ضد هذا العدو، وبالتالي ستخسر هذه الجبهة عبر الاتفاق المذكور الكثير من العناصر والإمكانيات والنفوذ الذي كان “من المفترض” أن تؤمنه لها الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف السقاف بالقول : لا يمكن لأيّ متابع جدّي إلا الاستنتاج بأن “الصهيونية” لن تكتفي من اتفاقها مع الإمارات بما ظهر من بنوده من علاقات اجتماعية وسياسية ودبلوماسية وثقافية وسياحية، أو الاستنتاج أيضاً بأنها لن تكتفي بما حصلت عليه في الاتفاق من مساعدة الإمارات لها في رحلة التطبيع مع العرب، فهي حتماً ستجعل منه نقطة بداية للانطلاق في استراتيجية واسعة ومتشعبة تبدأ مسيرتها بعد اختراق الخليج والوصول إلى الإمارات. صحيح أن كلّ تلك النقاط مهمة، وتعتبر نقاطاً رابحة للعدو الصهيوني في السياسة والثقافة والسياحة والدبلوماسية والاجتماعيات وغيرها، إنما في الواقع، يمكن لـ”الصهيونية” تعويضها أو تأمينها عبر أي اتفاق آخر مع أية دولة عربية أخرى، إذ سيشكّل ذلك حدثاً مفيداً لـ”للصهيونية”. وفي نتيجته، سوف تخرج دولة عربية من مسار مواجهتها، وتدخل في مسار التطبيع معها.
وبين أنه وفي الواقع، يبقى كل ما ظهر في اتفاق الإمارات مع “الصهاينة” من نقاط سوف تكتسبها الأخيرة، غير ذي قيمة فعلية لو تمّت مقاربتها بطريقة مجردة كاتفاق عادي بين دولتين، وذلك مقارنة مع ما يمكن أن تكتسبه “الصهيونية” من نقاط استراتيجية على الخليج وبمواجهة إيران، انطلاقاً من الإمارات بالتحديد. وهنا تكمن خطورة هذا الاتفاق وحساسيته بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية التي تُعتبر اليوم القائد الفعلي والأساسي لمحور المقاومة، كرأس حربة وحيد من بين أغلب العرب والمسلمين في مواجهة “إسرائيل” باعتبارها مغتصبة للحقوق العربية والإسلامية، وفي مواجهة مسيرة التطبيع معها. وانطلاقاً من ذلك، يمكن أن نعتبر أنَّ إيران هي المُستَهدَف الأكبر من هذا الاتفاق، وذلك على الشكل التالي:
في نظرة بسيطة إلى خارطة منطقة الخليج وموقع الإمارات العربية المتحدة فيها، نجد أن الأخيرة، إضافة إلى تقاسمها مع إيران الإمساك شبه الكامل لمضيق هرمز، استناداً إلى القانون الدولي والصلاحية على المياه الإقليمية، تملك أكثر من واجهة ساحلية استراتيجية على كل من الخليج غرب مضيق هرمز، وعلى خليج عمان شرق المضيق المذكور، إضافة إلى واجهة حيوية على الساحل الغربي للامتداد المائي بين بحر العرب وخليج عمان، مع سواحل سلطنة عمان حتى مداخل الخليج الفارسي في مضيق هرمز .
وأوضح السقاف أن وجود الإمارات في نقطة وسيطة تقريباً بين أهم الموانئ في المنطقة: كوادر (باكستان) وجابهار – بندر عباس – بوشهر (إيران)، والمرافئ الكويتية والعراقية على الخليج. واستناداً إلى هذا الموقع الجغرافي الفريد للإمارات، والمتعدد المميزات الاستراتيجية، يمكن فهم لماذا حصل هذا الاتفاق أولاً معها، وليس مع البحرين أو السعودية أو سلطنة عمان مثلاً، رغم أنَّ إمكانية اتفاق إحدى تلك الدول مع “إسرائيل” موجودة أصلاً، وكانت ممكنة، تماماً مثل ما حدث مع الإمارات، وربما أكثر، نظراً إلى العلاقات المخفية والظاهرة بين تلك الدول و”إسرائيل”. ومن الطبيعي إذاً أن عين “الصهاينة” كانت، وما زالت، على هذا الموقع الجغرافي الحيوي للإمارات، إذ ستعمل، وعبر التواجد العلمي والإلكتروني الذي سوف “تزرعه” في الإمارات تحت غطاء التعاون العلمي والثقافي، على استغلاله من الناحية الاستراتيجية والعسكرية، على الأقل لناحية الاستعلام والحصول على المعلومات الاستخبارية عن القدرات الإيرانية البحرية وغير البحرية . موضحا إن البقعة الأساسية والأكثر حيوية لتلك القدرات الإيرانية موجودة على تخوم السواحل الإماراتية، وفي منطقة قريبة جداً منها، وبمواجهتها، الأمر الذي يعطي “إسرائيل” نقطة ارتكاز حساسة ومؤثرة في المنطقة الأكثر حساسية بالنسبة إلى إيران، لناحية الموقع والنفوذ الاستراتيجي أو لناحية الدفاع عن الأمن القومي الإيراني.
من ناحية أخرى قال السقاف أنه ونظراً إلى قدرات “الصهاينة” المعروفة في التقنيات الإلكترونية وبرمجيات وتطبيقات الكمبيوتر والأقمار الاصطناعية وطائرات المراقبة والتجسّس المسيرة، والتي تتجاوز قدرات الإمارات بأشواط، الأمر الذي يجعل الأخيرة عاجزة عن فهم تلك التقنيات الإسرائيلية وضبط حركتها ونشاطها وأهدافها، فإن الإمارات سوف تشكل بالنسبة إلى “إسرائيل” قاعدة فعالة لرصد إيران ومراقبتها والتنصت على منشآتها ومرافقها المدنية والعسكرية. هذا إذا بقي الموضوع محصوراً فقط في التنسيق العلمي والاتفاقيات المرتبطة بهذا التنسيق، ولكن من الوارد جداً والمنتظر بنسبة كبيرة أن يتطور الاتفاق الإماراتي – الصهيوني إلى تبادل قواعد عسكرية، مع ما يمكن أن يفرزه ذلك من تواجد عسكري صهيوني، بحري أو بري، على سواحل الإمارات بمواجهة إيران، الأمر الذي لن تقبل به حتماً الأخيرة، لما يمكن أن يشكله ذلك من تهديد خطر لأمنها وسيادتها، إضافةً إلى ما يمكن أن يخلقه من توتر كبير في منطقة الخليج وفي منطقة مضيق هرمز.
وبين السقاف أن الرد على الرسالة الإماراتية لإيران، والتي اعتبرت فيها أنَّ معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية قرار سيادي إماراتي ليس موجهاً إلى طهران، هو أن الأمن القومي للدول بشكل عام، وخصوصاً دول الجوار على الخليج، إذا لم نقل الدول الإسلامية أو العربية الإسلامية، هو أمن جماعي، ولا يمكن أن يكون فردياً، وبالتالي، إن أي اتفاق ثنائي يجب أن يراعي أمن الدول المجاورة وسيادتها. وأن من الواضح أنَّ هذا الاتفاق يُشكّل، وبشكل واضح لا لبس فيه، تهديداً خطيراً لأمن إيران وسيادتها، وخصوصاً في ظل هذا الاشتباك العنيف في الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان وبحر العرب، والأهم، في ظلّ هذا الصراع والاشتباك الأميركي – الصهيوني ضد إيران.
ويرى أن الهدف الحقيقي من الاتفاق هو “تقديم الإمارات الحصة المطلوب منها تقديمها إلى حملة دونالد ترامب الانتخابية اليائسة”. حيث تمثل هذه الخطوة امتدادا لسياسة تطبيعية تنتهجها أنظمة الخليج مع العدو، بهدف تطويق الشعب الفلسطيني، ومن ثم وضعه أمام خيار التكيف مع استمرار الاحتلال، وإضفاء الشرعية عليه” وتجسيد معادلة ‘السلام مقابل السلام’ في مقابل معادلة ‘الأرض مقابل السلام’.التي كانت تربط التطبيع مع الأنظمة العربية بالتوصل إلى تسوية نهائية حول القضية الفلسطينية. إلا أن اليمين الإسرائيلي، وبلسان نتنياهو، عمد إلى عكس طرح معسكر الانبطاح العربي أمام إسرائيل، بدعوته إلى التطبيع كمقدمة للتسوية”.
مبينا أن حقيقة “التقارب مع تل أبيب لن يحقق السلام، بل يهدر الحقوق الفلسطينية، ويسقط حق العودة، وما سمته أبوظبي “اتفاق سلام تاريخي” و”خطوة جريئة” واستعداد لـ”فتح سفارة” ما هو إلا سراب، وشرعنة للاحتلال، ونسف لكل فرص التسوية الحقيقية، وفي مقدمتها المبادرة العربية، وحل الدولتين”.كما أن الاتفاق “يشكل تطورا خطيرا خاصة أنه يعكس خروج الإمارات عن الإجماع العربي والإسلامي وضربها عرض الحائط بكل مقررات القمم العربية والإسلامية التي طالما أكدت رفض التطبيع مع دولة الاحتلال أو التوصل لأي اتفاقات سلام معها قبل حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا بناء على قرارات الشرعية الدولية، كما يشكل هذا الاتفاق ضوءا أخضر لإسرائيل للاستمرار في بناء المستعمرات وسرقة الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس والمساس بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”. معتبرا الاتفاق “يقدم للكيان فرصة تحقيق الحلم التاريخي لبن غوريون بالانتقال بمرفأ حيفا إلى مرفأ الخليج على البحر المتوسط بدلا من مرفأ بيروت، والاتفاق الذي تمّ تقديمه كتعويض لحكومة بنيامين نتنياهو عن عدم السير قدما بإجراءات ضم الضفة، وهو ما رفضه نتنياهو”.
ليس وليد اللحظة
•من جانبه أوضح بلال محمد الحكيم / أمين عام مجلس الشورى قائلا: لم يكن ملفتا للنظر أو مفاجئا تطبيع الإمارات مع العدو الصهيوني بقدر ما لفت النظر انكشاف الكثير والكثير من المشاهير من الدعاة والإعلاميين والسياسيين وأنصاف الرجال من المبررين والمباركين والمشجعين.
مستنتجا من ذلك أن موقف وعمل هؤلاء ليس وليد اللحظة وإنما هم يعملون منذ زمن طويل كأدوات تمهيدية للوصول إلى هذه المرحلة ولما بعدها وكانت تظهر الكثير من المؤشرات على وجود تناغم في المشاريع وفي المسارات وعلى الدور الذي كانت تلعبه تلك الأدوات في تمهيد الطريق لإنجاح المشروع الصهيوني عموما فالمشروع الصهيوني متشعب لدرجة أنه يعنى بتفاصيل الأمور الصغيرة فكيف بجبهة الوعي بهدف إفراغ الأمة بشعوبها ومجتمعاتها من هويتها ومن غيرتها ومن مبادئها.
وقال الحكيم: إن هذا لا يمكن أن يتم للعدو الصهيوني إلا بتجنيد أدوات من الداخل للعمل على التزييف والحرف والعرقلة والتشويش والتأزيم والإفشال ونشر الإحباط وغياب الأفق وإفراغ القضية من مضامينها وقيمها.
و فيما يخص الشأن اليمني من إعلان التطبيع والعلاقات مع الكيان الصهيوني بيّن الحكيم بأنه انكشاف وافتضاح أحد أهم الأسباب للعدوان على اليمن (وهو أمر مكشوف منذ البداية) ولكنه جاء هذه المرة بلسان أحد المشاركين الرئيسيين في العدوان على اليمن ممثلة بكيان الإمارات ومن خلال انكشاف ارتباطها الوثيق بدولة الكيان الصهيوني التي لوحظ عليها الحرب باندفاع كبير وبأجندات كبيرة ومتشعبة بدون سابق إنذار وبصورة فاجأت الجميع في مستوى المشاركة وبحجم الحقد وبجرأة الأهداف والأطماع العلني، مؤكداً بأن الكيان الصهيوني شارك في العدوان على اليمن عبر الإمارات المتحدة التي تتحرك في سياستها ونهجها ومسارها كمنفذ مباشر لأجندات هذا الكيان الصهيوني ومشاريعه التخريبية والتدميرية داخل الأمة.
وأردف : لقد عجل الكيان الصهيوني في كشف أدواته في المنطقة سواء دولة الإمارات أو أدوات الأدوات من العاملين داخل الأمة والمقدمين أنفسهم كرموز وقادة يقتدى بهم الآلاف من المضللين داخل الأمة هل الكيان الصهيوني أراد أن يحرقهم أمام جماهيرهم مثلا أو أمام شعوبهم ليس الأمر كذلك لأن الكثير من هذه الشعوب قد تم تدجينها فعليا عبر مراحل وبأساليب متعددة وإنما التفسير الأقرب هو أن الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه من دول الاستكبار وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول التابعة، أعدوا العدة لمواجهة شاملة وأن هذه الخطوة ليست مجرد رسائل سياسية لهذا الطرف أو ذاك فكون هناك حرب قادمة تسعى لها دول الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا هو أمر محتوم فبعد أن فشلت الأدوات في حسم المعركة لصالح مشروع أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
فهم مجبرون التعجيل من بعض العناوين حتى يكون هناك اصطفاف مباشر وتسهيل للتحرك من خلال استخدامهم للمواقع والقواعد فمثلا للإمارات أهمية كبيرة بالنسبة للكيان الصهيوني بقربها من إيران وهذا مجرد سبب ثانوي وإلا فالسبب الرئيسي هو إظهار أطراف الصراع صراحة حيث يمكن أن تكون المرة الأولى التي ستحارب دولة عربية بجانب دولة الكيان الصهيوني علنا وبالمكشوف.
محور المقاومة
•فاطمة محمد _ عضو مجلس الشورى والتي استهلت حديثها قائلة : لم يكن إعلان ما يسمى بدولة الإمارات عن عزمها توقيع اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني إلا انتقال هذه العلاقة إلى طور أعلى ليس فقط لإنقاذ المجرم نتنياهو سياسيا ولا لدعم ترامب انتخابيا لان ٩٩% من الشعب الأمريكي لا يعلم أن كان في خارطة العالم نقطة تسمى الإمارات ؛وإنما أقدم هذا الكيان اللقيط المهجن على هذه الخيانة بعد أن اصبح عدوانه على اليمن كابوسا يؤرقه ليل نهار وبعد سقوط آخر معاقله الإرهابية في قيفة البيضاء .
وأضافت قائلة : وما ستكشفه الأيام القادمة من القيادات الداعشية حول الدور الإماراتي الصهيوني في دعمهم وتمويلهم وتسليحهم ،إضافة إلى أن إمساك محور المقاومة بزمام الأمور في الصراع مع الصهيونية جعل هذا الكيان يشعر بأن نهايته قد أزفت، وعدوانه على اليمن ومؤامرته في تدمير سوريا وتمزيق ليبيا وربما له يد في انفجار بيروت كل هذا جعله يشعر أنه بحاجة إلى لحماية الصهيونية العلنية بعد من العلاقة السرية التي نصفها كان واضحا وجليا على الأخص بعد أحداث سبتمبر إذ أصبحت الإمارات بوابة التمدد الصهيوني في الخليج وفي المياه الدافئة عبر موانئ دبي .
وبينت أنه و عبر عدوانها على اليمن وتدخلها لتمويل الحروب ضد امتنا، ولن يكون أخطر مما قامت به هذه الدويلة خلال عشرين عاما ضد فلسطين والقضية الفلسطينية بقدر ما سرعت بانتقال المنطقة العربية إلى عالم ما بعد الهيمنة الخليجية باختصار وان غدا لناظره قريب”.
سقوط الأقنعة
•من ناحيته أوضح طارق سلام – عضو مجلس الشورى أن السقوط المهين والمزري لدول العدوان والاحتلال يكشف حقيقة العدوان السعودي الإماراتي على اليمن ، بعد أن كان بعض المتغافلين يحاولون إبعاد قوى الاستكبار العالمي عن العدوان على اليمن ويصف ذلك بالمهزلة ، إلا إن إعلان قوى العدوان والاحتلال التطبيع مع الصهاينة اكد خفايا العدوان والاحتلال ضد اليمن وكشف حقيقة التآمر الأمريكي مع السعودية والإمارات لتمرير هذا المشروع على الدول العربية وهو ما واجه صعوبة كبيرة في اليمن الأمر الذي تطلب من قوى الاستكبار الأمريكي الإسرائيلي إعلان العدوان على اليمن .
وقال سلام : بلا شك أن التطبيع بين دول العدوان مع قوى الاستكبار الأمريكي صهيوني كان من وقت سابق إلا أنه تأخر إعلانه حتى يتسنى لهم تمرير هذا المشروع والوطن العربي يغرق في الصراع والحروب بعد أن اعدوا لها العدة وجهزوا لهذه الحروب واوقدا شعلتها في الوطن العربي حتى تنشغل الدول العربية بحالها وتنسى قضيتها الأم . مبينا أن الدول التي سلمت من مؤامرة الحروب إما إنها ستلحقها شرارة المؤامرة أو إنها قد أعدت للتطبيع منذ وقت سابق وتبقى فقط الإعلان .
وأوضح أن العدوان على اليمن واحتلال جزء من أراضيه بيد قوى التصهين العربي ، كشف أوجه التآمر و التطبيع من حيث وجود التنسيق العسكري الصهيوني العربي بين إسرائيل والدول المتحالفة على اليمن وهو مالم يحدث من قبل بالإضافة إلى أن الدور الإجرامي الذي لعبته الإمارات في عدن والمحافظات الجنوبية أكد وبما لا يدع مجال للشك المؤامرة الصهيونية الأمريكية للسيطرة على الممرات المائية المهمة التي تسيطر عليها اليمن ، ناهيك عن حجم الإجرام والوحشية التي ارتكبها العدوان في اليمن ضد الأبرياء العزل بصورة جبانة يكشف فيها الوجه الحقيقي للعدوان على اليمن .
تحت الطاولة
•وأما بليغ الشامي عضو مجلس الشورى فقال إن ما يحدث ما هو بالشئ الجديد وإنما انتقل العمل من تحت الطاولة لفوق الطاولة وصار تطبيع علني وتعاون واضح وصريح وهذا ما كان يقوله الشهيد القائد السيد حسين سلام الله عليه بان أغلب الحكام العرب تديرهم أمريكا واسرائيل
وبين إن توقيت ما حدث في هذه المرحلة هو أن العدو الأمريكي والاسرائيلي يتحركون بخطوات واستراجيات محددة عنوانها هو أن يظهروا أمام الشعوب بانهم أصدقاء ومصلحون وهذا لا يتم إلا بمراحل بحيث إذا تم لهم ما يريدون يوجهون هؤلاء الحكام الخونة بالقيام بما عليهم فعله بعد أن تكون الشعوب العربية قد دجنت على الخضوع وتعطي التبرير لكل خيانة يقوم بها حكامهم وهذا هو الحاصل الآن لم نلاحظ أي تحرك لهذه الشعوب التي قام حكامها بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي.
شعارات رنانة
• نايف حيدان – عضو مجلس الشورى قال : لابد أن نضع ألف علامة استفهام لإعلان شن الحرب على اليمن من داخل الولايات الأمريكية وثانيا الكثير يتساءل لماذا هذا التكالب بالعدوان على اليمن ولماذا دول الخليج وتحديداً السعودية والإمارات أظهرت وكشرت بأنيابها على اليمن وثالثا لماذا كل هذا الدعم السخي من قبل أمريكا لدول الخليج في العدوان على اليمن وتغطية الجرائم والمجازر بحق اليمنيين .
ولو تتبعنا بدقة نتائج هذه التساؤلات لأتضحت الرؤية في النتائج التي نسمعها ونشاهدها اليوم بهذا التطبيع المعلن والمخزي .فالتطبيع قائم قبل شن العدوان على اليمن إلا أن أحداث اليمن وصمود اليمنيين أرغم هذه الدول على إظهاره للعلن لتأتي مبررة لدى دول الخليج خوفا من ما يسمونها الأطماع الإيرانية .
وأضاف حيدان: لكن لو عدنا قليلا إلى الوراء وبحثنا في القضية الفلسطينية لأتضحت الرؤية كاملة فالذي جعل هذه القضية المصيرية تأخذ هذا الزمن الكبير بلا حل أو حسم هو الذي يخدم الصهيونية سرا وظهر اليوم علانية . خاصة وأن العدوان على اليمن كشف الكثير والكثير وأظهر كل ما كان مخفياً إلى السطح وكلما طال أمد العدوان سنسمع ونشاهد فضائح لم تكن تخطر على بال .والأمثلة عندنا داخليا كثيرة في كشف مواقف أحزاب وشخصيات كانت تظهر وطنية وبشعارات رنانة واليوم نشاهد أين موقعها من الأحداث .
ويرى أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي لم يكن جديدا لإن العداء والخبث الإماراتي على اليمن ظهر بلا أسباب مقنعة كما هو عداء السعودية لليمن تاريخيا . فاليوم يظهر ما يفعله العدو بجزيرة سقطرى وما يخطط له في حضرموت ليثبت إن المخطط الصهيوني وينفذ بواسطة تلك الأدوات التي سيصبح من السهل ابتلاعها لإنها مسلوبة القرار ولا تحمل قضية تستطيع المواجهة والدفاع عنها .
معتبرا المتغيرات الاجتماعية في الداخل السعودي مقدمة لإكمال المخطط وتنفيذ السيناريو بالشكل الذي تريده أمريكا وبريطانيا خدمة لإسرائيل .
فضيحة مدوية
•من ناحيته أوضح يحيى الرويشان – عضو مجلس الشورى إن إعلان التطبيع الكامل بين الإمارات و الكيان الصهيوني تحصيل حاصل ونتيجة منطقية لسنوات من العلاقة السرية التي بنيت على أساس التآمر المشترك والعمالة المطلقة والتنفيذ الممنهج لمشاريع الصهاينة والأمريكان في المنطقة العربية من خلال إدارة الصراع بين القوى المقاومة لهذه المشاريع والأخرى المنبطحة لها والمتفهمة لها، والواضح أن وجود الإمارات في كل هذه الصراعات كداعم ومحرك لإداوته فيها لم يكن إيجابيا ًفي معظمه وإنما جزء من مخطط صهيوني أمريكي لخلق واقع جديد يفك العزلة عن كيان الاحتلال الصهيوني المحاصر بأصحاب الحق والأرض ويسهل له توسيع رقعة وجوده الجغرافي والاقتصادي وتأثيره السياسي على حساب الحق الإسلامي والعربي والفلسطيني الأصيل في أرضه ومقدساته وثرواته وتاريخه.
ويرى الرويشان أن الإعلان عن التطبيع فضيحة مدوية للشعارات الزائفة لحكام الإمارات و صدمة للقوى المخدوعة بالإمارات ودول العدوان عموماً بقدر ما اظهر قبح زيفهم وكذب قوميتهم وانحراف أخلاقهم ومصادرة قرارهم وحقيقة عمالتهم المطلقة ووهن اقتصادهم الذي تديره لوبيات اليهود وتتحكم فيه.
وقال : لاشك أن تداعيات هذه الخطوة لن تقف عند حد مع تزايد التحركات المشبوهة من قبل بعض الأنظمة العربية لمجارات هذه الخطوة التي يجب أن تقف أمامها الشعوب العربية والإسلامية الحية والمؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية بقوة وحزم حتى استرجاع الحق المغتصب وتحرير الأراضي العربية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وطرد الاحتلال عن كامل التراب العربي وضرب المشروع التآمري الصهيوني الأمريكي مع عملائهم وشركائهم من دول العدوان على اليمن والأمة والقضية الفلسطينية، ومن لم تكن فلسطين والقدس قضيته فليس بعربي ولا مسلم.
مبينا بأن الإيمان بعدالة القضية وصدق التوجه ووضوح الرؤية وجدية التحرك وتباين الصديق من العدو كلها مقومات تجعل معركة الأمة مع هذه المشاريع التآمرية اكثر صوابية ووجوباً حتى تحقيق النصر عليها وهزيمتها مهما كان حجمها.