ما لنا وللحسين!!
عبدالملك سام
“تلك أمة قد خلت” .. بهذه العبارة يواجهك كل من يبدأ حواره بعبارة “ما لنا وللحسين” ، وبعد أن يتلقى سيلاً من الركلات المعنوية أمام منطق من يحاوره فلا يجد مناصاً من السلاح الأخير الذي يستخدمه هؤلاء المجرمون : “تلك أمة قد خلت” !!
نعم ، الأمة التي تحدثت عنها الآية قد خلت ، ولكن أمة محمد ما تزال باقية حتى يوم القيامة .. ومنطق المعاندين لا يتسق مع أي منطق ، فقد كانت الجريمة كبيرة بكل المقاييس : المجرمون ، والضحايا ، والمعركة ، والأسباب ، وما فعله المجرمون قبل وأثناء وبعد المعركة … كل شيء يدين القاتل ، ولو سألت بوذيا لا تربطه صلة بما جرى عن رأيه في كربلاء فسيقول انها جريمة وبأن يزيد يستحق الحرق إلى أبد الآبدين ..
الكلمة الذي تثير الحسرة عندما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : “حسين مني وأنا من حسين” ، يعني “مني” معروفة ، لكن “وأنا من حسين” !! كبيرة .. تهتز لها الجبال الرواسي ، وكأن من فعل هذه الجريمة أنما فعلها بالنبي نفسه !! هل تعرفون ماذا يعني أن نجد أشخاصاً يدافعون عمن قتل الحسين بعد أن سمع هذا الكلام ؟! يزيد السكير عندما وجد الأمة سكتت عن مقتل الحسين قام باجتياح المدينة واستباحتها ، ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق وفيها ابن الزبير مختبئ من بطشه ، ولولا اصابته بالجنون لاستمر في جرائمه النكراء !
الأمة فيما بعد واجهت أكثر من يزيد واحد ، فقد تربع الطغاة على العروش لينكلوا بهذه الأمة فيقتلون وينهبون وينتهكون الحرمات ، فالصمت عن الجريمة جريمة ، ولو أنهم أحيوا النموذج الثوري الحسيني الذي لا يعترف بفارق الإمكانيات حين تواجه الطغاة والظلمة ، لما تجرأ أشباه يزيد أن يعيثوا فسادا في أمة كان من المفترض أن تسود باقي الأمم ، ولكن الظلم ظلمات ..
اليوم نحن نقول ما قاله الحسين وهو يواجه فارق العدد والعدة الهائلين في مواجهة الكفر والإجرام والعدوان : “ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، واُنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام” .. اللهم إنا نحب الحسين ونتولاه ونبرأ من قاتليه المجرمين الكافرين ، اللهم احشرنا مع الحسين ريحانة رسولك وسيد شباب أهل الجنة .. عظم الله أجورنا في مصابنا بأبي عبدالله .. وهيهات منا الذلة.