رئيس البرلمان الإيراني: الإمارات ستكون جزءا من الرد على الاعتداءات الإسرائيلية
أفق نيوز – متابعات إخبارية
ذر مساعد رئيس البرلمان الإيراني حسين أميرعبداللهيان أنه وبعد تطبيع الإمارات مع الكيان الصهيوني فإن أي حدث ظاهر أو مبطن سوف يحدث على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أو عملائهم في الجمهورية الإسلامية سيجعل من الإمارات جزءا من الرد على هكذا احداث، مشددا على أن قرار التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مستقلا، بل جاء نتيجة ضغوط أميركية وإسرائيلية.
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية أكد أميرعبداللهيان أن مؤتمر الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية الذي عقد في بيروت مؤخراً، بعث برسالة قوية إلى الإمارات وإلى الدول التي تفكر في السير على خطاها وكذلك إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي تؤكد أن مستقبل العمل الفلسطيني في المنطقة سيكون مختلفاً تماماً، معربا عن تفاؤله بالمقاومة وبالقضية الفلسطينية، ومعتبراً أن المؤشرات تؤكد على أن كيان الاحتلال الاسرائيلي آيل للسقوط.
وإليكم نص اللقاء:
العالم: إلى أي مدي يمكن أن ننظر إلى الإمارات على أنها دولة مستقلة من حيث السياسة الخارجية، فالبعض يعتقد بأن الإمارات تتبع السياسية الأميركية الخارجيية بكافها ولامها.. كيف تنظرون إلى ذلك؟
أميرعبداللهيان: أنا وباقتضاء عملي كانت لدي محادثات كثيرة مع المسؤولين الإماراتيين، فقبل أقل من 8 أعوام توجه هؤلاء نحو تبني تصور خاطىء، وهو أنهم اعتقدوا أنهم باتوا الأعلى ضمن الدول الست في الخليج الفارسي، كما هم يرون أنفسهم يتمتعون بوضع أفضل حتى من المملكة العربية السعودية.
أنا ذات يوم سألت مسؤولا إماراتيا رفيع المستوى بأي وازع دخلتم الحرب مع اليمن؟ وهل تعتقدون أن تصرفكم هذا بالنسبة لبلد عربي عريق، صحيح أم لا؟ فقال لي ذلك المسؤول إننا نمتطي المهر السعودي المسرج في اليمن، وفي النهاية نعتقد أن الرابح في حرب اليمن سوف تكون الإمارات وليس السعودية، وأنا بدوري قلت له إنما الرابح في الحرب هو الشعب اليمني المغلوب على أمره، لذلك أرى أن هذه الأبراج الشاهقة في أبوظبي ودبي قد تسببت بالخيلاء لدى المسؤولين الإماراتيين، وهذا ما دفعهم للخوض في حرب اليمن والتطبيع مع الصهاينة.
الحقيقة المرة في التطبيع الإماراتي الصهيوني والذي نرفضه، هو أن الإمارات تقبع تحت البسطال الأميركي، وبعض ما حدث من الأحداث المرة التي شهدناها مؤخرا هي لم تكن قرارا مستقلا من حكام الإمارات بل إن الضغوط الأميركية والصهيونية هي التي جعلت الإمارات تقبل الرضوخ لهذه المذلة، وأن تقوم بهذه الخيانة بحق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
العالم: كيف يمكن تعريف العلاقات السعودية الإماراتية؟ فيبدو أن هناك صداقة ممزوجة بالمنافسة الشديدة بين المحمدين؟
أميرعبداللهيان: قاعدة اللعبة التي كانت تحكم الجيل القديم في السعودية والإمارات كلاسيكيا هو أنهم كانوا يحترمون ويوقرون كبرائهم وجيرانهم، ولكن في السنين الأخيرة ومع صعود محمد بن زايد في الإمارات ومحمد بن سلمان في السعودية سلك هؤلاء مسالكا جديدة، ففي السنين الأخيرة بذل بن زايد جهودا لإعطاء صورة إيجابية ناصعة من محمد بن سلمان لدى الأميركان والغرب بشكل عام، لذلك يرى بن سلمان نفسه مدانا لبن زايد من حيث تثبيت مكانته بصفته ولي عهد السعودية، كما أن بعض الأحداث الإقليمية جعلت الممحمدين يقفان إلى جانب الآخر، وأهمها هو الاعتداء على الشعب اليمني، فالإماراتيون ومن منطلق استعماري يسعون لتأمين مصالح لهم في الجنوب اليمني.
في اليمن هناك أكثر من تنافس بين السعودية والإمارات، بحيث يمكننا القول حتى إن البلدان شهدا في العامين الماضيين خصاما في اليمن، لكن اليمنيين وبحنكة ومقاومة عالية ردوا بقوة على عدوان التحالف السعودي الإماراتي الإسرائيلي البريطاني الأميركي على اليمن.
أميرعبداللهيان: الإمارات ستكون جزءا من الرد على الاعتداءات الإسرائيلية
العالم: لقد انهار التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ولكن مازال يبدو أن هناك تعاون بين المحمدين في موضوع اليمن، في وقت تشهد الساحة اليمنية خلافات كبيرة بين الإماراتيين وحكومة هادي، وبالمقابل خلافات كبيرة بين السعودية والجنوبيين المدعومين من قبل الإمارات، برأيكم ما هي حقيقة التعاون الإماراتي السعودي في اليمن؟
أميرعبداللهيان: أولا، هناك مستوى من التعاون بين الإمارات والسعودية، لأن كلاهما متورط في حرب اليمن، وكلاهما يبحث عن مخرج مشرف من الحرب، ولكن نظرا لعدوانية رؤاهم تجاه اليمن، لم يتمكنا من تحقيق هذا الهدف بعد، لكن تنافساً وآثاراً من العداء تطفو على جيل الشباب من حكام السعودية والإمارات.. وإنما إطالة أمد الحرب على اليمن وخلافهما حول المستقبل السياسي لليمن مؤشر على ذروة التنافس وآثار العداء بين البلدين.. لكن الإماراتيين يريدون إسقاط السعودية ورفع أنفسهم.
كما أن تجاسر الإمارات في التواصل مع الكيان الصهيوني هو أحد الأسباب أيضا، حيث أن الإمارات تعتقد أنها لو ربطت نفسها بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، يمكنها آنذاك لعب دور أكثر نشاطا في المنطقة.
ذات مرة كنت أتحدث مع مسؤول إماراتي وذلك عندما كانت الإمارات نشطة للغاية في غارات الناتو الجوية على ليبيا، وتحديدا عندما تمت الإطاحة بنظام القذافي.. آنذاك شاركت الإمارات مع الناتو، وبطائرة مقاتلة عسكرية واحدة فقط، في عمليات إسقاط العقيد القذافي.
أنا مازحت ذلك المسؤول الإماراتي الذي كانت تربطني به علاقة صداقة، لكن ما كنت أقوله كان جديا؛ قلت إن الإمارات يجب ألا تخوض حربا لأن لديكها مكانة اقتصادية وتجارية في المنطقة.. فالإمارات لا تحتمل خوض حرب ولا تطيق عواقب ذلك. عندما كنت أذكر له المثال قلت لا تنسوا بأنكم تشاركون بطائرة مقاتلة واحدة ضمن حلف شمال الأطلسي في الحرب الليبية ضد العقيد القذافي، وكانت قائدة تلك الطائرة امرأة وصادف أنها إيرانية الأصل، وسألته ما شأن الإمارات والحرب؟! ما شأن الإمارات بالعدوان على دولة ذات حضارة عربية وإسلامية عريقة في المنطقة؟!
أريد حقا أن أقول للسيد محمد بن زايد وجميع كبار المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة ألا يتصرفوا في سياستهم الخارجية بناء على الأوهام، بل أن ينطلقوا من الحقائق. ففي بعض الأحيان يا حبذا لو نظروا إلى خارطتهم الجغرافية وانتبهوا إلى حجم جيرانهم، لكي يعدلوا سياستهم الخارجية بما يتناسب مع قدرتهم وموقعهم وقوتهم، ومع نظرة ودية بالنسبة للجيران، وليس من خلال بيع الجيران وفلسطين إلى أميركا والصهاينة المغتصبين.
العالم: ما هو المصير الذي تتصوره لليمن في ظل هذا التعاون المشوب بالتنافس والعداوة أحيانا بين السعودية والإمارات؟
أميرعبداللهيان: بادئ ذي بدء، أعتقد أن السعودية والإمارات تنفذان خطة اللوبي الصهيوني والأميركي بالنسبة لليمن، وهدفهما الأساسي هو تقسيم اليمن، أي أنهما باتا عملاء لبريطانيا والولايات المتحدة والصهاينة.. ولكن ما حدث هو أن أنصار الله وحلفاؤها وجميع القبائل اليمنية الأصيلة حالوا دون تحقيق هذا الهدف الأميركي الصهيوني، والذي تنفذه السعودية والإمارات.
أعتقد أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية سوف لن يكون لهما مكان في مستقبل اليمن، ويمكنهما التعويل كبلدين من بلدان المنطقة ومن حيث قربهما من اليمن لا أكثر، فإذا بقيت وجهة نظرهما وجهة استعمارية، فقد فشل مستعمرون عظام مثل بريطانيا العظمى في هذه المنطقة واندحروا منها صاغرين، سيرى السعوديون والإماراتيون أن الأميركيين وفي مستقبل غيربعيد، ورغم كل مزاعمهم، سيتركون منطقة غرب آسيا في حالة ذل.. وأن مستقبل اليمن بالتأكيد يقرره الشعب اليمني وجميع الأطراف والأحزاب اليمنية، وليس اللاعبين الآخرين الأجانب.
العالم: يبدو أن الإمارات، مثل البرتغاليين في القرن الثامن عشر، تتطلع إلى تكوين أرخبيل مترابط في أنحاء العالم، من اليمن إلى الصومال وليبيا وما إلى ذلك. إذا كان الجواب نعم، فهل تعتبر هذا الحلم واقعيا؟
أميرعبداللهيان: سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة نتائج جيدة في مجال التجارة والاقتصاد في منطقتنا باسمها، لكنها ارتكبت خطأ استراتيجيا في متابعة القضايا الإقليمية من الخلال العسکر.. وفي نفس الوقت هم يحاولون التدخل بمختلف الحروب في المنطقة، أو إطلاق جزء من الصراع.
حاولت الإمارات التدخل في مصر وليبيا وكذلك في اليمن، وحتى في البحرين وسوريا، وذلك بالاستعانة من الأموال الطائلة التي تمتلكها، وذلك لكيي تلعب دور الممثل والفاعل، لكنها للأسف لعبت دورا سلبيا في هذه المجالات. ندعو دولة الإمارات إلى محاولة لعب دور بناء وإيجابي في المنطقة والتفكير في أمن المنطقة والصداقات والجوار والتعاون. والخطأ الكبير الذي ارتكبته هو أنهل وقعت اتفاقية تعاون مع الغدة السرطانية في المنطقة. وهذا يمكن أن يجلب مستقبلا سيئا للغاية لدولة الإمارات العربية المتحدة. فلن يسكت الفلسطينيون على هذه الخيانة التي ارتکبتها الإمارات.
اليوم ليس مثل عقود قليلة مضت عندما وقع أنور السادات على كامب ديفيد. اليوم، التطورات سريعة للغاية ومعقدة للغاية. أنصح أصدقائي الإماراتيين بمراجعة مصير أنور السادات وتصحيح سلوكهم تجاه المثل العليا للمسلمين وقضايا فلسطين.
تمكن الإماراتيون من تحقيق مكانة اقتصادية جيدة نسبيا في المنطقة على مدار العقدين أو العقود الثلاثة الماضية، لكنهم ارتكبوا خطأ استراتيجيا من أجل مواصلة العمل. في نفس الوقت، أعتقد أنهم خُدعوا جراء الاتصالات السرية للكيان الصهيوني، وبالطبع، تحت ضغط الأميركيين، قاموا بمثل هذا الفعل الخاطئ. أعتقد أن الخطأ الذي ارتكبه محمد بن زايد قد يكون من الممکن أن يقوم محمد بن راشد باتخاذ تدابير أکثر حکمة، وهناك أشخاص آخرون في الإمارات العربية المتحدة يمكنهم تصحيح هذا الخطأ الاستراتيجي والعودة عن هذا المسار الخاطىء. عرضت الإمارات أمنها للخطر جراء تعاونها مع الکيان الصهيوني.
بأي حسابات كانت الإمارات قد دخلت التعاون مع الكيان الصهيوني فهي وأولا تعرض أمنها بالذات للخطر، لأن الصهاينة أين وضعوا أقدامهم كان انعدام الأمن ثمرة ذلك، وفي الدرجة الثانية فإنهم يعرضون بذلك أمن الخليج الفارسي للخطر، وثالثا يعرضون أمن انتقال الطاقة من هذه المنطقة، ورابعا يعرضون بذلك أمن جيرانهم ومنها الجمهورية الإسلامية للخطر.
ومنذ أن أفصحت الإمارات تطبيعها لعلاقاتها مع الكيان الإسرائيلي الموهوم فإن أي حدث ظاهر أو مبطن يحدث على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أو عملائهم في الجمهورية الإسلامية أو المنطقة فإن الرد الذي سوف يأتي سوف لن يكون موجها للكيان الصهيوني وحسب، وسوف تكون الإمارات جزءا من الرد.”
على الإماراتيين ألا ينسوا أن تعامل نتنياهو معهم في هذه القضية كان يتضمن ذلك القدر من الإهانة بحيث أنه يشعر أن الإمارات بأكملها ليست سوى مستوطنة صهيونية يزيح الستار عنها اليوم، وهذه إهانة ارتضاها محمد بن زايد للشعب الإماراتي وللمنطقة، ونحن آسفون بشدة لذلك، ونأمل كثيرا أن يعود أصحاب العقول في الإمارات العربية المتحدة من هذا الطريق الخطأ.
مع ذلك فإن العربية السعودية لم تنحو منحى أفضل من الإمارات، فأن تسمح الرياض لطائرات الكيان الموهوم والمجرم الصهيوني من استخدام أجواءها فهذا أقل ما يمكن لها أن تفعله لهذا الكيان، فهي التي تزعم أنها خادمة الحرمين الشريفين لا يمكنها أن تتخذ نفس مسار الإمارات، لذلك فإن إجراء السعودية هذى يجب وصفه بالخيانة الكبرى للقضية الفلسطينية وللدول والأمة الإسلامية.
لذلك، نحذر السعوديين مثل الإماراتيين من أن الأوان لم يفت بعد ويمكن التصرف وفق العقل والتدبير. وننصحهم بالابتعاد عن المسار الخاطئ الذي یسلکونه وربما البحرين سيسلک مسارهما، ونطلب منهم عدم التلاعب بأمن المنطقة عبر التعاون والتطبیع مع أكثر الأنظمة إجراما کالنظام المزيف لإسرائيل. اتخاذ قرار مستقل بما يتناسب مع مصلحة البحرين وشعبه.
العالم: برأيكم من ستكون الدولة التالي التي تنوا نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ومتى سيكون دور السعودية في التطبيع؟
أميرعبداللهيان: يسعى الصهاينة إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية ويريدون من خلال ذلك الوصول بشكل أوسع إلى الدول العربية الإسلامية في المنطقة، وذلك بهدف تنفيذ الخطة الصهيونية الكبرى التي تهدف لتقسيم المنطقة بشكل أسرع، ستستنتج السعودية من علاقتها مع الكيان الصهيوني أن الخطط الأميركية الصهيونية لتفكيك السعودية ستنفذ بشكل أسرع، وهناك وجهة نظر مشابهة حيال الإمارات أيضا؛ قد تقول أن الإمارات ليست دولة كبيرة ، لكن الصهاينة يريدون من خلال مؤامراتهم السرية تقسيم الإمارات إلى 7 دول أو مناطق منفصلة، وهذا ما سعوا لتحقيقه في السنوات الأخيرة ضد إيران والعراق وسوريا وحتى مصر وتركيا.
تتعرض بعض الدول للضغوط الأميركية والصهيونية للقبول في التطبيع، وعلى سبيل المثال فنظام آل خليفة في البحرين ليس لديه مشكله مع تطبيع العلاقات مع الكيان ولكن نأمل ألا يرتكب أي بلد عربي آخر الخطأ الذي ارتكبته الإمارات، عليهم أن ينتبهوا لعواقب هذا الموضوع.
أكبر خطأ يرتكبه الإماراتيون هو أنهم بدل من أن يلعبوا في أرضهم فهم يلعبون في أرض الأميركيين والصهاينة كما يحدث مؤخرا، وما حدث مؤخرا زاد من احتمالية إضعاف الإمارات في المنطقة وهذا يعني زيادة التوتر في المنطقة وهذا الموضوع يمكن أن يؤثر سلبا على كل دول المنطقة ومن ضمنها الجمهورية الإسلامية في إيران.
حكام الإمارات اصيبوا بدوار سياسي شديد وهذا قد يدفعهم لاتخاذ قرارات خاطئة وارتكاب اخطاء استراتيجية، وهذا الموضوع من شأنه ارجاع الإمارات إلى الوراء، وإذا لم تعيد الإمارات النظر في علاقتها مع الكيان الصهيوني وسياساتها تجاه جيرانها والمنطقة، فإن الصهاينة الذين دخلوا الإمارات بثوب السلام سيعيدون حكام الإمارات عقودًا إلى الوراء.
العالم: أين تقف البحرين من التطبيع؟
أميرعبداللهيان: يعاني النظام البحريني من مشاكل داخلية عديدة وقد ابتعد حكام البحرين كثيرا عن شعبهم، حيث أن انتهاك حقوق الإنسان في البحرين مازالت تشكل معضلة حقيقة في البحرين ورغم تفشي وباء كورونا مازال السجناء والسجون موجودة وبكثرة في البحرين، إذا اراد آل خليفة الكشف عن علاقاتهم المخفية مع الكيان الصهيوني سوف تنطلق موجة جديدة من الاعتراضات في البحرين، لكن للأسف فإن آل خليفة يتخذون قراراتهم تحت تأثير السياسات الأميركية والسعودية، نأمل أن يستطيعوا اتخاذ قرار مستقل بما يتناسب مع مصلحة البحرين وشعبه.
العالم: يتم في هذه الأيام تنفيذ قانون قيصر ضد سوريا بصرامة بالتزامن مع ازدياد الإعتداءات الإسرائيلية على الأرضي السورية.. لماذا، هل هذا الموضوع يهدف مساعدة ترامب في الانتخابات أو إبعاد إيران عن سوريا.. أم أن هناك أسباب أخرى؟
أميرعبداللهيان: على ما يبدوا أن تكثيف الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على الأرضي السورية، ينصب ضمن محاولة الإسرائيليين كسب معلومات عن قدرة منظومة الدفاع الجوي الإيراني في سوريا ومواقع استقرارها، القضية السورية بالنسبة لنا قضية استراتيجية وعلاقاتنا مع سوريا هي خط أحمر ولا نسمح لأحد أن يعبر خطوطنا الحمراء في سوريا، ونحن مستمرون بدعم سوريا على المستويين السياسي والاستشاري، الأعداء مازالوا يعملون ضمن الإطار الذي رسموه لنفسهم منذ البداية الذي يهدف إسقاط النظام السياسي في سوريا، هم يسعون لتحقيق هذا بطرق أخرى، ويسعون من خلال الضغوط الاقتصادية المتمثلة بقانون قيصر رفع مستوى الاحتجاجات في الداخل السوري.
مثلا في لبنان وبعد انفجار بيروت قالوا إن هذه المواد التي انفجرت تعود لحزب الله، وبعد أن فشلوا في إثبات هذه الكذبة الكبيرة راحوا يروجون لأن وجود سلاح المقاومة يجعل الدول الغربية غير مستعدة لإرسال المساعدات الدولية إلى لبنان، ومن ناحية أخرى يسعون لتجويع الناس وتقليل ضخ الدولار والعملة الصعبة ليقولوا إن ما يعاني منه الناس هو بسبب حزب الله، هذه سياسة الضغط الاقتصادي نفسها التي سعوا لتنفذها ضد إيران وسوريا، كما أنه خلال الأشهر القادمة ستشهد سوريا انتخابات رئاسية، وهم يسعون من خلال تنفيذ الضغوط القصوى أن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه خلال سنوات الحرب التسعة، ولكن نحن متأكدون أن هذه الطريق لن تؤتي أكلها للأميركيين لا في لبنان ولا سوريا ولا الجمهورية الإسلامية في إيران.
العالم: ما الذي يبحث عنه ماكرون في المنطقة بعد زيارته إلى العراق بعد لبنان، حيث تحدث عن خطة قدمها للمسؤولين العراقيين وينتظر الرد؟
أميرعبداللهيان: في البداية أعتقد أن السيد ماكرون لديه أيضا وهم كبير، فقبل معالجة الملف اللبناني، يجب عليه مراجعة مجتمعه وحل مشكلة الحكومة الفرنسية مع السترات الصفراء والمحتجين والمهاجرين الذين يعيشون في أصعب الظروف في البلاد.
سلوك ماكرون الاستعماري في زيارتيه إلى لبنان وتهديداته وتدخلاته في لبنان يعود إلى العصر الحجري، عندما كان للفرنسيين وبعض المهيمنين ما يقوله، بينما اللبنانيين قادة شعبا يتمتعون بمستوى عالٍ من التفاهم ويمكنهم أن يقرروا مستقبل بلدهم، ولا يحتاجون إلى الوعود الفارغة بالمساعدات التي يطلقها ماكرون.
يواجه ماكرون نفسه مشاكل عديدة ضمن القضايا الاقتصادية في فرنسا، وأصبحت من المشاكل الكبيرة لدرجة أن مئات الآلاف من الناس يأتون إلى الشوارع فيما يتم قمعهم، فلا حاجة لعرض ماكرون عضلاته في لبنان.
أعتقد أن حنكة القادة والأحزاب اللبنانية أدت إلى إجماع سريع على تشكيل الحكومة الجديدة، وبالتأكيد ستجتاز الحكومة اللبنانية الجديدة هذه المرحلة إذا توقفت التدخلات الخارجية، بما في ذلك التدخلات السعودية والفرنسية وغيرهما. يمكنهم بسهولة اجتياز هذه المرحلة. طبعا سنستفيد إلى أقصى حد من دورنا البناء في دعم الشعب اللبناني والمساهمة في إرساء أمن هذا البلد واستقراره وتنميته دون أي تدخل في لبنان، كما نوصي الآخرين بأنه يمكنهم المساعدة البناءة ومن دون تدخل، ووفق مطالب القادة السياسيين اللبنانيين.
هناك خلافات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، وتسعى فرنسا نوعا ما لتولي القيادة الأوروبية أو العمل كفاعل مستقل، كما هناك تقسيم للأدوار بين الأميركيين والفرنسيين، حيث أن الفرنسيين يؤدون دور قوات المشاة لأميركا في لبنان، ويسعون لتحقيق الأهداف الأميركية والفرنسية المشتركة وبنظرة استعمارية جديدة وبأساليب جديدة في لبنان، وأعتقد أن تسرع ماكرون وتهديداته تتعارض مع مصالح وسياسات فرنسا والولايات المتحدة في لبنان.. اللبنانيون لديهم قادة أذكياء، وهم قادرون على تشكيل أفضل مستقبل لبلدهم، وبالنظر إلى مثلث المقاومة والجيش والحكومة، والذي يتوسطه الشعب والأمة اللبنانية يمكنهم تحقيق أفضل مستقبل لبلادهم.