إسقاط “إمارة #البيضاء”.. إحباط للتوطين الإرهابي
لم يكن لافتا ولا غريبا ما قاله مؤخراً محافظ شبوة الشيخ أحمد الحسن الأمير عن قيام التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي ومليشياته بإعادة توطين عناصر “القاعدة” و”داعش” الإجرامية في عدد من مناطق مديريات المحافظة.
ويكشف حديث محافظ شبوة وبما لا يعد مجالا للشك حقيقة ارتباط تحالف العدوان وأمريكا بالتنظيمات الإرهابية.أفق نيوز |
يؤكد ذلك تواتر معلومات من مناطق بشبوة أن “العشرات من عناصر وقيادات القاعدة وداعش التي تلقت هزيمة نكراء من قبل رجال الجيش واللجان الشعبية في مديرية ولد ربيع التابعة لمحافظة البيضاء مؤخرا فروا محملين بأذيال الخزي والعار باتجاه عدد من مناطق محافظة شبوة بتنسيق مع تحالف العدوان وأدواته في المحافظة”.
ويرى مراقبون محليون أن العملية العسكرية التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مديرية ولد ربيع “أكدت بالأدلة والبراهين أن أمريكا وإسرائيل صانعة “الإرهاب” في المنطقة والعالم، وأن دول العدوان السعودية والإمارات مجرد أدوات لتمويل “الإرهاب” الدولي في المنطقة”.
مصادر سياسية في ذات السياق وتعليقا على هزيمة داعش والقاعدة قالت :لقد وجهت القوات المسلحة اليمنية ضربة موجعة لتنظيمي داعش والقاعدة والتحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الذي يشن حرباً ضروساً على اليمن منذ عام 2015م، تمثلت في إسقاط إمارة البيضاء التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ سنوات.
المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيي سريع وعقب عملية القضاء على العناصر التكفيرية في البيضاء، جاء بيانه الموجز بمثابة إعلان عن نصر عسكري كبير حققته القوات المسلحة اليمنية ونجاحها في تلك العملية العسكرية بمناطق قيفه “ولد ربيع والقرشية ” وإنهاء وجود التنظيم الإرهابي فيها وإلى الأبد..بعد أن ظلت شماعة لعقود يوظفها الأمريكان وأدواتهم محليا وإقليميا للتدخل في شؤون اليمن.
وبالنظر إلى تلك المعطيات فنحن أمام نصر كبير بعد أن راهن تحالف العدوان على عناصر تنظيمي داعش والقاعدة في القتال والحرب على اليمن وإيقاف تقدّم القوات المسلحة واللجان الشعبية من خلال إيكال مهمة الأعمال الإرهابية والتخريبية وتنفيذ التفجيرات وزعزعة الأمن والاستقرار، إلى القاعدة وداعش.
ووفق تقرير لخبراء عسكريين محليين فإن ما تمتلكه القوات المسلحة واللجان الشعبية من خبرات قتالية اكتسبتها عبر مسيرتها الطويلة والعمليات العسكرية التي نفذتها، مكنها من أن تلحق بتلك العناصر الإرهابية هزيمة قاسية ودحرها من محافظة البيضاء، رغم الدعم العسكري الكبير الذي تلقته تلك العناصر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة من قبل العدوان، والمتمثل في الدعم والإسناد الجوي وتقديم مختلف أنواع الأسلحة والذخائر.
وحسب التقرير فقد سقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت دول العدوان تتلاعب بها كورقة سيئة الصيت تمارس من خلالها لهوها الخفي لقتل اليمنيين في أماكن تواجدها واستثمار إرهابها أيضا في حربها ضد اليمنيين .
ويعد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من حسم هذه الورقة والمعركة بمثابة رسالة قوية تعكس تطور أداء القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية في مواجهة التنظيمات الإرهابية والتي حسمتها في زمن قصير واستمرت معركتها سبعة أيام وخلصت إلى نتائج غاية في الأهمية، ومنها سقوط 250 من عناصر داعش والقاعدة بين قتيل وأسير ومصاب من جنسيات عربية وأجنبية، فيما لقي خمسة من زعماء وأمراء الإرهاب مصرعهم منهم زعيم تنظيم داعش والمسؤول الأمني والمسؤول المالي، وأسر العديد من تلك العناصر وتحرير ما مساحته ألف كيلو متر مربع والسيطرة على 14 معسكراً منها ستة لداعش وأخرى للقاعدة ووثائق مهمة..طبقا لمعلومات أوردها الناطق الرسمي للجيش واللجان الشعبية.
وأمام هذا الإنجاز النوعي وحتى في ظل إعادة دول العدوان ترتيب انتشار ما تبقى من هذه الجماعات المتطرفة في الجغرافيا اليمنية الواقعة تحت سلطة الاحتلال والمرتزقة فإن عملية قيفة كشفت الإرهاب الأمريكي والسعودي وأسقطت إمارات الإرهاب في البيضاء والتي ستكون بداية بإذن الله لتطهير اليمن من إرهاب دول الاستكبار ووجود أدواتها الاستخباراتية الممثلة بتنظيمي القاعدة وداعش.
وراهنا يرى مراقبون أن محاولات توطين داعش في الشمال تحديدا كما كان مخطط له كورقة اشتغل عليها العدوان قد فشلت وبالتالي يلجأ تحالف العدوان من جديد إلى إعادة توطين تلك الجماعات المتطرفة في الجنوب كي يعيد تحريك ورقة الإرهاب في اليمن من جديد متى شاء عل ذلك يشفع لشرعنة وجوده مستقبلا وهو الذي سوق نفسه كمحارب للإرهاب ويربط مصير الجماعات الإرهابية في اليمن بمستقبل وجوده في هذا البلد.
لكن مالم يدركه التحالف ويعمل حسابا له أن تحرك الجيش واللجان الشعبية الجاد للقضاء على تلك الجماعات لم يعد أمرا للاستهلاك الإعلامي وهذا ما أكدته معركة البيضاء التي نجحت بكل المقاييس وكانت ضربة قاصمة في الوقت المناسب.
وليس جديدا سعي تحالف العدوان إلى توطين داعش والقاعدة في الجنوب فقد أشارت تقارير إعلامية إلى معلومات استخباراتية تؤكد أن قوى العدوان تستعين بالعناصر التكفيرية، وتسهّل وصول العشرات من تلك العناصر إلى عدن وإلى محافظات جنوبية قبل انتقالها إلى الجبهات، ومعظمها يتم استدعاؤها من سوريا.
ويبقى الجنوب مسرحا مفتوحا للعب بورقة الإرهاب وتلعب الإمارات في هذا الميدان من خلال أدواتها المحلية بشكل أكبر بحكم سيطرتها المطلقة هناك ومن وقت مبكر ووفقا لتقارير محلية فقد وقعت في 2016م اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة تتولى بموجبها “محاربة الإرهاب” جنوب اليمن ،واتخذت من سياسة الاستقطاب لعناصر الجماعات الإرهابية خيارا وحيدا لإخفاء عمليات هذه الجماعات التي كانت حتى وقت قريب تتباهى بقتالها إلى جوار التحالف في مدن عدة .
ونشرت عدة مقاطع لإعدام أسرى، لكن هذه الجماعات التي ظلت أدوارها مقتصرة على العمليات المنفردة خلال السنوات الماضية باتت اليوم سلطة في الجنوب تقتل وتخطف وتعذب خصومها وخصوم الإمارات معا باسم “الشرعية” وقد مكن انتشار القاعدة في محافظات جنوب وشرق اليمن بمسميات عدة الإمارات من فرض واقع جديد في هذه المناطق انعكس بسيطرتها على حقوق النفط والغاز في شبوة وتوجهها نحو تحقيق الانفصال .
ولذلك فإن مراقبين تابعين للأمم المتحدة كشفوا في تقرير لهم رفع إلى مجلس الأمن أن تنظيم القاعدة لا يزال “صامدا بشكل ملفت”، ويشكل خطرا أكبر من تنظيم داعش في بعض المناطق . ويوضح التقرير، أن فرع القاعدة في اليمن يشكل مركزا للتواصل لمجمل التنظيم.
ويتوقع تقرير لمراقبي الأمم المتحدة أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن ، سيشكل تهديدا” كبيرا” لأمن واستقرار الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي كما سيشكل تهديدا” حقيقيا” لأمن الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب في المستقبل خصوصا” بعد تراجع نشاط بقية تنظيمات السلفية الجهادية في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من الدول التي كان ينشط بها تنظيم داعش الإرهابي .
وفي كل الأحوال انتهاء الجماعات الإرهابية في جنوب اليمن تحديدا مرتبط بوجود التحالف ودعمه لهذا الجماعات وجميعها مؤشرات بان العدوان يعد لفرض وجود قواعده التي بناها في جزر يمنية عدة بحجة مكافحة الإرهاب في حال توصلت الأطراف اليمنية إلى اتفاق سلام بعد حرب يقودها تحالف العدوان منذ مطلع العام 2015م.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن انتصار الجيش واللجان الشعبية في معركته أمام داعش والقاعدة مؤخراً في البيضاء يؤشر أن صنعاء واليمن عموما التي ظلت تعاني من وحشية جرائم هذه العصابات لعقود مضت ونجحت فعلا بالقضاء عليها لن تسمح بوجودها أو إعادتها مجددا .