بين ثورة الإمام زيد “عليه السلام” وثورة سبتمبر 2014 الضربات الحيدرية .. نهج السيف الذي لن يُترك
صلاح محمد الشامي
• حين قال الإمام زيد عليه السلام : (والله ما ترك قوم حرَّ السيوف قط إلا ذلوا)، لخص نهجاً لا بدّ منه في ظل تعسف الطغاة، واستكبار المتسلطين، لكي يحيا الإنسان – في كافة أرجاء هذه المعمورة – في عزة وكرامة، ولذلك قال ( قوم ) ولم يحدد هؤلاء القوم بديانة أو منطقة .. لذلك فإن ثورته كانت عالمية، كما هي ثورتنا الآن، ثورة 21 من سبتمبر 2014م .. لقد كانت أيضاً ثورة الحسين عليه السلام عالمية، كثورة زيد، فالثورتان قامتا ضد أعتى قوة وأقوى دولة في زمانهما، وهي الدولة الإسلامية، لكنها للأسف كانت تحت قيادة طغاة ذلك العصر ( بني أمية ) .. وبسبب حيادها عن تعاليم الإسلام الحقة أطلق عليها اسم الدولة الأموية، حتى لا يصطبغ معنى الدولة الإسلامية بما صب عليها بنو أمية من تغيير وتشويه، مازال التاريخ يتحدث عن مثالبهم التي جلبوها عليها، وعن جرائمهم، وسيظل يتحدث حتى قيام الساعة..
• هنا نتكلم عن توأمة الثورتين، ثورة الإمام زيد، وثورة سبتمبر 2014م ، فهذه امتداد لتلك، وتلك رافدة لهذه، نأخذ منها الدروس والعبر، ونعمل على تلافي أخطاء وقع فيها أنصار الإمام ( زيد )، من تخاذل وتهاون وغيره، ولأن ثورة الحاضر وقعت في اليمن، واليمني – كما هو معروف – لا يمكن أن يسكت عن ثأره، أو يطأطئ رأسه لعدوه، مهما ذاق من ويل وتجرع من عذاب، فهو منتصر بإذن الله، لعوامل ترتبط بمكان وزمان حدوث هذه الثورة، ونوعية الرجال المتحركين بها وفيها، ومستوى الوعي الحالي الذي تدفقت فيه روح المسيرة القرآنية، ثم إن اليمني – الموصوف بالإيمان والحكمة، والمشتهر عبر التاريخ الإنساني بالقوة والبأس – تختلف جيناته عن جينات غيره، فهي لم تزل أصيلةً أصلية لم يمازجها عنصر دخيل ولم تزل أخلاق اليمني عربية، وإيمانه يمانيّاً، أوليس ( الإيمان يمان )؟!! .. ألم يقرر ذلك ويصرح به ويعلنه على الملأ خير بني آدم، سيد الأخلاق، ومعدن الشمائل، وتجلي الصفات المثلى محمد رسول الله “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” الذي لا ينطق عن الهوى؟!! ، وهل يمكن أن يكون المؤمن جباناً، كلا والله، فأين إيمانه إن جَبُن، وأمام من يجبُن والله معه، وما أمامه إلا الجبناء الذين يقاتلون في سبيل المادة، وتحت وطأة جبنهم وخوفهم من أسيادهم، وهل يجوز لهم أن يرتدوا الشجاعة وهم كذلك؟!!
• الضربات الحيدرية التي منيت بها السعودية مؤخراً، وهي في طريقها إلى التطبيع، أو إلى إعلانه – عند تحري الدقة -، تثبت لها أن ما هي مقدمة عليه من تقديم المقدسات الإسلامية لأعداء الإسلام وأعداء الإنسانية بشكل عام لن يعصمها من ضربات أشد إيلاماً وأكبر وجعاً، بل سيستفز اليمن وسيحفزه على القضاء في يوم واحد – بمشيئة الله – على كل قصر للأسرة الحاكمة، وقصف كل مطار، حتى تلك السرية والخاصة داخل أسوار القصور الممتدة لعدد من الكيلومترات، والمحاطة بالأشجار وأدوات التمويه، وقصف كل منشأة حيوية واقتصادية، وغير ذلك مما يمنع الإفصاح عنه قبل تنفيذه…، ولن يمنع عنكم أسيادكم الصهاينة بأس الله وبأس رجال صدقوا الله فصدقهم وعده..
• لن يخذلنا الله أمام من يعادينا من صهاينة العرب .. لقد باعوا الآخرة بالدنيا، فما ربحت تجارتهم، ولهم في هذه الدنيا خزي، وعذاب يتجرعونه من اليمن ورجال اليمن الذين لا يزالون على دينهم وعروبتهم وعهدهم لله ولرسوله ولأعلام الهدى..
• لم تزل ثورة الحسين، ولم تزل ثورة زيد بن علي بن الحسين، لم تزل متجددة متجسدة بثورة الحسين بن البدر 2002م، وبثورة 21 سبتمبر 2014م، لكنها لن تحصد نتائج تخاذل الماضي، لالتفاف شعب اليمن بأكمله، وهو الشعب الصادق الصدوق..
• اليوم يتلقى العدو السعودي الضربات الحيدرية عناوين لمتون القادم الجليل، ولن يخلف الله وعده، ولأن الله لا يمكن أن ( يلتوي ) عليه أحد، أو يخدعه أحد، فإن من أخلص النية له، وصدق التحرك في سبيله، فهو منصور بالله ومؤيد به ولو بعد حين.. وليس أولى علينا من أن نندمج كرجل واحد، نوحد صفوفنا وأفكارنا وهدفنا، فليس أسمى من أن تنتصر لدينك ووطنك وأمتك وشعبك، وتنصرهم من قوى الضلال والظلام المحتلين الجدد بياقات رمادية، وأربطة عنق وردية، وقلوب يهودية، ونوايا شيطانية..
• الضربات الحيدرية هي ما تقنع المستطيل باستدارته، والمستكبر بتفاهته، وهي ما تتطلبه المرحلة الحالكة من لف ودوران الأعداء، وتطاولهم على المساومة، مساومة الشعوب على حقها في الحياة، وفي الكرامة، وعلى حقها في الدفاع عن نفسها وأوطانها ومقدراتها وأبنائها، مساومة الشعوب على أرضها مقابل ماذا ؟!! مقابل إذلالها باغتصاب ونهب ثرواتها، وتقسيمها، وزرع بذور الفتنة فيما بينها، وتقرير مصيرها..
• الضربات الحيدرية هي التي ستجبر العالم على الالتفات إلى اليمن، هي التي ستجبر دول العدوان على الجلوس على طاولة المفاوضات، وحينها لا مفاوضات، إما أن ترحلوا وتعيدوا بناء ما دمرتم وتدفعوا أثماناً باهضة لما سفكتم، وإما أن تتلقوا المزيد..
• البيانات المنددة بالعمليات الأخيرة التي استهدفت مطاري أبها والرياض اعتراف صريح بأنهم يألمون، فهم من يدفعون لتلك الشخصيات وتلك الكيانات ويدفعونها لإصدار بيانات التنديد، وإلا فالعالم أجمعه يكره آل سعود ودولتهم المقيتة، بالمقابل يخرسون كل صوت يندد بجرائمهم الحربية وحصارهم الظالم بحق اليمن واليمنيين لست سنوات فضحت زيف دعاواهم، وأبطلت حججهم الواهية بإعادة الشرعية، فليست سوى حرب لإعادة اليمن إلى أحضان الماسونية والصهيونية، كشف ذلك تساقط كيانات الخليج المتسارع في أحضان دولة الكيان، مسخِّرة علماء البلاط لتمهيد إعلانات قادمة سوف تجعل من أرض الحرمين مزاراً لصهاينة اليهود، ما لم توصد هذا الباب ضربات حيدرية تقتلع هذه النبتات المتسلقة والكائنات الطفيلية من الوجود.