هذا ما قاله قادة أحزاب وسياسيون وعسكريون عن الثورة في عيدها السادس
لا يمكن النظر في مسار ثورة 21 سبتمبر وما مرت به من أحداث بمعزل عن ما كانت تعيشه البلدان العربية من أحداث الربيع العربي وفي نفس الوقت لا يمكن تجاهل خصوصيتها وتباين إرهاصاتها ومراحلها والنتائج والمئالات التي طبعت تلك الثورات.
ومن هنا يجب قراءتها في سياق منفصل عن الربيعيات مع عدم تجاهل البواعث المحركة واللاعبين المشتركين بينها جميعا ووضع المنطقة والفترة الزمنية التي جمعت البدايات واختلفت في المسارات والنهايات.
ومع هذا فإنه لا يمكن حرف مسماها عن الثورة، باعتبارها حدثا تاريخيا فارقا، في سياق العوامل المحيطة بها، والعوامل التي فجرت شرارتها الأولى، والتحديات التي تواجهها، وكذلك ما رفعته من شعارات وطبيعة القوى والنخب المشاركة والحاملة لمشروعها التغييري.أفق نيوز/ جمال الظاهري
وبداية مع اللواء / مجاهد بن مجاهد القهالي – رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري رئيس اللجنة الاستشارية العليا في المجلس السياسي الأعلى – عضو في فريق المصالحة الوطنية الذي بدأ حديثه بتعريف مفهوم الثورة ومفاعيل وأسس وصف الفعل الثوري قائلاً: يكمن مفهوم الثورة في التغيير الجذري نحو الأفضل وبالعودة إلى ما كانت قد وصلت إليه الأوضاع من ترد وما شهدته من أحداث ومن تفاعل شعبي وسياسي ونشاط حزبي أوصلت البلاد إلى حتمية وضرورة التغيير فكان لا بد من فعل كبير وقوي بحجم تلك المخاطر فكان الفعل الثوري الذي قاد إلى ثورة الـ 21 من سبتمبر ولذا نسميها بالثورة لما سردناه سابقا ولاعتبارات أخرى كثيرة منها الوضع الذي كان قائما والمخاطر التي كانت تهدد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتدخلات الدولية والإقليمية التي صبت في الإضرار بالمصالح الوطنية وانكشاف خطط ومشاريع دول العدوان والتي من أبرزها تقسيم اليمن.
وأردف القهالي مذكرا ببعض المحطات الهامة التي كانت بمثابة مقدمات وجرس إنذار عن مستوى المخاطر وكلفتها الكبيرة على مستقبل البلاد في حال تم تجاهلها وقال:
في الوقت الذي كانت القوى السياسية تتحاور في الموفمبيك برعاية الأمم المتحدة حول الخروج من الأزمة الطاحنة التي كانت تمر بها البلاد شهدت العاصمة صنعاء سلسلة من التفجيرات الانتحارية بالأحزمة الناسفة وغيرها ، سقط المئات من أبناء هذا الوطن كما شهدت العديد من المحافظات عدن ولحج وحضرموت سلسلة من الإعدامات ذبحا بالسكاكين أخذت الطابع المناطقي والمذهبي بدعم من دول الجوار.
دول العدوان اليوم
كما شهدت محافظة صعدة حصارا مطبقاً من قبل وكلاء السعودية في اليمن والأحزاب الدينية المتطرفة المسكونة بالفكر المتطرف كالقاعدة وداعش وذلك ما أشعل الثورة الشعبية العارمة التي جرفت وتجاوزت كل تلك التحديات.
ويضيف: ما لحق بالشعب اليمني من أضرار ومخاطر ومستوى التدخلات الخارجية كان من أهم المبررات لقيام الثورة.
فقد كان وما زال دأب دول العدوان ومخططاتهم تكشف عن أطماعهم وحرصهم على النيل من سيادة اليمن وتحجيم قدراته ونهضته ومن هنا أتت أهمية وحتمية بل وضرورة قيام هذه الثورة آلتي قادها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وعن مواقف وأدوار القوى السياسية والمشاركة الشعبية في قيام ونجاح الثورة قال القهالي: لقد كان للأحزاب والقوى السياسية والشعبية ومختلف فئات الشعب مشاركة واسعة في صنع التحولات التي قادت إلى يوم إعلانها في 21 سبتمبر 2014م.
هذه المشاركة لا زالت قائمة وستستمر مشاركة الأحزاب والقوى السياسية والشعب في صنع التحولات والانتصارات العظيمة وفي بناء اليمن الجديد الرافض لكل أشكال الوصاية ولكل أشكال التآمر ومشاريع التقسيم والتجزئة لهذا الوطن ولشعبه العظيم.
ويضيف: الشعب هو صاحب المصلحة العليا وهو صانع هذه التحول ومثلما واجه العدوان والغزو والاحتلال وعلى صخرته تحطمت قوى الشر والاستعمار وكل أدواته ومرتزقته سيصنع المستقبل الذي يليق به وبما قدمه من تضحيات.
ويسجل القهالي شهادة للتاريخ ويقول: لولا هذا التحول لما تمكنا من هذا الصمود العظيم الذي جسد بجلاء صلابة الإرادة الشعبية في مواجهة العدوان الغاشم على الشعب والوطن.
أهمية الإرادة الشعبية
ويؤكد القهالي- رئيس تنظيم التصحيح الناصري قائلا: إن الإرادة الشعبية التواقة إلى الحرية والى حياة العزة والكرامة والحفاظ على الوحدة ومكتسبات الثورة اليمنية والى الأمن والاستقرار التواقة إلى صيانة السيادة والاستقلال الوطنيين وتحرير كامل التراب الوطني من دنس الغزاة والمستعمرين هي القادرة على تحقيق كل أهداف الثورات اليمنية السبتمبرية والأكتوبرية لأنها إرادة منطلقها من إرادة الله التي لا تقهر وهي القادرة على تحقيق النصر المظفر على كل أعداء الشعب والوطن.
القيادة والشعب
اللواء القهالي لم يفته الحديث عن أهمية القيادة والقائد في صنع ونجاح التحولات والوصول بالشعب والبلد إلى بر الأمان وفي هذا قال: لقد كان لقيادة السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي الحكيمة ولكل إرشاداته وتوجيهاته وكلماته الأثر الكبير لدى كل أبناء الشعب والوطن لأنها كانت معبرة عن معاناة وطموحات وآمال وتطلعات كل أبناء اليمن.
ونوه قائلا: ما نحن بحاجة آلية اليوم هو وحدة الصف والموقف في مواجهة العدوان الغاشم على بلادنا بروح المشاركة الواسعة في صنع القرار وبروح المصالحة الوطنية الحقيقية التي تقوم على قاعدة الوفاق والتعدد السياسي والمذهبي وتغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الأنانية والمشاريع الضيقة.
ولفت قائلا: مثلما حاجتنا اليوم إلى وحدة الصف لمواجهة العدوان نحن بأمس الحاجة إلى تصحيح الفساد المالي والإداري وتغليب سيادة القانون والدستور وأحكام الشريعة على الجميع وبحاجة إلى محاسبة كل من ازدرى القوانين والأنظمة وأحكام الشريعة وغلب مصالحه الأنانية على المصالح العليا ومبادئ الدستور والنظام والقانون لما من شأنه تقديم نموذج حضاري في المحافظات المحررة من الغزاة والمحتلين يقتدى به في كافة ربوع الوطن.
مرحلة فارقة
الأخ عبدالملك حسن الحجري رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان- عضو الوفد الوطني المفاوض عرض موجز الصورة قبل وبعد الثورة وأهم الأحداث والأدوار التي لعبتها مراكز النفوذ وكيف استطاعت الثورة التغلب على تلك القوى وبدأ حديثه بالتأكيد على أهمية المرحلة قائلا:
لاشك أن ثورة ٢١ سبتمبر جاءت في مرحلة تاريخية فارقة بعدما استطاعت حينها مراكز النفوذ السابقة من احتواء ثورة ١١ فبراير ٢٠١١م الشبابية وإخراجها عن مسارها الوطني لذا كان تحرك القوى الوطنية وفي مقدمتها مكون أنصار الله وحلفاؤهم من الأحزاب والتنظيمات السياسية المشاركة في الثورة ‘ للحفاظ على مكاسب الثورة واستكمال إزاحة كافة مراكز القوى النافذة التي كانت جزءاً أساسيا من منظومة فساد النظام السابق’ .
ويضيف: وبالنظر إلى المنعطفات التي تلت ثورة ٢١ سبتمبر سنجد أنها تعرضت لعدة محاولات داخلية وخارجية لا جهاضها منذ لحظاتها الأولى عبر سيناريو استقالة الفار هادي والتنصل عن تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة ومن ثم شن العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني السعودي الإماراتي على بلادنا بعدما عجزت القوى الخارجية من إخضاعها أو الهيمنة على مسارها.
مسؤولية القوى الوطنية
وأكد الحجري قائلا: إن للتحول الوطني والثوري في ٢١ سبتمبر دورا هاما ومحوريا في تحقيق أهم أهداف الثورة في استقلالية القرار السياسي اليمني بعيدا عن الوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية وإفشال مشروع الاقلمة السداسي البريطاني الذي كان قد تم تمريره سابقا ولعل هذين الهدفين أهم الأهداف التي حققتها الثورة ‘ ومع إقرار مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة نجد أن بقية أهداف الثورة قد تم بلورتها في استراتيجية وطنية واحدة تتحمل اليوم القوى الوطنية في صنعاء مسؤولية تنفيذها والعمل على تلافى أوجه القصور التي ظهرت خلال الفترة الماضية وبما يعمل على تلبية الحد الأدنى لتطلعات جماهير الشعب اليمني العظيم التي خرجت في فجر ٢١ سبتمبر من أجل تحقيق استقلالية القرار الوطني والعيش الكريم والمواطنة المتساوية .
ونوه قائلا: وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي رافقت مسيرة الثورة طوال الست السنوات الماضية في ظل استمرار العدوان والحصار إلا أن الصمود الأسطوري الذي قدمه شعبنا اليمني خلال السنوات الماضية ونماذج مواجهة ومناهضة العدوان على كافة الصعد العسكرية والسياسية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إمكانية تحقيق كامل أهداف الثورة .
معرفة العدو
كما تحدث الأخ محمد طاهر أنعم – حزب الرشاد وباحث في شئون الجماعات الإسلامية – عن أبرز التحولات والمكاسب التي تحققت قائلاً: من وجهة نظري فإن أهم وأبرز التحولات والمكاسب التي تحققت للشعب اليمني من ثورة الـ 21 من سبتمبر حتى اليوم هي معرفته لعدوه وعدو بلده ونظامه الجمهوري وهو النظام السعودي.
معرفة هذه الحقيقة لم تكن مجهولة ولكنها كانت مقتصرة على النخب ويتناقلها السياسيون واليوم أصبح الحديث عنها على لسان كل الناس سواء الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى أو أولئك اللذين في المناطق التي تسيطر عليها القوى والمليشيات التابعة للمرتزقة السعودية والإمارات.
كما أنه أصبح واضحا للسواد الأعظم من الشعب اليمني أن النظام السعودي لا يريد خيرا لليمن وهذا في رأيي المكسب الرئيسي بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م.
لماذا أعتبره أهم المكاسب؟
لأن معرفة العدو تجعل الشعب اليمني أكثر حساسية وحذرا تجاه الارتزاق والعمالة والعملاء سواءا كان للنظام السعودي أو الإماراتي أو غيرهما وبهذا يصوبون وجهتهم في الاتجاه السليم.
أقول هذا لأن هناك من أغتر بتوجهات وأهداف العدوان في البداية ولكن اليوم صار معلوما ومعروفا للجميع أن العدوان يستهدف اليمن وكل الشعب اليمني وأن تدخل السعودية والإمارات وعدوانهما على اليمن إنما كان لخدمة مصالح المعتدين.
(تحول تاريخي)
من جانبه يقول الأخ إبراهيم حسين حسين.. محلل سياسي وعسكري لم تكن ثورة الـ 21 من سبتمبر وليدة اللحظة السياسية أو المصادفة، بل كانت نتيجة لصراع طويل ممتد من ثورة 1962م التي انحرف مسارها وما نتج عنه من مظالم وتدخلات سلبية لأطراف دولية ووصاية إقليمية كان أبرز تعبير عن ذلك الحروب الست التي أريد منها إسكات أي صوت معارض للنهج الذي سارت عليه الأنظمة الحاكمة السابقة التي رهنت اليمن للمصالح والمشاريع الأجنبية وأخضعت القرار اليمني لوكلاء إقليميين يرون في خير اليمن خطرا يتهدد عروشهم فعبثوا وصادروا القرار والمصالح اليمنية فكان لابد من إيقافهم عند حدهم وحشد الشعب وتعبئته ضد سياساتهم وتدخلاتهم في الشأن اليمني وقد تجلى ذلك في مشروع السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي وفي شعار الصرخة التي أطلقها من مران.
إرهاصات وفساد
وبالعودة إلى ما قبل 21 سبتمبر 2014م، كما يقول المحلل السياسي والعسكري إبراهيم حسين كان قد سبقها انتفاضة شعبية منيت بانتكاسة حين خذلتها القوى السياسية بتوقيع اتفاقية تقاسم للسلطة برعاية سعودية خليجية كرست مصالح الدول الراعية على حساب المصالح الوطنية.
هذه الاتفاقية كرست للنهب والفساد والصراعات والسباق على المناصب ومصادر الثروة الوطنية وتحويل عائداتها لصالح أشخاص أو أحزاب ما ضاعف الأعباء على المواطن نتيجة ارتفاع الأسعار وتدني أسعار الصرف للعملة الوطنية كل ذلك في ظل فشل وانهيار كبير في الشق الأمني صاحبه استهداف للقوات المسلحة تحت مسمى الهيكلة ليأتي في الأخير قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية ليمثل القشة التي قصمت ظهر البعير حيث فجر موجة غضب واسعة في الشارع اليمني، الذي رأى فيه قرار تجويع وإفقار وعقاب جماعي للشعب الذي لم يكن راضيا عن أداء الحكومة وعن ما يرتكبه النظام السياسي من أخطاء تهدد مستقبل الشعب وسلامة وحدته وأراضيه.
على إثر ذاك القرار خرجت التظاهرات في صنعاء للمطالبة بإلغاء ما عرف يومها بقرار “الجرعة” وإعفاء الحكومة.
محطات هامة
ويستعرض إبراهيم بعض الأحداث التي سبقت الثورة قائلا.. عدد من المحطات والأحداث الهامة التي سبقت الثورة ساعدت في إنضاج ووصول الثورة إلى 21 سبتمبر وبالتحديد بين عامي 2011 و 2014م حيث شهدت اليمن خلال هذه الفترة نشاطاً سياسياً وحراكاً شعبياً وتدخلات دولية وإقليمية كبيرة أريد لها إخضاع اليمن وسلب ما تبقى من قراره السيادي وتفتيت وحدته الجغرافية إلى أقاليم وفق رؤية تخدم المشاريع الخارجية على حساب مصالح الشعب اليمني هذه العوامل وغيرها فشلت في تطويع الشعب وسرعت في إنضاج ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م.