الخداع السياسيّ متواصل: #صنعاء ترفض النسخة الرابعة من مبادرة #غريفيث
أفق نيوز | الأخبار | لقمان عبدالله
في وقت يواصل فيه مارتن غريفيث لقاءاته في الرياض لانتزاع موافقة مبدئية على مبادرته المعدّلة، ترفض صنعاء النسخة الرابعة من المبادرة، معتبرة أنها لا تزال تدور في إطار «الخداع السياسي» الهادف إلى وقف تقدّم الجيش واللجان الشعبية في مأرب
مصادر صنعاء: المبادرة تُبقي الجانب السعودي متحكّماً بالبلد
وتمتنع حكومة الإنقاذ، منذ شهور، عن استقبال المبعوث الأممي، لاتهامها إيّاه بالانحياز إلى الجانب السعودي، والتركيز على البعد المحلّي للحرب بتجاهل كون العدوان الذي يُشنّ على اليمن سعودياً.
ويأتي رفض قيادة صنعاء المبادرة المُعدّلة لغريفيث توازياً مع إعلان رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، عشية ذكرى «14 أكتوبر» (تحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني) عن «مفاجآت فعّالة» ربّما يُماط اللثام عنها في الأيام المقبلة، في إطار «الدفاع المشروع عن أرضنا وشعبنا، بحسب ما تقتضيه المصلحة وما تستدعيه طبيعة الظروف والمتغيّرات».
في المقابل، لا تزال حكومة هادي، رغم صعوبة وضعها الميداني والسياسي، ترفض مبادرة غريفيث، معترضةً على إبقائها على إدارة «الإنقاذ» لمطار صنعاء، ومطالِبةً بعودة طاقم العمل الذي كان هناك قبل عام 2014. كما تَتَحفّظ على مقترحات استئناف تصدير النفط من حقول مأرب، فيما لا يزال ميناء رأس عيسى تحت سيطرة قيادة صنعاء، ولم تنسحب منه وتُسلّمه إلى الأمم المتحدة، إلى جانب مطالبتها بالرقابة على السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة بدعوى منع تهريب الأسلحة.
تنظر ما تُسمّى «الشرعية» إلى المسودة المعدّلة لـ«الإعلان المشترك» على أنها تستهدف ترويضها، تمهيداً لدفعها إلى التنازل أو على الأقلّ القبول بالشراكة في الوقت الراهن مع صنعاء في تمثيل اليمن في المحافل الإقليمية والدولية بعد أن استمرّ طوال سني الحرب حصرياً بيدها. وهو ما أمّن لـ«التحالف» ذريعة لاستمرار العدوان بدعوى مناصرة «الشرعية»، وللشخصيات والمسؤولين في الأخيرة التكسّب المستمرّ، حتى بات يطلَق على هؤلاء «تجار الحرب». وتتذرّع حكومة هادي بأن مبادرة غريفيث تُغيّر شكل الدولة في اليمن، من خلال اعترافها بانعدام وجود النظام الجمهوري حالياً. كما أنها تُسقط المرجعيات الأساسية الثلاث لـ«الشرعية»، من خلال شرعنة وجود حكومة الإنقاذ باعتبارها أمراً واقعاً.