أفق نيوز
الخبر بلا حدود

زكاة الحبوب الغذائية طُهرة للنفس وبركة للمال!

276

أفق نيوز – تقرير – ماجد السياغي

في موسم حصاد الحبوب الغذائية تكتسي الحقول الزراعية حلَّة ذهبية كما هو الحال في محافظة ذمار التي تشهد حقولها هذه الأيام حالة من النشاط امتزجت فيها فرحة المزارعين بسنابل الذهب الأصفر، فصوت الآلات الحاصدة في قلب الحقول يثير بهجة المزارعين الذين ينتظرون مكافأة مجهود ما زرعوه بوجوه مشرقة تعلوها ابتسامة عريضة مستبشرين خيراً في هذا الموسم الذي يحمل بشائر الفرح والعطاء والخير…”الثورة” التقت عدداً من المزارعين الذين تحدثوا حول هذا الموضوع ..فإلى الحصيلة:

هناك شبه إجماع بين المزارعين على أن الخير الذي يحمله هذا الموسم والبركة في نزول الأمطار هذا العام يعود إلى إخراج زكاة العام الماضي يملأهم اليقين بأن إخراج الزكاة في أيام الحصاد تزكي النفوس و تطهر الأموال وتنميها وتنزع سخائم الفقراء، داعين إخوانهم المكلفين إلى إخراج ما عليهم من زكوات عملاً بقوله تعالى{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالهمْ حَقّ مَعْلُوم لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم} وقوله تعالى{‏وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏}‏.

أهمية
المزارع محمد أحمد ناصر اللسامي تحدث عن موسم حصاد الحبوب الغذائية هذا العام قائلاً : الأمطار التي منّ الله سبحانه وتعالى بها انعكست على مستوى نسبة الإنتاج لمحاصيل الحبوب وجودتها. وأضاف : ندرك أهمية إخراج الزكاة، فكلما قمنا بإخراجها في وقتها كان الخير أكثر ولذلك يقوم المزارعون في كل موسم حصاد بدفع ما عليهم من زكوات مستحقة، وأقوم بجمعها من كل مكلف بعد أن تم اختياري أميناً لجمع الزكاة وأقوم بتسليمها للهيئة العامة للزكاة عملاً بقول الله تعالى {‏وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏}‏.

أكثر من أي موسم
من جانبه يقول المزارع أحمد محمد علي: بالنسبة لخيرات هذا العام فقد لمسها المزارعون أكثر من أي عام، وأضاف قائلاً: محاصيل الحبوب الغذائية تحمل هذا الموسم خيراً كثيراً ففي العام الماضي بلغ محصولي من القمح 80 قدحاً بينما هذا العام بلغ 130 قدحاً، فالحمد والشكر لله. أما المزارع حسين أحمد اللسامي فقد قال : مع ما شهدته وتشهده مختلف القرى والعزل والمديريات من توعية وحث الناس على إخراج زكاة محاصيلهم عم الخير ولمسنا البركة، فالأمطار التي منّ الله بها على بلادنا لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من 30 عاماً، فكلما تم إخراج الزكاة كان الخير أكثر والمحصول أوفر.

لقاء تشاوري
وفي هذا السياق دشنت الهيئة العامة للزكاة مشروع {‏وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏}‏ والذي يأتي ضمن مجموعة من المشاريع التي تقوم بها الهيئة لإيصال الزكاة إلى مستحقيها انسجاماً مع مصارف الزكاة الثمانية. محافظة ذمار واحدة من المحافظات التي دُشن فيها المشروع بلقاء تشاوري موسع للعلماء والخطباء والمرشدين نظمته الهيئة العامة للزكاة بمحافظة ذمار بالتنسيق مع مكتب الأوقاف والإرشاد والوحدة الثقافية بالمحافظة. وهدف اللقاء إلى خلق وعي مجتمعي من قبل العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين والإعلاميين لترسيخ القناعات بتزكية النفوس وتطهير الأموال التي فرضها الله ولخلق روابط مجتمعية تعزز من مبدأ التكافل الاجتماعي بشقيه المادي والمعنوي وأثر ذلك في تحقيق مصلحة المزكي ومستحقي الزكاة.

تنمية الوازع الديني والإنساني
وفي اللقاء أكد محافظ ذمار محمد ناصر البخيتي على أهمية التوعية بالزكاة نظراً لأثرها في تنمية الوازع الديني والإنساني، مبيناً أهمية دور العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين في توعية أفراد المجتمع بإخراج الزكاة وأثرها الإيجابي في مواساة الفقراء والمساكين وتعزيز مبدأ التكافل والتراحم والتعاون بين أفراد المجتمع. واستعرض المحافظ البخيتي في اللقاء الذي حضره وكيل الهيئة العامة للزكاة لقطاع التوعية والتأهيل أحمد مجلي ووكيلا المحافظة محمود الجبين ومحمد عبدالرزاق الأهداف الروحانية للزكاة في تهذيب النفوس وتطهيرها وأثرها في النماء والبركة، حاثاً المكلفين على دفع ما عليهم من زكوات وفق المصارف الشرعية الثمانية التي أمر الله بها.

توسيع نطاق التوعية
بدوره استعرض وكيل الهيئة العامة للزكاة لقطاع التوعية والتأهيل أحمد مجلي المشاريع التي قامت وتقوم بها الهيئة وما حققته من تنامي للإيرادات رغم المدة القصيرة التي مرت على إنشائها، ولفت إلى أن مشروع {‏وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏}‏ يأتي في إطار الخطوات التنفيذية التي تقوم بها الهيئة لإيصال الزكاة إلى مستحقيها وفقاً للمصارف الشرعية الثمانية، وأكد حرص الهيئة على الشفافية والوضوح في مشاريعها وأنشطتها، لافتاً إلى أهمية دور العلماء والخطباء والمرشدين والمثقفين في توسيع نطاق التوعية بفريضة الزكاة وابقائها حية في النفوس وحاضرة في الأذهان.

مسألة تربوية
فيما أشارت كلمة الخطباء والمرشدين التي ألقاها القاضي محمد القعمي إلى أن دفع الزكاة مسألة تربوية ومن التكاليف التي فرضها الله في أموال الناس ليدفعوها سخية بها نفوسهم إلى الفقراء حتى يسدوا حاجاتهم وتستل سخائمهم وتزكي نفوسهم من الضغينة والبغضاء وتجعل الفقير يدعو لهم بالبركة والزيادة والنماء وبذلك تسود المجتمع روح التعاون والتكاتف ويتبادل أفراده المحبة وشكر النعم.

العمل في الميدان
وبالتزامن مع موسم حصاد الحبوب تواصل الهيئة العامة للزكاة في محافظة ذمار الزراعية توعية المزارعين وحثهم على إخراج ما عليهم من زكوات مستحقة ضمن مشروع {‏وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ‏}‏. وفي هذا السياق يقول مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة ذمار إبراهيم المتوكل: مع بداية موسم حصاد الحبوب تحركت الهيئة العامة للزكاة في هذا الموسم لأنها تحمل هم الفقراء والمساكين وكما هو الحال في محافظة ذمار قامت الهيئة بعقد اللقاء الموسع مع المكاتب والجهات المعنية وخرج الجميع برؤية عن توعية المكلفين بدفع الزكاة وبدأ العمل في الميدان.

تجاوب
وتابع المتوكل : تشهد اليوم مختلف القرى والعزل والمديريات بالمحافظة لقاءات موسعة لحث الناس على إخراج زكاتهم في وقت حصادهم، والحمد لله المكلفون متجاوبون يحصدون المحاصيل ويخرجون زكاتهم في وقت الحصاد لأنهم رأوا النعم التي أنزلها الله على الناس في العام الماضي عندما أخرجوا زكاتهم طيبة بها انفسهم، فكان الخير من الله عز وجل خيراً وفيراً. وأردف قائلاً : ندعو كافة المواطنين في عموم المديريات إلى أن يكونوا امتداداً للهيئة العامة للزكاة بالتوعية وحث كل من عليهم زكوات مستحقة على الإسراع بإخراجها إلى الهيئة العامة للزكاة لكي تقوم الهيئة بإيصالها إلى كل المستحقين في وقتها..

خلاصة
بعد عام حافل بالبركة والأمطار الغزيرة ينتظر المزارعون مكافأة مجهودهم من حصاد صيف مثمر ويتوجون فرحتهم بإخراج زكاة محاصيلهم أيام الحصاد لتزكية نفوسهم والدعوة لهم بالبركة والزيادة. وفي موسم الحصاد ثمة وقفة للتأمل تجسد واقع الزكاة، فالسنابل الفارغة تذروها الرياح وإن كانت منتصبة شامخة والسنابل الممتلئة تظل ثابتة وإن كانت منحنية، فانحناؤها بفعل ما تجود من حبوب يانعة “وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com