شهداؤنا.. على دربكم سائرون

أفق نيوز – بقلم – هادي بن عبدالله النهمي
إن مبدأ الاستشهاد هو قيمة عظيمة تميِّزت بها الشعوب الحرة التي لا تقبل الإهانة كما أنه ترجمة فعلية لشجاعة الشهداء وحبهم الصادق لدينهم ووطنهم، فمواجهة المعتدين والغزاة والطامعين لدينا كشعب يمني ليست وليدة اللحظة لكنها مرتبطة بثقافة وإرث تاريخي عظيم يمتد لآلاف السنين، حتى عرفت اليمن وعرفها العالم بمقبرة الغزاة والطامعين.
فمعركتنا اليوم ضد الغزاة والمعتدين هي معركة مصيرية يترتَّب عليها حاضر ومستقبل اليمن، فها هم أبطالنا يضحون بحياتهم باقتناع تام وعنفوان جارف حتى تحقيق الانتصار المبين ودحر الغزاة والمحتلين الطامعين في خيرات وطننا الحبيب.
فبفضل الشهداء والمجاهدين في ميدان العزة والكرامة نلمس في واقعنا اليومي أن ثمن هذه التضحيات هو ما نعيشه من أمن واستقرار وكرامة في ظل قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- والمجلس السياسي الأعلى، عكس المناطق المحتلة التي تشهد جرائم لا حصر لها ترتكب بشكل يومي وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية وكرامة المواطن.
فذكرى الشهيد تمثل في الوقت نفسه فرصة لاستحضار الدروس والعبر من تضحية وفداء الشهداء الذين قدموا أرواحهم في الدفاع عن عزة وكرامة الوطن ما يتوجَّب علينا جميعا الوفاء لتضحيات ودماء الشهداء.
كما أن علينا أن نكرم أسر الشهداء والوفاء للمبادئ التي ضحى الشهداء بأرواحهم من أجلها وإعطاءهم ما يستحقونه من الرعاية والاهتمام وتوفير احتياجاتهم وضمان العيش الكريم وبناء المساكن لهم.
والشهيد له مكانته الخاصة عند الله سبحانه وتعالى وعند خلقه فهو أصبح قدوة في التضحية والصمود والاستبسال.
وإحياء مناسبة الشهيد يعد تدشينا لعام جديد من الاهتمام بأسر الشهداء وأبنائهم ،كما أنه من الواجب علينا أن لا يقتصر إحياء الذكرى السنوية للشهيد على تنظيم المهرجانات والفعاليات وإنما يجب أن يشمل تفقد أحوال أسر الشهداء، فالاهتمام بأسر الشهداء واحب ديني ووطني تجاه من قدموا أرواحهم رخيصة دفاعا عن السيادة الوطنية.
وختاماً لا يفوتنا بهذه المناسبة الغالية علينا جميعا أن نؤكد للشهداء المضي على دربهم وأننا وأبناءنا سنكون مشروع شهيد في سبيل الله من أجل ديننا ووطننا.