زمن الظلم ..!
يحيى محمد العلفي
لم تشهد اليمن في تاريخها المعاصر والحديث حملة عدوانية ظالمة باغية مثل هذه الحرب الشعواء والمكيدة العدائية الخبيثة التي دبرها وخطط لها وقام بتنفيذها أشقاء ماكان في الحسبان أن يحدث منهم كل هذا الظلم والبغي والكبرياء مهما بلغ حد الأمر الذي رمو إليه… فاليمن هي العمق التاريخي لهؤلاء الأشقاء المعتدين وهي الأصل العربي الأول والسند القوي لكل من ينتمي وينتسب إلى لغة الضاد العربية منذ أقدم العصور..
لذلك ماكان على هؤلاء القوم أن يقدموا على فعلتهم هذه (بما أسموها عاصفة الحزم) قبل أن يفكروا في جل المعطيات والعوامل التي قد تنتج عنها عاصفتهم من قتل للأبرياء – أطفال ونساء وشيوخ – ومن تدمير وخراب لبلد وشعب لم يسيئ لأحد أويعتد على أي جار من حوله – شعب يحب الخير للجميع ويسعى دائما لرأب الصدع العربي ولم شمل الأمة لتصبح قوة فاعلة في مواجهة التحديات والمخاطر الكبرى ,وفي مقدمتها الخطر الصهيوني والأمريكي الذي يطمع في التوسع على حساب الشعوب العربية لتصبح دولة إسرائيل الكبرى (من الغزات إلى النيل)- أوكما قال (بن غوريون).
فاليمن لم تهدد في يوم من الأيام السعودية – رغم أن لها أراضي محتلة لديها – ولم تهدد بالزحف على دول العدوان المتحالفة في عاصفة سلمان وأعوانه,وإنما أرادت أن تخرج من حبال الظلم والتبعية ليستقل القرار اليمني وتنفرد الإدراة الوطنية لهذا الشعب عن الشروط والإملأات التي أحبطت مسار حياته الحرة الكريمة لأكثر من نصف قرن من عصره الحاضر – أي منذ قيام ثورة ال26 من سيتمبر 1962م وحتى هذه اللحظة ..
وماذا بعد :مالذي يريده الأشقاء المعتدون من شعب أراد لنفسه التحرر من التبعية ليختار لنفسه من يشاء من بين أبنائه الذين تجاوز تعدادهم ال25 مليون نسمة ليكونوا حكاما له وممثلين عنه رئيسا وحكومة وبرلمانا ومجالس محلية …حيث إن الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبيةهي سمة يمنية وليست سعودية أوخليجية-…واليمانيون هم السباقون إليها منذ أقدم العصور..أما هؤلاء المتمادون في غيهم وعدوانهم فليسوا سوى بدو رحل تائهون في الصحراء. باحثون عن الماء والكلأ… اليوم وقد عزتهم عمالتهم لأسيادهم الأمريكان بتوفر مضخات النفط – إنتفشت قرونهم وترهلت كروشهم وامتلكوا المال الذي ينفقوئه في ملذاتهم وشهواتهم ومافاض منه في قتل وتدمير من حولهم من الشعوب العربية التي تخالفهم الرأي وتخرج عن طوعهم – فالعراق دُمر بسبب مال السعودية المدنس الحرام وسوريا تذبح وداعش. الرياض وراء كل مايجري لها – والسودان مزق وجزئ وكان المال السعودي دافعه الكبير… وهاهي يمن الإيمان والحكمة ترزح تحت نيران صواريخ القصف السعودي الأمريكي الخليجي المدمر..
فما هذا الظلم المتعمد في زمن التكبر والفرصة التي لابد من أن تنتكس رايتها وتزول أحلامها –لأن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وتوعد الظالمين بالإنتقام، والمظلومين المدافعين عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم وسيادتهم وعدهم الله بالنصر والظفر..