خدمة للصهيونية
أفق نيوز – بقلم – عبدالله الأحمدي
ورثت الإدارات الأمريكية المتعاقبة كل أوساخ وجرائم الاستعمار القديم، وبالذات البريطاني وزادت فوق ذلك حروبا وقتلا وإبادة واستهتارا بحريات الشعوب وسيادتها واستقلالها، ونهب ثرواتها.. وكان نصيب العرب وافرا من هذا كله.
كانت فترة المتصهين ترامب هي الأقذر في تاريخ أمريكا الفاشية ، فأكثر القرارات حقارة أتخذت في عهد ترامب وإدارته الصهيونية التي تلهث وراء المال وخدمة دولة الصهاينة في فلسطين المحتلة.
وكان العرب ولا سيما الفلسطينيون هم أكثر من تعرض لنازية ترامب وإدارته ومستشاريه ، لقد خرب ترامب علاقة أمريكا بالمنظمات الدولية، فانسحب من اتفاقية المناخ، والاتفاقية النووية مع إيران التي صادقت عليها الأمم المتحدة والدول الكبرى زائد واحد.
أما إسرائيل فكانت أكبر المستفيدين من إدارة ترامب، فقد اعترفت إدارة ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل. واعترفت بضم الجولان إلى دولة الكيان الصهيوني ، وأعطت المغرب حق ضم الصحراء الغربية، ورأينا سفير أمريكا يوقع صك الاعتراف بذلك الضم.
وإذا كان المستعمر البريطاني قد أعطى اليهود حق إقامة دولة لهم في فلسطين، فإن ترامب يواصل سياسة؛ مزيد من العطاء لدولة إسرائيل المفرزة المتقدمة للعدوان على العرب.
كل تلك القرارات التي سودها ترامب لصالح اليهود هي قرارات مدفوعة الثمن من المنظمات الصهيونية المناصرة لدولة اليهود الصهيونية ، ومن دويلات الخليج والسعودية.
آخر تقليعات البيع عند إدارة ترامب منزوع الصلاحيات ؛ هو ما سمعناه مؤخرا من وزير خارجيته بومبيو بطلبه من مجلس النواب الأمريكي إدراج حركة أنصار الله في اليمن في لائحة خاصة بالمنظمات الإرهابية المعادية لأمريكا.
هذا قرار مدفوع الثمن من الرجعية السعودية التي تمارس العدوان وبشكل همجي على الشعب اليمني منذ ست سنوات ومن ورائها أمريكا، بل إن القرار إن صح فهو عدوان على أهم مكونات الشعب اليمني.
ولا نعتقد أن مجلس النواب الأمريكي سيوافق إدارة ترامب على مثل هذا الجنون الذي تمارسه إدارة أصبحت في حكم المنبوذة من المواطن الأمريكي نفسه، وهيئات الدولة الأمريكية.
غرور ترامب ويمينيته المتطرفة ارتدا على الداخل الأمريكي بشكل هجمات على المؤسسات الديمقراطية والتشكيك بنزاهة الانتخابات، برغم سقوط دعاواه أمام المحاكم المحلية والفيدرالية، بل إن المجتمع الأمريكي يعيش حالة توتر وانقسام نتيجة سياسة ترامب الفاشلة.
واليوم يعيش ترامب وإدارته عزلة رهيبة بعد أن ضيق عليه الديمقراطيون الحصار، وأصبح ثورا بدون قرون، غير قادر على المناطحة، بل إن ترامب أصبح يصنف كخطر على السلام في العالم.
نعود لطلب بومبيو من النواب الأمريكي الموافقة باعتبار حركة أنصار الله منظمة إرهابية ، إدارة ترامب تريد أن تحقق آخر صفقة بيع مع محمد بن سلمان، لكنها صفقة خاسرة، ولن تمر على النواب الأمريكي.
الأمم المتحدة استهجنت هذا الطلب وقالت: إنه سوف يزيد الأوضاع في اليمن تعقيدا بما في ذلك إفشال عملية السلام، ويزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، لكن أمريكا تبدو بدون إنسانية، ولا يهمها موت الملايين، فهي صانعة حروب وأزمات على طول تاريخها.
دعونا نجيب على سؤال : من هو الإرهابي؟
أمريكا هي أم وأب الإرهاب. وهي من صنعت القاعدة وداعش باعتراف الكثير من سياسيها.
وهي من قتلت ملايين البشر في أكثر أقطار الأرض، وقراراتها ليست حجة على أحد، ولن تكون في وارد اهتمام اليمنيين الأحرار الذين لا يخافون مثل هذه الإجراءات.
لقد هزمت أمريكا وأعوانها المعتدين في الميدان ، وها هم اليوم يبحثون عن أوهام جديدة لن تكون إلا وبالا عليهم.