توازن الردع السادسة تصل أقصى الشرق وتضرب أكبر ميناء لتصدير النفط وأهدافاً حساسة في الدمام وعسير وجيزان
أفق نيوز – تقرير – اسكندر المريسي
السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم، حكمة عمل بها اليمنيون بدقة طوال سنوات للرد على جرائم السعودية في اليمن، وتصعيد عدوانها ، ومواصلتها للحصار الشامل على البلاد، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
هذه المرة أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير نفذتا عملية هجومية واسعة مشتركة في العمق السعودي, تحت عنوان “عملية توازن الردع السادسة” استهدفت تحديدا ميناء رأس التنورة ومقر شركة أرامكو.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع: “بـ14طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية منها 10 طائرات مسيرة نوع صماد ثلاثة وصاروخ ذوالفقار، تم استهداف شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهداف عسكرية أخرى في منطقة الدمام في عملية توازن الردع السادسة، فيما تم استهداف مواقع عسكرية أخرى في عسير وجيزان بـ4 طائرات مسيرة نوع قاصف k2 وسبعة صواريخ نوع بدر”.
ويعتبر ميناء رأس التنورة الهدف الأساس للعملية، وهو أكبر الموانئ على مستوى العالم لتصدير النفط، وتستخدمه السعودية لتصدير 90% من إنتاجها النفطي.
مصادر عسكرية يمنية أكدت أن عملية توازن الردع السادسة هي الأكبر منذ بدء العدوان، وقالت إن الجديد فيها هو استهداف نقطة هي الأبعد عن الحدود اليمنية ولأول مرة.
العملية أدت لتعطيل حركة الملاحة الجوية في مطارات السعودية الرئيسية لعدة ساعات، في مؤشر على أن السعودية عاشت ليلة عصيبة وأجواء حرب حقيقية لأكثر من نصف يوم، وهي أجواء يعيشها اليمنيون بشكل يومي جراء العدوان السعودي.
القوات اليمنية توعدت في الوقت نفسه النظام السعودي بشن مزيد من العمليات الموجعة والمؤلمة طالما لم يوقف عدوانه وتصعيده وحصاره للموانئ اليمنية ومطار صنعاء.
أما السعودية التي فشلت في تحقيق إنجازات على الأرض – رغم كل ما تنفقه على المرتزقة وعن وقف العمليات اليمنية النوعية رغم امتلاكها لمنظومات أمريكية الصنع- قام مسؤولوها بالعزف على وتر أن العملية اليمنية تهدد أمن المواطنين وتستهدف إمدادات النفط العالمية.
وتأتي العملية بعد تصعيد السعودية عدوانها واستهدافها للعاصمة اليمنية صنعاء، وذلك في ظل تقهقر المرتزقة وقوى العدوان في جبهة مارب، وبالتالي فإن الأمر الآخر الذي تؤكده عملية توازن الردع السادسة، القدرة المتنامية للقدرات العسكرية اليمنية والاستباحة للأجواء السعودية وتعطيل وشل حركة المطارات الحيوية السعودية، ما وضع الرياض أمام حرج دولي كبير، وأيضا الولايات المتحدة التي نشرت أنظمتها الدفاعية لمواجهة المسيرات والصواريخ اليمنية، دون نجاح يذكر، وبدلا من ذلك تعود لتسقط على المدنيين صواريخها المحرمة دولياً ما يزيد من حنقهم نتيجة استمرار غرق المملكة في اليمن وتدهور الاقتصاد نتيجة استنزاف المليارات في دعم حلفاء الرياض ليستمروا في القتال دون أفق بعد انقلاب معادلة الميدان قبل عام، ووصول المعارك إلى تخوم مدينة مارب، آخر معاقل التحالف السعودي وحزب الإصلاح العميل للرياض.
ارتفاع أسعار النفط
وعقب عملية توازن الردع السادسة التي استهدفت رأس التنورة، ارتفع سعر البترول في أسواق النفط العالمية، أمس الاثنين، متجاوزا 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ تفشي جائحة كوفيد-19، في أعقاب تنفيذ القوات المسلحة اليمنية لعملية توازن الردع السادسة التي استهدفت العمق السعودي، مساء الأحد الماضي .
وارتفع سعر البترول في عقود برنت تسليم مايو 71.38 دولار للبرميل في التعاملات الآسيوية المبكرة، وهو أعلى مستوى منذ 8 يناير 2020م, وسجلت 70.96 دولار للبرميل، مرتفعة 1.60 دولار بما يعادل 2.3%.
وصعد سعر البترول بالنسبة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أبريل 1.47 دولار أو 2.2% مسجلا 67.56 دولار، ولامس عقد أقرب استحقاق 67.98 دولار في وقت سابق، أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018م.
ووفقا لوكالة “رويترز” قال المحللون لدى آي.ان.جي في تقرير “نتوقع المزيد من الصعود في السوق على المدى القصير، ومن المرجح أن تحتاج السوق الآن إلى تسعير علاوة مخاطر مع تزايد وتيرة الهجمات،” مشيرين إلى أن هذا هو الهجوم الثاني في أسبوع عقب هجوم استهدف جدة في الرابع من مارس.
وأقر النظام السعودي بتعرض الخزانات البترولية في ميناء رأس التنورة في المنطقة الشرقية لهجوم بالطيران المسير، مستجديا دعم العالم لحفظ ما أسماه أمن إمدادات الطاقة العالمي.
يذكر أن ميناء رأس التنورة، هو ميناء نفطي حيوي يقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة القطيف، ويعتبر أكبر ميناء لشحن النفط في العالم، يشحن منه أكثر من 90% من صادرات السعودية من الزيت الخام والمنتجات.