تدشين حصاد محصول القمح في موسمه الشتوي بمحافظة الجوف ثورة زراعية
أفق نيوز – تقرير – عبدالحميد الغرباني
دشن بمحافظة الجوف حصاد القمح في موسمه الشتوي بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات ونائب رئيس مجلس النواب وقيادة وزارة الزراعة والري وقيادة السلطة المحلية بالجوف
وسط تأكيد الجميع على ضرورة مواصلة النهوض الزراعي. وانطلق تدشين الحصاد من مزرعة الرئيس الشهيد صالح الصماد مرورا بمزرعة نموذجية أخرى لأحد المزارعين بمديرية الغيل، وخلال التدشين أكد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات ، د. حسين مقبولي “أن الاهتمام بزراعة القمح ضرورة وطنية وتوجه واهتمام ثوري و أولوية رسمية لتحقيق نهضة زراعية واعدة” وفيما تطلع مقبولي إلى أن تكون تدخلات المؤسسات الزراعية المختلفة في موسم زراعة القمح بالجوف خطوة مؤسسة في مشوار الاكتفاء الذاتي من القمح، أشار إلى أن خطة الحكومة للعام 2021 تركز على “توسيع رقعة الزراعة و محصول القمح في المقدمة لاعتبارات عدة منها الحصار الأمريكي المفروض على اليمن وكلفة استيراده الباهظة التي تكلف اليمن مليار دولار سنويا من العملة الصعبة”.
نائب رئيس مجلس النواب الشيخ محمد الجماعي من جهته أمل ” أن يشكل الموسم بما أسفر من نتائج على صعيد زراعة القمح نقطة تحول في توسيع زراعته ومواجهة الحصار الأمريكي المفروض على اليمن. وأضاف الجماعي “مأمول أن نتجاوز حقبة الاستيراد لغذائنا وإن على المستوى البعيد وذلك يطلب تظافر الجهود للخلاص من الهيمنة الاقتصادية تماما كما خلصنا من الهيمنة السياسية “وأوصى نائب رئيس مجلس النواب الحكومة بتكثيف الجهود الداعمة لمزارعي القمح في الجوف بداية من مدخلات الإنتاج وصولا إلى خدمات التسويق”.
تصعيد تنمية زراعة القمح
خلال التدشين أكد نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي أن الخطط الطارئة للجبهة الزراعية تضع بعين الاعتبار الإرث الثقيل الذي خلفتها عقود التبعية الاقتصادية ومتطلبات تنمية زراعة القمح “ركزنا على توسيع رقعة زراعة القمح كمحصول إستراتيجي على طريق مواجهة الحصار” وقال الرباعي إن “لدى وزارة الزراعة والري رؤية لتوسع أكبر في زراعة القمح بالجوف خلال الموسم القادم بما لا يقل عن عشرين ألف هكتار” ودعا نائب وزير الزراعة والري عموم المزارعين إلى تصعيد منسوب الاستجابة العملية في الموسم القادم وعموم المواطنين لدعم خطوات النهوض الزراعي بالعودة لاستهلاك الحبوب المحلية ومنها القمح ، وفي هذا السياق أكد “أن تفاعل القطاع الخاص مع خطط التنمية الزراعية سيشكل رافدا حيويا للنهوض بزراعة القمح واتساع رقعتها وهو ما ستعمل عليه وزارة الزراعة بالتعاون مع القطاع التجاري “.
وكيل وزارة الزراعة والري ضيف الله شملان من جهته أكد أن اليمن بمقدوره تأسيس بنية تحتية لقطاع زراعي قادر على ضمان الأمن الغذائي مستقبلا وعد شملان مزرعة الرئيس الشهيد صالح الصماد ” نموذج يؤكد إمكانية تنمية إنتاج القمح وتوسيع رقعته الزراعية وموالاة خطى تنفيذ مشروع بناء الدولة الذي عنون له الرئيس الشهيد بشعار يد تبني ويد تحمي ، ويقوده اليوم الرئيس مهدي المشاط “.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة والري “تجربة مزرعة الرئيس الشهيد تنفي تماما أن ما يعيق التوسع في إنتاج القمح هو كلفة إنتاجه ” ويتابع شملان ” نؤكد أنه مع الميكنة الزراعية (أدوات الحراثة والري والبذور المحسنة وكامل الحزمة التقنية اللازمة للزراعة) الطريق سالكة أمام القطاع الخاص للإستثمار في إنتاج القمح بدلا من إستيراده ” ، وحديث وكيل وزارة الزراعة والري بالتأكيد يتضمن الإشارة إلى الآلية المتبعة في زراعة القمح بمزرعة الشهيد الصماد وإلى نتائجها التي أكدت
الجدوى الاقتصادية لإنتاج القمح في الجوف وغيرها وهو ما يجعل من الحديث عن الكلف الباهظة للإنتاج مقابل كلف الإستيراد المنخفضة، مجرد غطاء للتنصل من ضرورة وطنية.
هذا وتعمل اللجنة الزراعية السمكية العليا على تأسيس للزراعة التعاقدية بين القطاع الخاص ( المستوردون ) و أصحاب الأراضي الزراعية الواعدة وذلك من خلال توجيه الطرف الأول جزأ من رأس المال لتمويل الطرف الثاني لتأمين الحزمة التقنية الزراعية ، في مقابل أن يخصص المزارعون الكمية المنتجة لمموليهم وبسعر عادل يراعي
( المنتج والمستثمر والمستهلك ) وعلى قاعدة أن يسترد المستثمرون أموالهم المقدمة لعملية الإنتاج تباعا على شكل أقساط ، مع وجود وسيط ضامن وهو هنا اللجنة الزراعية والسمكية العليا ..
ثمرة تحرير المحافظة
السلطة المحلية في محافظة الجوف ثمنت الجهود المبذولة من مختلف الجهات واعتبرت النتائج المحققة في مضمار زراعة القمح في موسمه الشتوي بالجوف شرارة ثورة زراعية خضراء وأكد محافظ محافظ الجوف اللواء عامر المراني أن “متغيرات الزراعة في الجوف، ثمرة من ثمار الجهاد وتحرير المحافظة والتفاعل المجتمعي وتلبية توجهات السيد القائد”
وشكر اللواء المراني التفاعل المجتمعي مع التوجهات الثورية والمُثمر للتدخلات المختلفة التي نهضت بها المؤسسات الزراعية المختلفة، وقال المراني إن “المزارعين في الجوف خاضوا تجربة نوعية في زراعة القمح تؤكد أن بمقدورنا في حال اتسعت رقعة زراعته أن نصل إلى نتائج متقدمة بفضل الله” .. هذا وكان تدشين حصاد محصول القمح في موسمه الشتوي قد جذب إليه الكثير من المسؤولين والمهتمين والمزارعين الذين شهدوا لأول مرة تدخلات ناجعة ساعدت على التوصل إلى غلة وفيرة وأعادت لهم الأمل بتحويل أرض السعيدة لملجأ آمن لإنتاج الغذاء وهو ماسنقف عنده في تقارير قادمة بعون الله .