نصيحة الحجاج لمملكة داعش
بقلم : محسن الجمال
يروى عن الحجاج بن يوسف الثقفي- “طاغية العراق آنذاك” رغم جبروته وبطشه الذي كان يمارسه في عهد إمارته عندما كان والياً على أهل العراق في أواخر العهد الأموي.. إلا انه ذا رأي وحكمة ومنطق ومن أشهر مقالاته عندما رأى ان هناك فتنة تدبر بليل ستذهب وتعصف به وبكرسيه المترف- انه قال لقلة من الخونة والمرتزقة من رعيته انني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها واني لقاطفها.
وما أود ان التفت إليه وينجر قلمي للكتابة عنه هو ان الحجاج لم يترك اخاه الذي أرسله ليحكم اليمن بدون نصائح يطرحها في مسامع قلب اخيه ويعظه بها فكان حكيما في وعظه لأخيه ولأن الحجاج قبل ذلك قرأ عن أهل اليمن في القرآن الكريم انهم أولو قوة وأولو بأس شديد ولأنه أيضا كان يدرك انه لا يمكن لاي جبروت أو طاغية او متسلط او ظالم في هذا العالم الفسيح ان يحكم أهل اليمن بالجبروت والعنجهية وأساليب الغزو والاحتلال مهما بلغ هرجه ومرجه واستعراض عضلاته.
فقد أثبت الماضي والحاضر ان اليمن مقبرة الغزاة لكل غاز ومعتد على مر التاريخ فقد اخرجت اليمن ببطولة ابناءها الاباة الذين لا يقبلون الضيم والإذلال إطلاقا لأي متوحش كان وهزمت أقوى إمبراطورية عبر التاريخ كان يقال عنها “لا تغيب عنها الشمس”..
لذا فكان الحجاج حذرا على حياة اخيه فقدم له العديد من النصائح لكي لا يقع في مستنقع لن يخرج منه إلا جثة هامدة شاحبة كالحة كما حصل للغزاة الجدد ورجعوا في توابيت وصناديق حينما استقبلهم جيشنا ولجاننا الشعبية في مأرب واهدى جثثهم لأهاليهم أجمل هدية مختومة بالشمع الأحمر فقال له: “لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم، فإنهم ما قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وان قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقي غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خيرا اجناد اهل الارض واتقي فيهم ثلاث:
نساؤهم فلا تقربهن بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الاسود فرائسها
أرضهم وإلا حاربتك صخورهم
دينهم وإلا احرقوا عليك دنياك وهم صخرة في جبل كبرياء تتحطم عليها احلام اعدائهم اعداء الله.
لكن في واقع الحال هذه النصائح يتغافل عنها الآن آل سلول وصبية آل سعود ومرتزقة العدوان على شعبنا اليمن رغم قراءتهم لها ومعرفتهم بها لكنهم أصروا واستكبروا.. فقاموا بقتل شعب اليمن وحصاره وتجويعه وبهدف تركيعه لكن هيهات ان ينال العدو الجبان مراده وتتحقق أحلامه.
وهيهات ان يستكين الشعب اليمني لحثالة البشر ومردة التاريخ وطواغيت وظلمة العصر لهذه الأمة.. وهيهات ان يخنع ويخضع الشعب اليمني لمن ارتهنوا لحسابات الصهاينة والأمريكان بعد ان وصلتهم السياسات اللعينة لقيادة شعب نجد والحجاز وتستخدمهم دول الاستكبار في هذا العالم ادوات رخيصة تنهي صلاحيتها المؤرخة المؤقتة لاحتلال الشعوب واذلالها ونهب ثرواتها واذلالها واحتلالها واستعبادها.
الشيطان الاكبر أمريكا واسرائيل أوعزتا لهم بشن الحرب على اليمن ظلما وعدوانا بعد إخفاق المشاريع الاستخباراتية الامريكية والسعودية في اليمن وتحطيم مشاريعهم وأهدافهم القذرة كما خططت مسبقا للعراق وسوريا وليبيا فخرج جنود المارنز الامريكان أذلاء من فندق موفمبيك بصنعاء ولفظتهم قاعدة العند بلحج إبان قيام ثورة 21 سبتمبر 2014م بعد ان كانوا حولوهما ثكنات عسكرية مخابراتية بامتياز.
فثورة الشعب في العام 2014 كانت مباركة جعلت حياة ظلمة شعبنا اليمني “انكالا وجحيما” وحولت عيشهم المترف لسنوات على حساب شعبنا “ذا غصة وعذاب أليم”.. فلم تجرؤ أمريكا في هذه الحرب الهمجية بالتدخل بجيشها بريا في اليمن لأنها عرفت ماذا حل بها وجيشها في غزو أفغانستان ومن ثم العراق وقبل ذلك في فيتنام فأوعزت للسعودية وزجت بها في محرقة مع شعب اليمن بعد ان خلفت لها عداءات مع كافة الدول المحيطة بها، وها هي اليوم تتلقى الصفعات المريرة في كافة جبهات القتال ليسحق جنود المملكة الوهابية على ايدي شعبنا اليمني الأبي وفي طليعتهم ابناء القوات المسلحة واللجان الشعبية، واصبح جيش الكبسة والمحشي والمضبي والمضغوط غير قادر على المواجهة والصمود أمام الاسود اليمانية المفترسة التي تزأر وتتوغل وتتقدم في عمق أراضي العدو السعودي وتسترد الارض اليمنية المحتلة من قبل نظام آل سعود “نجران وجيزان وعسير”.
اصبحت السعودية في الواقع وأدواتها القذرة المتحالفة معها تنكيس الاعلام وتمريغ انفها في التراب نتيجة الخطط والكمائن المحكمة والبطولات الاسطورية التي يصنعها الرجال الأوفياء في ميادين الوفاء والجهاد والبطولة والتضحية يخوضون اشرس المعارك دفاعا عن الدين والعرض والوحدة والوطن بقدرة الله سبحانه ها هي السعودية وجيشها تتحول من دور المهاجم الى المدافع رغم قيامها بجميع الوسائل التي قدرت عليها لحمايتها وقبل ذلك هرولة بن سلمان الى أغلب دول العالم والقرن الافريقي ليستأجر بأمواله مرتزقة وعملاء ليدافعوا عنه.. لكنها اليوم تدك وتسحق في عقر دارها لتذوق مرارة الهزيمة النكراء المدوية والتي كان آخرها سقوط مدينة “الربوعة” وما بعدها في الأيام القريبة العاجلة ليقوم طيران العدوان بقصف وشن عدد من الغارات الجوية على مدينة الربوعة بعد سقوطها على ايدي ثلة من المجاهدين الأبطال وصدق القائل سبحانه “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار”.
فهل تراجع دول التحالف حساباتها وعلى رأسها النظام السعودي الوهابي المتهالك وتستذكر نصائح الحجاج وتتعظ بها خصوصا وان امريكا واسرائيل قد فتحت وبشراهة فمها لابتلاع المملكة الوهابية وبدأت بتفكيكها.. أم انها لا تجدي معها إلا الحارق والخارق.. وهو الأصح لتسمع أزيز بنادق الشعب اليمني المقاوم والصامد.