أفق نيوز
الخبر بلا حدود

كيف أفشل انصارالله السعودية وغدا القرار ٢٢١٦ بلا قيمة ؟ / تحليل

280

يمانيون ../ 

مع بدء الغارات السعودية قبل 8 أشهر على اليمن اعتبر الكثير من المراقبين ان سبب اختيار السعودية لخيار الحرب في اليمن هو قدرات القوات الجوية السعودية من جهة وانشغال حركة انصارالله بمحاربة الموالين لعبدربه منصور هادي ومنتسبي تنظيم القاعدة في جنوب اليمن من جهة اخرى كما قال بعض المراقبين ان السبب الرئيسي لاختيار الحرب هو طموحات نجل الملك السعودي محمد بن سلمان لاثبات زعامته في البلاد. لكن وبعد مرور هذه الاشهر من الحرب تراجعت اهداف السعوديين وبات هدفهم الآن هو منع تقدم حركة انصارالله، فلماذا تراجعت السعودية عن هدفها المعلن في البداية وهو تنفيذ القرار الدولي رقم 2216 وباتت تتمنى تنفيذ وثيقة مسقط؟

عندما بدأت السعودية هجومها على اليمن وسعت الى الاستعانة بقوات برية من مصر وباكستان والبحرين والامارات عمدت الى استصدار القرار 2216 لتكون لها اليد العليا في اليمن والمعروف ان هذا القرار لا يشير الى العدوان السعودي بل يطالب انصارالله بسحب قواتها من صنعاء وباقي المدن والكف عن تهديد جيران اليمن بضربات صاروخية ويدعو الى عودة منصور هادي الى الحكم، وكانت السعودية تأمل في ان يؤدي كل هذا الضغط الى رضوخ انصارالله وتسليم ادارة اليمن للرياض لكن هذا لم يحصل. 

وثيقة مسقط، الانتصار السياسي لانصارالله

بعد مضي 6 اشهر على صدور القرار 2216 فقدت الخطط السعودية بريقها حيث بات حتى الامين العام للامم المتحدة يبحث عن حل لأزمة اليمن خارج اطار هذا القرار وقد تحدث بان كي مون عما يسمى بوثيقة مسقط وقبول انصارالله بهذه الوثيقة التي يمكن ان تضع حدا للحرب لكن السعودية رفضتها لأن الوثيقة تظهر ان كفة أنصار الله باتت هي الراجحة في اليمن بعد أشهر من القصف واستقدام المرتزقة والأجانب.

ان وثيقة مسقط ليس فقط تعترف بشرعية انصارالله بل تنص على شرعية وجود هذه الحركة في شمالي اليمن وسيطرة الحراك الجنوبي الذي يعادي السعودية ايضا على جنوبي اليمن وذلك من اجل اطلاق عملية حل سياسي للازمة، كما تنص الوثيقة على تعيين خالد بحاح رئيسا للوزراء وتشكيل حكومة وطنية خلال 60 يوما وانهاء الحصار البري والبحري والجوي على اليمن ما يعني الطلب ضمنيا من السعودية بسحب قواتها وانهاء الحرب.

ويعتقد المراقبون ان هذا التغيير الكبير في المعادلات قد حصل بسبب يقظة ووعي انصارالله الى جانب دور اللاعبين الاقليميين كما ان تغيير المعادلة في الحرب السورية لصالح محور المقاومة قد اثر ايجابيا على التطورات في الساحة اليمنية.

دور اللاعبين الاقليميين

ترك دخول روسيا في الحرب السورية اثرا كبيرا على قدرات جبهة المقاومة كما ازدادت الضغوطات على السعودية التي تدعم الارهابيين في سوريا ومن جهة اخرى باتت الرياض تعاني من ازمة اقتصادية بسبب كلفة الحرب واسعار النفط المتدنية ولذلك نرى انها تبحث عن سبيل للخروج من الحرب اليمنية مع حفظ ماء الوجه.

ويقول المغرد السعودي الشهير “مجتهد” الذي ينشر دوما الاخبار السرية عن السعودية ان امريكا قد طلبت من السعودية ايقاف الحرب باسرع ما يمكن والقبول بوثيقة مسقط والانسحاب من اليمن، كما التقى الامين العام للامم المتحدة الملك السعودي قبل اسبوعين تقريبا واصر على قبول الرياض بوثيقة مسقط.

يقظة انصارالله

يمكن القول ان أذكى خطوة قامت بها انصارالله حتى الان هي الاتفاق مع الحراك الجنوبي لتسليم السيطرة على جنوبي اليمن للحراك وهكذا اصبح بامكان انصارالله التركيز على شمال اليمن مع العلم بان هذه الخطوة تخفف الضغوط على انصارالله وتبرئ ساحتها من اتهام السعي للاستئثار بالسلطة وتعزز امكانية نجاح السلام اليمني اليمني.

ومن الخطوات الذكية الاخرى لانصارالله هي عدم القبول بالقرار 2216 في بداية الحرب ومن ثم الدخول بذكاء في حل سياسي واظهار اعدائها والسعوديين كمعرقلين للحل السياسي فانصارالله تريد الان وضع الاطراف اليمنية وخالد بحاح في المواجهة مع السعودية.    

وهناك سبب آخر ادى الى تفوق انصارالله وهو يقظتها في معركة مأرب التي شنها التحالف العربي وقتل جنود التحالف وخاصة الاماراتيين واليوم يرى الجميع كيف ادى ذكاء انصارالله الى تفتيت التحالف العربي الذي لم يعد يرسم لنفسه مصالح حيوية في اليمن وقد بقيت السعودية وحيدة الآن وبات الجميع ينتظرون منها تقديم التنازل للخروج من ورطتها في اليمن.

موقع الوقت التحليلي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com