العدوان على اليمن .. نهاية الأمم المتحدة
أفق نيوز – أحمد الزبيري:
بدأ أمس مارتين غريفيث وهو في منصبه الجديد أكثر إنسانية في إحاطته لمجلس الأمن وهي انسانية له مصلحة فيها لاستغلال الأوضاع المأسوية والكارثية بفعل العدوان والحصار على الشعب اليمني التي كان مجلس الأمن شريكا أصيلا في الوصول إليها وخاصة في ما يتعلق بالحديث عن الجوع وتسرب الأطفال من المدارس وتشريد الأطفال أو استخدامهم كما قالت المسؤولة عن منظمة اليونيسف لأن مجلس الأمن شرعن الحرب بعد وقوعها وسكت وبرر الحصار الظالم والجائر على الشعب اليمني وهو إلى اليوم يواصل هذا النهج الإجرامي مقابل المال أو بالمقايضة مع أطراف هذا العدوان وعلى رأسهم أمريكا والدليل إحاطة نائبة المندوب الروسي يوم أمس.
المشترك بين كل إحاطة غريفيث توجيه الشكر للنظام السعودي المجرم مقابل دعمه الإنساني السخي والمقصود هنا دعم غريفيث وموظفيه وبقية المنظمات التي تسمى إنسانية أما الشعب اليمني فلم يلقى من النظام السعودي المعتدي المجرم إلا الصواريخ والقنابل الذكية والغبية والحصار وأخيراً وليس بأخر طرد المغتربين اليمنيين لتعميق المأساة والكارثة الإنسانية باعتراف هذه المنظمة من نجد والحجاز والأراضي المحتلة شمال اليمن فعلى ماذا يشكر غريفيث هذا النظام التكفيري الوهابي الإرهابي .
اليوم أصبح معروف أن تباكي غريفيث وحتى غوتريش الأمين العام للأمم المتحدة وبعد سبع سنوات من الحرب العدوانية الظالمة على الشعب اليمني ليست إلا دموع التماسيح .
اللافت هو دعوة غريفيث إلى ضرورة فك الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي .. وهنا نسأل هل فعلاً مارتين غريفيث جاد في رفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء أم أن الكلام يأتي من باب ذر الرماد في أعين العالم بعد حديثه عن الكارثة الإنسانية التي فيها نوع من الاستجداء باسم اليمنيين وهي في الحقيقة لا يستفيد منها إلا موظفي تلك المنظمات وأن أشتروا بمبالغ باهضه غذاء أو دواء فأغلبها فاسدة وغير صالحة للاستخدام الأدمي وقد تكون قاتلة إذا ما ربطنا ذلك بالأدوية واللقاحات الأممية وهذا كاف لتكون الأمم المتحدة بما تقوم به أحد شركاء هذه الحرب الاجرامية على الشعب اليمني.
فضائح الأمم المتحدة الإنسانية كبيرة ومخجلة إلى حد أن مدير مطار صنعاء عبر عن استحياءه من الحديث عن سلوك هذه المنظمات الذي يعبر عن عدم إنسانيتها وانحطاطها وأعطى بعض الحقائق حول سلوك هذه المنظمات ومنها أنه خلال خمس سنوات منذ إقفال مطار صنعاء جاءت خمسة ألف رحلة كلها لمنظمات الأمم المتحدة وعوائلهم في حين يرفضون سفر أي مريض أو حالة طارئة مصابة بأمراض خبيثة أو مزمنة على أي طائرة من هذه الطائرات الأممية ( الإنسانية ) ولا يخجلون من إرسال طائرة فارغة لجلب لا بتوب أحد موظفي هذه المنظمات بعد أن نساه في اليمن وبهذا اللابتوب أقعلت الطائرة وإذا ما أضفنا إلى هذا بقية أشكال الحصار والحرب الاقتصادية ودور الأمم المتحدة فيها فأن هذه الحرب هي الأقذر والأكثر إجراماً وضحاياها ربما أكثر من الحرب العسكرية المباشرة .
انحطاط الأمم المتحدة وقيامها بوظائف عكس ما أنشأت من أجله ظاهرياً يؤكد أن الوقت قد حان إلى استبدالها بنظام عالمي جديد يعكس مصالح كل الشعوب والأمم ولو بالحد الأدنى ولن يعد مجلس الأمن يؤدي الدور الذي قيل أنه أنشى لأجله وهو حفظ السلام العالمي بل أصبح مجلس حرب وعدوان.
لهذا على البشرية والقائمين عليها الذين على لا يدورون في الفلك الأمريكي أن يفكروا بجدية باتجاه تغيير هذا النظام الدولي وإلا فأن الكارثة واقعة لا محالة وتغير المناخ والانسحاب الأمريكي من أفغانستان وإلغائها يبين أن استمرار الأمم المتحدة في وضع الإلحاق بالخارجية الأمريكية غير محتمل ولا ينبغي أن يستمر وإلا مازلنا تحت ضغط استحقاقات الحرب العالمية التي انتهت منذ ثلاثة عقود.