الزكاة ومكافحة التسول
فهمي اليوسفي
نائب وزير الإعلام
شد إنتباهي تصريحات رئيس الهيئة العامة للزكاة الاستاذ شمسان ابو نشطان عن برنامج الهيئة نحو الإعداد لدعم مشروع مكافحة التسول .
فعلا العمل بهذا البرنامج هو إيجابيا وإنسانيا بكل المقاييس ويندرج ضمن من ينبغي أن تشمله المصارف الشرعية للزكاة لكن كنت منزعجا حين اسمع ضجيج بعض الابواق الفسبوكية التي تثرثر وتشكك في البرنامج وهم بلاشك ابواق عدوانية لها طابع داعشي من طراز صعتر أوعفاشي غارق بثقافة الفساد وحياة البرزخ .
البرنامج هو يخدم مشاريع التنمية الحضارية في المجتمع اذا تم نقله لحيز التنفيذ خصوصا في هذه المرحلة البالغة التعقيد بل هو جزء من مواجهة تحديات العدوان والحصار راهنا ويصب نحو خدمة الصالح العام .
اي نجاح في هذا البرنامج هو بحد ذاته يعيد الإعتبار لركن من اركان الإسلام الذي كان نظام ما قبل ٢٠١٥م قد حول مشاريع الزكاة الى مشاريع شكلية تخدم توجهات لوبيات فساد ذاك النظام الذي لم يضع اي اهتمام لبرنامج الزكاة ويعد موقف ذاك النظام جزء من الاستهداف المبطن لهذا الركن المرتبط بالثوابت الإسلامية لخدمة اللوبيات الإمبريالية بشقيها الغربي والعربي والذي لم يحسن وضع المصارف الشرعية للزكاة في مصارفها الحقيقية بل وضعها لخدمة فساد النظام فتحول المصرف الى خدمة. مراكز القوى التقليدية بذاك النظام ( المشيخة الصندقية بشقيها المشيخي الاحمر اوفرقته العسكرية + المستودعات العفاشية والحوانيت الداعشية ) .
من الطبيعي ان تنزعج تلك الابواق من هيئة الزكاة راهنا لكون الهيئة حققت اليوم نجاحا غير مسبوق في مثل هذا المشروع وتمكنت من إعادة الإعتبار لهذا الركن من حيث التحصيل ومن حيث التصريف في المصارف الشرعية في إطار المحافظات الخاضعة لسلطات ثورة ٢١ سبتمبر الذي يقودها القائد الزاهد والمجاهد عبدالملك الحوثي بل نجاح هذه الهيئة هو جزء من نجاح أحد المشاريع الثورية ونجاحا لقائد الثورة وللقيادة السياسية وللقائمين على الهيئة .
حين نلمس إنزعاج القوى المضادة من نجاح هيئة الزكاة لدليل ان إدارتهم ومشروعهم الذي كان سائد على الزكاة ما قبل ثورة ٢١ قد افتضح وبانت حقيقتهم وتعرى فسادهم وتجلت اهدافهم لخدمة الصهيونية .
قلت في قرارات ذاتي ان التوجه لدعم مشاريع مكافحة التسول هو إيجابيا بكل المقاييس من ناحية إيمانية وإجتماعية واقتصادية وهو جزء من مواجهة تحديات العدوان خلال هذه المرحلة ولهذا دفعني الفضول كتابة هذه السطور لاطرح وجهة نظري بهذا الصدد وهي بإختصار كتالي .
.. إستعداد الهيئة لدعم هذا البرنامج يخدم توجهات ثورة ٢١_ نحو تنمية مشاريع التحضر وترميم وإصلاح الجوانب التي تشكل خدشا و تشويها للوجه الحضاري بإعتبار تنامي ظاهرة التسول يعكس ذاته سلبا على الجانب الحضاري .
.. هذه الظاهرة ( التسول ) هي تتنامى من عهد نظام ما قبل ثورة ٢١_ بل النظام ذاته هو من جعلها تزداد لتصبح ثقافة امام شريحة المتسولين في الشوارع وهي تتصاعد بشكل متوازي مع إزدياد عدد السكان لكن لها تأثير على بعض شرائح المجتمع خصوصا الاشد فقرا .
.. نظام ما قبل ثورة ٢١ لم يضع اي اعتبار لهذه الظاهرة ولم يكفل ذاته حتى بإعداد برنامج إحصاء لهذه الفئة بل له دور سلبي في تعميق هذه الظاهرة بشكل غير مباشر لكونه نظام ادمن التسول امام دول العالم على حساب كرامة الارض و الإنسان من خلال البحث عن المساعدات والهبات الدولية والذي لم يحسن تنظيم موارد وثروات البلد فتحول النظام الى مستهلك ولا منتج اي استمر في السير على خط الفساد فاصبح تسوله غير مباشر وانبثق عنه تسول هذه الفئة بشكل مباشر ولنأخذ في الحسبان ان رموز ذاك النظام الذي تأسس عام ٧٨ بصنعاء هو نظام متسول بمرتبة اللاشرف فأتخذ التسول شعاره امام دول العالم ودون خجل لانه نظام بلا كرامة ولهذا السبب تنازلت رموزه عن جزء كبير من السيادة اليمنية لصالح كيان ال سعود إبن سلول اي باعوا الارض والثروة ومن يتذكر صفقات بيع الحدود من قبل عفاش ومن معه ومشيخة الصندقة ومن معها والفرقة واخطبوطيتها فها هم ابناء اليمن يدفعون فاتورة تلك الجرائم وتسول النظام يكفي فقط حين نشاهد نفط اليمن الذي ينهب من اراضينا المغتصبة من قبل الكيان السعودي في منطقتي شرورة والوديعة يصل الى مليون وسبعمائة وخمسون الف برميل يوميا هي كفيلة ان تخرج اليمن من دول العالم الثالث وكفيلة بان تقضي على كل اشكال التسول اذا لم يتنازل عنها ذاك النظام الفاسد .
من يعود لإرشيف التاريخ سيجد شيخ الصندقة في العقود المنصرمة وهو يقول لن نختلف مع شقيقتنا السعودية على حفنة تراب مع ان هذه العبارة خطيرة وجريمة كبرى بحق اليمن والذي كان من المفترض ان يحاكم عليها لكونه ليس مخول ببيع ارضينا بل إطلاقه تلك العبارة تعمق ثقافة الخيانة للوطن وتنمي الفساد والعمالة وتوسع ثقافة التسول من خلال التسول السلطوي وصولا الى تنمية التسول في الشوارع وهذا ما جعلني اتذكر ابيات شعرية للراحل عبدالله البردوني حين قال . أمير النفط نحن يدك ونحن احد انيابك ونحن القادة العطشى الى فضلات اكوابك . فحكامون في صنعاء وفراشون في بابك . فرحمة الله على البردوني وغضب الله على نظام ما قبل ٢٠١٥م .
هنا يكمن الدور الإنساني والوطني والإيماني لدور هيئة الزكاة راهنا في معالجة جرائم نظام التسول والعمالة والارتزاق وإعادة الاعتبار للكرامة الإنسانية والوطنية وخدمة الإسلام وتصب جهود هذه الهيئة نحو تنمية الجانب الحضاري وهذا مفخرة لقيادة الهيئة .
.. من الثوابت المنطقية اي كلما إزداد التسول وتنامت ظاهرة المتسولين بكل اشكالهم والوانهم فإن ذلك يمثل خدشا للكرامة وجرح للإنسانية خصوصا عندما تصبح هذه الظاهرة ثقافة روتينية لدى هذه الفئة ثم تصبح حالة إدمانية فأي مولود جديد يأتي من صلب المتسولين يتجه من الطفولة نحو ممارسة هذه الظاهرة بدلا ان يتجه للمدرسة الامر الذي يجعل هذه الفئة بعيدة عن الدمج المجتمعي وخارجة عن المشاركة بسوق العمل والانتاج مع ان هناك خطوط حمراء وردة بالقران تنص في الاتجاه نحو العمل ومساعدة من ينبغي من العاجزين .
.. قد لا يخطر على البعض ان تنامي هذه الظاهرة لا يوثر على شرائح اخرى كما اسلفت بل العكس يترتب على ذلك تأثير سلبي علي بعض الفئات الاخرى ومنها الفقيرة
.. اما لو غصنا بعمق عن بعض الاطراف المستفيدة من تنامي التسول والمتسولين فسنجد المنظمات الإرهابية تستثمر ذلك لإستقطاب عناصر منها لأعمال الارهاب المتوحش وتستغل في المخدرات والدعارة وغيرها من الظواهر السلبية على المجتمع ولا يقتصر الامر فقط على ذلك بل هناك من المحتمل مؤسسات استخباراتية خارجية تستغل بعض المدمنيين على هذه الظاهرة لاعمال مخابراتية ولاننسى ان النظام في صنعاء كان يستخدم بعض جواسيسه تحت ديكور التسول والمجانيين لحماية راس النظام المتسول .
.. هذه الظاهرة كان الشهيد حسين الحوثي قد المح بمكافحتها اذا تم قراءة ما بين السطور في محاضراته مع ان تناميها يشكل خطرا على الحاضر والمستقبل وهو ما يسعى اليه الامريكان من خلال القاعدة التي اطلقوها وتنص فوضى خلاقة وتقسيم المقسم .
مكافحة هذه الظاهرة هو جزء من الإنتصار للكرامة الإنسانية وجزء من مشاريع الإنقاذ المجتمعي بمنحها الحقوق التي كفلتها الاديان السماوية والمواثيق الدولية كبقية شرائح المجتمع وبنفس الوقت جزء من مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وبالذات تحديات العدوان بهذه المرحلة والحصار .
على هذا الاساس نشيد بدور الهيئة في دعم برنامج المكافحة لظاهرة التسول لأننا اليوم نجاهد ونناضل من اجل ان يكون اليمن خاليا من التسول والمخدرات والإرهاب والبطالة والامية وهذا هو توجه قائد ثورة ٢١سبتمبر السيد الزاهد والمجاهد عبدالملك الحوثي حفظه الله .
مسك الختام من وجهة نظري
اولا. ينبغي تشكيل ورش لدراسة هذا المشروع من جميع الزوايا لكي تكون عملية المكافحة ناجحة من أ الى ي على ان يشارك فيها باحثين واكاديميين وساسة ومثقفين واعلاميين وغيرهم من العلماء بحيث تكون المخرجات مدروسة لتحقيق الاهداف المرجوة .
ثانيا. الاستعانة بالجهات ذات العلاقة بوضع التشريعات واللوائح المنظمة لهذا العمل .
ثالثا . الزام هذه الفئة بتعليم ابنائهم بشكل إلزامي وتأهيلهم وتوعيتهم كحجر اساس لدمجهم مجتمعيا .
الحديث متشعب عن هذا المشروع لكن خير الكلام ما قل ودل ومن خلال هذه السطور ابعث باقة من التحايا لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ورئيس واعضاء المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ وتحية خاصة للمجاهدين في مختلف الجبهات والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وفك اسر الاسرى . ونعم لدعم برنامج هيئة الزكاة نحو مكافحة التسول لكي تكون بلدنا يمن بلا تسول